إليكم أطفالي الصغار قصة مفيدة للأطفال عن
الفتى محمود وحصانه، تحمل معاني الصداقة والوفاء والشجاعة، قصيرة ممتعة للأطفال
الصغار.

الفتى محمود وحصانه الوفي
كان ياما كان في قرية صغيرة محاطة بالحقول الخضراء والجبال
العالية، كان هناك فتى اسمه محمود يعيش مع عائلته، كان الفتى محمود طيب القلب، يحب الحيوانات، وكان له حصانه الجميل الذي يحبه بشكل خاص اسمه رعد، كان هذا الحصان رفيقه في كل مغامراته، وكان حصانًا
قويًّا سريعًا، يتميز بلونه البني اللامع وعينيه الكبيرتين الذكيتين.
محمود وحصانه الوفي
اعتاد محمود أن يذهب مع حصانه رعد إلى الحقول ليساعد
والده في الزراعة، وكان يقضي الساعات الطوال في الإعتناء به، يطعمه، وينظف شعره الناعم، لم
يكن رعد مجرد حصان، بل كان صديق محمود المخلص.
ذات يوم، سمعت القرية أخبارًا عن قافلة تجارية
ستعبر الجبال، وكانت تحتاج إلى دليل ماهر يعرف الطرق الوعرة، فتقدم محمود لهذا
العمل، لأنه كان يعرف الجبال جيدًا، كما أن حصانه رعد كان سريعًا ومعتادًا على التضاريس الصعبة.
رحلة عبر الجبال
عندماوصلت القافلة وافقوا على أن يكون محمود هو دليلهم وقائد القافلة، انطلقت القافلة بقيادة محمود، وكان رعد يجري
بخفة أمام الجِمال ليقودها بأمان، في البداية، كانت الرحلة سهلة، لكن بعد ساعات من
السير، بدأت الغيوم السوداء تتجمع في السماء، وهبت رياح قوية لدرجة أنها تمنع القافلة من التحرك للأمام، وبدأت الأمطار تتساقط بغزارة.
أصبح الطريق زلقًا وخطيرًا، وبدأت القافلة
تواجه صعوبة في التقدم، فجأة، تعثّر أحد الجمال وسقطت بعض الصناديق الممتلئة
بالبضائع في أحد الوديان العميقة، توقف الجميع في حيرة، وتحسر التجار على بضائعم، لأنهم خافوا أن تجرفها الوديان، ولم يعرفوا ماذا يفعلون.
شجاعة محمود ورعد
تحرك محمود الشجاع ولم يتردد لحظة، قفز على ظهر حصانه رعد ونزل إلى
الوادي بمهارة كبيرة بالرغم من أن المكان كان وعرًا جدا، وتوقف جميع التجار في دهشة كبيرة، لكنه وثق بحصانه الوفي القوي،
وبفضل ذكاء رعد وسرعته،
تمكن محمود من الوصول إلى البضائع، وربطها بحبل ثم رماه إلى أحد التجار فسحبته القافلة للأعلى.
عادت القافلة إلى مسيرتها وهي مطمئنة على بضائعها، لكن المطر اشتد كثيرا وأصبح الضباب كثيفًا، ولم يعد الطريق واضحًا، أدرك محمود أن القافلة قد تضل طريقها
إذا استمر الضباب ولم يتصرف بسرعة، نظر إلى رعد وقال: أنت أذكى حصان، يا صديقي رعد، ساعدني في
إيجاد الطريق الصحيح.
رفع رعد رأسه، وشم الهواء، ثم تحرك في أحد الاتجاهات، بدأ التجار يتساءلون هل من الصواب أن نتبع هذا الحيوان، لكن محمود أقنع القافلة بثقة في حصانه رعد، وبعد فترة، تلاشى الضباب ليجدوا أنفسهم على
الطريق الصحيح، تنفس الجميع الصعداء وشكروا محمود وحصانه الشجاع وتأسفوا لأنهم لم يثقوا به منذ البداية.
عقبة جديدة في الطريق
استمرت القافلة في مسيرتها، وبعد مدة من الزمن واجهوا عقبة
جديدة، وهو نهر زاد منسوبه بسبب الأمطار الغزيرة، كان التيار قويًّا، ولم يكن
العبور ممكنًا بسهولة، نظر الجميع إلى محمود متسائلين إن كان بإمكانه إيجاد حل.
نظر محمود إلى ضفاف النهر ولاحظ بعض الصخور
الكبيرة الممتدة عبر الماء، فكر قليلاً، ثم قرر استخدام الصخور كجسر طبيعي.
قاد حصانه الشجاع رعد نحو الصخور بحذر، من أجل اختبار مدى ثباتها، وبعد أن تأكد من صلابتها، شجع الآخرين على
العبور واحدًا تلو الآخر.
كانت اللحظات عصيبة، ولكن بمساعدة محمود
وتوجيهاته السليمة، تمكنت القافلة من العبور بسلام، فشعر الجميع بارتياح كبير،
وأثنوا على ذكاء محمود وحصانه الوفي.
الوصول إلى الوجهة
بعد أيام من السفر والمغامرات، وصلت القافلة
أخيرًا إلى وجهتها، رحب السكان بالتجار بحرارة، واحتفلوا بوصولهم سالمين، استقبل
أحد التجار محمود وقال له: بفضلك وبفضل حصانك الشجاع، وصلنا بأمان، لن ننسى
معروفك أبدًا.
أعطى التجار لمحمود هدية ثمينة تعبيرًا عن
امتنانهم، ولكنه شعر أن أعظم مكافأة كانت هي النجاح في حماية القافلة والاعتماد على صديقه
رعد.
العودة إلى القرية
عندما وصلت القافلة إلى وجهتها بأمان، أثنى
القرويون على شجاعة محمود ووفاء حصانه رعد، وأصبح الجميع يتحدث عن الصبي الشجاع وحصانه
الذكي، وأدركوا أن العلاقة بين الإنسان والحيوان يمكن أن تكون مليئة بالثقة
والمحبة.
في نهاية اليوم، عاد محمود إلى منزله، وأعطى لرعد
بعض الجزر الطازج كمكافأة، مسح على رأسه وقال: أنت أعظم صديق لي يا رعد،
وسنخوض المزيد من المغامرات معًا،وعاشا معًا مغامرات كثيرة، ليكونا
مثالًا على الوفاء والشجاعة.