منذ الأزل، دارت القصص والأساطير حول ذكاء
النساء وحيلهن، حتى أصبح يُقال: "إن كيدهن عظيم". فبينما يظن البعض أن
المرأة أقل دهاءً من الرجل، تُثبت الحياة أن الحيلة والذكاء لا يقتصران على جنس
دون آخر. في هذه القصة، سنشهد كيف يمكن لامرأة ذكية أن تقلب الموازين وتلقن رجلًا
مغرورًا درسًا لا يُنسى.
قصة قصيرة عن كيد النساء
في بلدة صغيرة تحيط بها المروج الخضراء والحقول
الذهبية، عاش رجل يدعى سالم. كان سالم رجلاً ذكياً لكنه مغرور، يعتقد أنه قادر على
التفوق على الجميع بحكمته. وكان يظن أن النساء لا يمتلكن ذكاءً يمكّنهن من التفوق
عليه.
ذات يوم، جلس سالم مع أصدقائه في المقهى، وأخذ
يتحدث عن مدى ضعف النساء في التفكير مقارنة بالرجال، وقال بصوت مرتفع: لو أن امرأة
استطاعت أن تخدعني، فسأعترف أن النساء أكثر ذكاءً من الرجال
في المقهى ذاته، كانت تجلس امرأة تُدعى فاطمة،
وهي معروفة بذكائها الحاد وسرعة بديهتها. استمعت إلى حديث سالم، فابتسمت بخبث
وقررت أن تلقنه درسًا لن ينساه.
في اليوم التالي، ذهبت فاطمة إلى السوق حيث كان
سالم يبيع الأقمشة في متجره. دخلت عليه بابتسامة هادئة، وقالت: السلام عليكم يا
أبا خالد، سمعت عن جودة بضاعتك وأود شراء بعض الأقمشة النادرة، لكني لا أملك المال
الآن. هل تقبل أن أشتري بالدين؟
نظر سالم إليها وفكر للحظة، ثم قال: بالطبع،
لكن بشرط أن تتركي شيئًا ذا قيمة كضمان حتى تسددي الدين.
ابتسمت فاطمة، وأخرجت عقدًا ذهبيًا من جيبها،
ووضعته على الطاولة وقالت: هذا عقدي، ستحتفظ به حتى أسدد ثمن القماش. وافق سالم
وأعطاها القماش المطلوب.
بعد أيام قليلة، عادت فاطمة إلى المتجر وسألت
سالم: "هل يمكنك إعادة العقد؟" فابتسم وقال: بالطبع، لكن أعيدي لي ثمن
القماش أولًا.
ضحكت فاطمة وقالت: لكنني قد دفعت لك الثمن
بالفعل
نظر إليها سالم بدهشة وقال: متى؟
قالت فاطمة: في نفس اليوم الذي أخذت فيه
القماش، أعطيتك العقد، وأنت قبلته كثمن للقماش. والآن، العقد ملكك، وليس لي دين
عندك
أدرك سالم أنه وقع في الفخ، فقد كان هو من وضع
شرط الضمان، لكنه لم يحدد إن كان العقد مجرد ضمان أم ثمن للصفقة. وقف صامتًا
للحظات، ثم انفجر ضاحكًا وقال: لقد خُدعتُ بالفعل، والآن أعترف بأن كيد النساء
يفوق ذكاء الرجال
وهكذا، أصبحت قصة فاطمة وسالم حديث البلدة،
يتناقلها الناس كدليل على أن الذكاء لا يقتصر على جنس دون آخر، وأن كيد النساء لا
يُستهان به!
بعد هذه الحادثة، بدأ سالم ينظر إلى النساء
نظرة مختلفة، فلم يعد يستهين بذكائهن، بل صار يعترف بأن الذكاء والفطنة لا يقتصران
على الرجال فقط. وأصبح يحكي قصته بنفسه لكل من يراه مغرورًا أو يستخف بقدرات
النساء.
أما فاطمة، فقد زاد احترام الناس لها، وأصبح
الرجال والنساء في البلدة يستشيرونها في أمور التجارة والمعاملات. حتى أن بعض
التجار عرضوا عليها شراكات تجارية لما لمسوه من فطنتها ودهائها.
وذات يوم، جاء سالم إلى فاطمة في السوق وقال
لها: لقد علمتني درسًا لن أنساه، وأود أن أتعامل معك بشرف ونزاهة. فما رأيك أن
نصبح شركاء في تجارة الأقمشة؟
ابتسمت فاطمة وقالت: سأفكر في الأمر، ولكن هذه
المرة ستكون الشروط واضحة حتى لا تجد نفسك في مأزق آخر
ضحك سالم وقال: لقد تعلمت الدرس يا فاطمة، ولن
أقع في الفخ مرة أخرى
وهكذا، تحول الموقف الذي بدأ بمنافسة إلى بداية
جديدة لشراكة ناجحة بين رجل مغرور تعلم التواضع، وامرأة ذكية استخدمت عقلها لتثبت
قوتها في عالم التجارة.
إقرأ أيضا: