قصة الطبيب جحا، قصة طريفة من قصص جحا، حيث كان
في إحدى القرى الصغيرة، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، يعيش رجل طيب القلب يُدعى جحا،
كان مشهورًا بحكمته الطريفة ومواقفه الغريبة التي تُضحك الجميع، وعلى الرغم من أنه
لم يكن طبيبًا يومًا ولم يدرس الطب، إلا أن الصدفة أوقعته في مغامرة غير متوقعة جعلته
يصبح طبيب القرية لأيام قليلة فقط. فما الذي حدث؟ وكيف تعامل جحا مع المرضى بوصفاته
العجيبة؟ تابعوا معنا هذه القصة الطريفة لتعرفوا التفاصيل.
قصة الطبيب جحا
كان ياما كان في قديم الزمان، في إحدى القرى
الصغيرة، عاش رجل طيب القلب لكنه غريب الأطوار يدعى جحا، كان معروفًا بحكمته
العجيبة ومواقفه المضحكة، ولكنه لم يكن طبيبًا بأي حال من الأحوال، لكن، وكما
يُقال، الفرصة تأتي لمن لا يتوقعها، فقد شاءت الصدف أن يصبح جحا طبيبًا ليوم واحد،
وكانت هذه بداية مغامرة مشوقة لا تُنسى.
البداية المفاجئة
في أحد الأيام، كان جحا جالسًا أمام بيته يحتسي
كوبا من الشاي ويتأمل المارة، وإذا بجاره أبو محمود يقترب منه مسرعًا، يلهث ويضع
يده على بطنه، رآه جحا بتلك الحالة فأسرع نحوه وسأله ما بك؟ أجابه الرجل وهو يقول:
يا جحا، إن بطني تؤلمني جدًا، ماذا أفعل؟
فكر جحا قليلًا، ثم قال بحكمة زائفة:
آه يا صديقي، يبدو أنك أكلت شيئًا بالأمس ولكنه
لم يهضم جيدًا، لكن الحل بسيط، اشرب كأسا من الماء الساخن، وقم بالقفز عشر مرات،
ثم نم على بطنك مدة نصف ساعة وستتحسن.
نظر إليه أبو محمود مترددًا، لكنه كان يعاني من
الألم، وليس لديه بديل، فقرر أن يجرب نصيحة جحا.
وبعد قليل، بدأ يشعر بتحسن، فقال مندهشًا: سبحان
الله لقد تحسنت أنت طبيب ماهر يا جحا.
فخرج الرجل في
قريته وبدأ يحكي قصته مع جحا، وكيف أنه استطاع أن يشفيه بسرعة، ومن هنا، انتشرت الشائعة في القرية بأن جحا طبيب ماهر قادر على علاج
أي مرض.
المريض الثاني مشكلة الضرس المزعج
في اليوم التالي، بدأ الناس يأتون إلى منزل جحا
يبحثون عن العلاج، وكان من بين الناس الحدّاد أبو كامل الذي جاء إلى بيت جحا وهو
يمسك خده ويتأوه ويقول: آه يا دكتور جحا إن ضرسي يؤلمني
كثيرًا، لم أستطع النوم طوال الليل.
فكر جحا قليلًا، ثم قال بثقة: الحل
سهل جدًا يا صديقي، خذ حبة زيتون، وامضغها على الجهة الأخرى من فمك، ثم غنِّ أغنية
سعيدة بصوتٍ عالٍ.
نظر أبو كامل إليه بدهشة، لكنه كان مستعدًا
لفعل أي شيء للتخلص من هذا الألم، فأسرع وأخذ الزيتون وبدأ يمضغ، ثم غنّى بصوت عال كما أخبره الطبيب جحا، والناس
ينظرون إليه في تعجب كأنه مجنون يغني ويصيح في الشارع.
وما أن انتهى حتى شعر ببعض الراحة، لكنه لم يكن
متأكدًا إن كان ذلك بسبب الأغنية أم أن الألم بدأ يخف لوحده، لكن المهم، أنه عاد
إلى بيته سعيدًا، وهو يعتقد أن جحا طبيب عبقري. واستمرت الاشاعة حول جحا تكبر وتكبر مثل كرة
الثلج التي ندحرجها من فوق سفح الجبل.
المصيبة الكبرى المريض الغريب
في مساء يوم من الأيام، جاء رجل غريب إلى
القرية، وكان يعرج ويبدو عليه المرض الشديد، ربما بسبب المسافات الطوال التي قطعها
على رجله، وقف أمام بيت جحا وقال بصوت ضعيف: يا حكيم القرية،
أنا مريض منذ أيام، وأشعر أنني سأموت، فكر جحا قليلًا، ثم قال بحكمة مزيفة: حسنا
يبدو أنك بحاجة إلى راحة تامة، وأيضًا تحتاج إلى ضحك كثير، فالضحك هو أفضل دواء، ثم
بدأ جحا يحكي للرجل بعض النكات الطريفة، حتى بدأ المريض يضحك وينسى ألمه تدريجيًا،
فجأة، وقف الرجل وقال:
يا إلهي لقد تحسنت كيف فعلت هذا يا دكتور جحا؟
ضحك جحا وقال: أرأيت؟ الضحك
دواء عجيب، والآن يمكنك دفع أجرة العلاج.
هنا، تغير وجه الرجل وقال بارتباك شديد: لكنني
لا أملك مالًا الآن، فقد
تعرضت للسرقة أثناء سفري إلى هذه القرية.
فكر جحا قليلًا، ثم قال بمكر كبير: لا
بأس، سأعطيك وصفة مجانية، تناول وجبة دسمة، ثم نم مبكرًا، وفي الصباح ستشعر وكأنك
وُلدت من جديد. هز الرجل رأسه ممتنًا للطبيب جحا ثم رحل وهو يعتقد أنه حصل على علاج
لا يُقدَّر بثمن، ودون
أن يدفع أي مبلغ من المال.
نهاية المغامرة
استمر جحا ليومين كاملين وهو يعالج الناس
بوصفاته العجيبة، حتى جاء اليوم الثالث، فوصل الحكيم الحقيقي للقرية بعد أن عاد من
رحلته الطويلة، فتفاجأ كثيرا عندما سمع أخبار الطبيب الجديد للقرية، فبدأ يسأل
الناس عمن هو هذا الطبيب الجديد، وعندما عرف أنه جحا، ضحك طويلًا وقال: يا
أهل القرية، جحا رجل حكيم لكنه ليس طبيبًا، من كان يشعر بتحسن بعد علاجه، فهذا
بفضل قوة إيمانه وليس بسبب وصفاته الطبية العجيبة.
ضحك الجميع، حتى جحا نفسه، وقال مازحًا: حسنًا،
يبدو أنني طبيب رائع، ولكنني سأعتزل الطب قبل أن يُطالبني أحد بضمان مدى الحياة. وهكذا،
انتهت مغامرة جحا كطبيب، وعادت الأمور إلى طبيعتها، لكن القرويين ظلوا يتذكرون
بفكاهة ذلك الوقت الذي أصبح فيه جحا طبيب القرية وحكيمها.