قصة النملة والصرصور قصيرة ممتعة للأطفال الصغار، قصة فيها فوائد للأطفال كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر، قصص مسموعة، قصص بالدارحة المغربية، قصص البنات، أو معلومات مفيدة تحتاج معرفتها.
قصة النملة والصرصور
كَان يا ما كَان، في قديم الزَّمان، وسالف
العصر والأوان، كانت هُناك نملةٌ تعيش في غابة بعيدة، وكانت مِثالاً للاجتهاد في
العمل، والكدِّ والتَّعب، كانت تعمل طوال فصل الصَّيف، وتَجمعُ الطَّعام وتُخَزِّنهُ
لِتأكُل مِنه في الشِّتاء، حيثُ البردُ والأمْطَارُ.
وكان يَعيشُ معها في الغابة نَفسها صُرْصُورٌ
مُسْتَهترٌ مُهْمِلٌ، يَقضي أوقاتَهُ في الغِناءِ واللًّعِب.
ذات ليلة باردة في فصلِ الشِّتاء كانت
النَّملَةُ تَجلِسُ قُرْب المِدفأَةِ، وإِذا بالبَابِ يُقرَعُ، فقَالتِ النَّملةُ:
مَن؟
قال الصَّرصورُ: أنا الصَّرْصورُ يا جَارتي
العَزيزةُ،
قالتِ النَّملةُ: مَالكَ؟
قال الصَّرْصورُ: يَا جَارَتي، وصَدِيقتي
الوَفيَة، يا مِثال النَّشاطِ والعُنْفُوان والهِمَّةِ.
يا صديقتي أنا جائعٌ الآن، وليس عندي طعامٌ
كما تعلمين، ولم أدَّخر طعاماً في الصَّيف، ومَضى الصَّيْف وجاء الشِّتاء، وليس في
بَيْتي كسرةُ خُبزٍ تَقيني ألَمَ الجوعِ، وتَعلمين أنَّ العمل في الشِّتاء والبرد
أمرٌ صَعبٌ جِدًّا، فهل تُسدين لي خدمة وتُعطيني قليلاً من القمح أَسُدُّ به رمقي؟
وأعِدك أن أُعيد لك هذا الدَّينُ في فصل الصَّيف.
قالت النَّملةُ: إنَّك تعلم أنَّ العمل في
الشِّتاء أمرٌ صعبٌ جدًّا وشاقٌّ، وتعلمُ أيضاً أنَّ العمل في الصَّيْف هو العمل
الحقيقيُّ، وتعلمُ أنَّني قد جَمعتُ ما جَمعتُ من طعام ومَؤُونَةٍ في فصل الصَّيف،
والآن أنا مُتفَرِّغةٌ للقِراءة والمُطالعةِ.
أتَذكر حين رأيْتُك وقلت لك: يا صُرصور، اذهب
واعمل، ولا تُؤَجِّل عمل اليوم إلى غدٍ، ولم تأخذ بِنَصيحتي، وأجَبْتني هازئاً: لا
تُؤجِّل عمل اليوم إلى غدٍ! فانظُر إلى نفسِكَ الآن كيف تَقِفُ أمامي بِمنظرٍ
يُرْثَى له، وانظر إلى سُخريَتِك إلى أين أوصلتك.
لنْ أُعطيك شيئاً، بل اذهب واعمل طِيلة فصل
الشِّتاء لِتُؤمِّن قوت يومك، وانظُر إلى ضِفَّةِ النَّهر هُناك، ثَمَّة قَصَبُ
سُكَّر لذيذٍ، اذهب وتناول منه ما يكفيك، ثمَّ عُد في كل يوم في البرد والمطر
لِتأكل مِنه، لعَلَّ ذلك يكون لك درساً لِئلاَّ تُؤجِّل عمل الصَّيْف إلى
الشِّتاء.
قال الصَّرصور: ولكن يا نملة الجوُّ باردٌ
جدًّا، قالت: هذه مُشكلتك وليست مشكلتي.
ذهب الصرصور حزيناً في البرد والأمطار، وقرَّرَ
مُنذُ ذلك اليوم ألاَّ يُؤَجِّل عمل اليوم.