قصة موسم جني الزيتون قصيرة ممتعة للأطفال الصغار،تتحدث عن أحد أهم المواسم في السنة، وهو موسم جني الزيتون، حيث تكثر الأفراح والمسرات، ويأخذ الفلاح جائزته نتيجة جهده في الاعتناء بشجرة الزيتون.
قصة موسم جني الزيتون
في قرية صغيرة تقع بين أحضان الجبال الخضراء،
حيث تمتد أشجار الزيتون على مد البصر، كان أهلها يعيشون على خيرات الأرض ويقدسون
العمل في الحقول. كان موسم جني الزيتون من أهم الأحداث السنوية التي يجتمع فيها
الكبير والصغير، حيث تتعالى الضحكات وتُحكى القصص حول دفء العائلة والماضي العريق.
لم يكن هذا الموسم مجرد وقت للحصاد، بل كان احتفالًا يحيي في نفوس أهل القرية
مشاعر التعاون والفرح.
كان الجد حسن يجلس تحت ظل شجرة زيتون معمرة،
ينظر إلى الحقول الممتلئة بالثمار الناضجة. نظر إلى حفيده علي، الذي لم يسبق له أن
شارك في الجني من قبل، وقال له مبتسمًا: اليوم ستتعلم كيف نقطف الذهب الأخضر.
انطلق أهل القرية مع شروق الشمس إلى الحقول،
رجالًا ونساءً وأطفالًا، يحملون السلال والشِباك، ويستعدون ليوم طويل من العمل.
وقف علي بجانب جده، يراقب كيف يسحب الجميع الشباك تحت الأشجار قبل أن يبدأوا بهز
الأغصان بعصي طويلة، فتتساقط حبات الزيتون بلونها الأخضر والأسود، كحبات المطر على
الأرض.
بدأ علي يشارك في العمل، لكنه سرعان ما شعر
بالتعب. كان الجني يبدو أسهل مما هو عليه في الواقع. لاحظ الجد حسن ذلك، فاقترب
منه وربت على كتفه قائلاً: الزيتون يحتاج إلى الصبر، تمامًا كما يحتاج إلى الأرض
الطيبة ليعطي أفضل ما عنده.
استراح الجميع قليلًا تحت ظلال الأشجار، حيث
قامت النساء بإعداد خبز التنور والزيتون المملح والشاي الساخن، كانت الضحكات
تتعالى، والأحاديث تدور حول الذكريات القديمة. قص الجد حسن على الجميع قصة عن أول
مرة شارك فيها في جني الزيتون عندما كان صغيرًا، وكيف كان والده يعلمه العناية
بالأشجار وكأنها جزء من العائلة.
بعد الاستراحة، عاد الجميع إلى العمل بحماس
متجدد. شعر علي بالفخر عندما امتلأت سلته بحبات الزيتون، ونظر إلى جده الذي ابتسم
له برضا. كان ذلك اليوم تجربة لن ينساها، ليس فقط بسبب العمل الشاق، ولكن لأنه شعر
لأول مرة بأنه جزء من هذا التراث العريق الذي توارثه أهل قريته جيلًا بعد جيل.
مع غروب الشمس، بدأ الجميع بجمع الشِباك وحمل
السلال الممتلئة بالزيتون إلى المعصرة. كان الهواء مشبعًا برائحة الزيت الطازج،
والجميع يترقب لحظة تذوق الزيت الجديد. وعندما دارت المعصرة وأخرجت الزيت الذهبي،
صرخ أحد الرجال: ها هو عصير جهدنا.
وزعت النساء أطباق الزيت الممزوج بالزعتر، وغمس
الجميع قطع الخبز الدافئة فيه، مستمتعين بالمذاق الذي يحمل نكهة الأرض والتعب
والمحبة.
في نهاية اليوم، عاد علي إلى المنزل وهو يشعر
بالتعب، لكنه كان ممتلئًا بالسعادة. لقد تعلم درسًا ثمينًا عن أهمية العمل
الجماعي، الصبر، وحب الأرض. وقبل أن ينام، نظر إلى يدَيه المتسختَين ببقايا
الزيتون، وابتسم، فقد أصبح جزءًا من هذا التقليد الجميل، وسينتظر الموسم القادم
بفارغ الصبر ليعيش التجربة مرة أخرى.
إقرأ أيضا: