قصة الرجل الثري قصيرة ممتعة للأطفال الصغار، قصص عالمية كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر، قصص مسموعة، قصص بالدارحة المغربية، قصص البنات، أو معلومات مفيدة تحتاج معرفتها.
قصة الرجل الثري
يروى أنه كان هناك رجلا ثريا يعيش في نعمة، وكان أغنى أهل قريته، وكانت عائلته مكونه من أم عجوز طريحة الفراش تكاد تكون منسية تماما، وأب وإخوة وأبناء وزوجة،
وكان هو بالنسبة لهم السيد المتفضل والمنعم الذي لا يخالفون له أمرا ولا يردون له طلب.
ولكن هذا الرجل لا يصلي ولا يذكر ربه ولا يهتم لأمر الآخرة،
وذات يوم بينما كان يجلس بقرب الشاطئ على كرسي عرشه يراقب سفنه وتجارته وعماله جاء إليه رجل من أهل الصلاح فسلم عليه وجلس يحاوره بالصلاة والرجوع إلى ربه
فأجابه بأنه ليس في حاجة إلى الصلاة لأنه يمتلك كل شي المال والجاه والعائلة المحبة، ولا ينقصه شي أبدا حتى يفكر في الصلاة وأعمال الدين.
فقال له إن عبادة الله ليست من أجل الدنيا فقط وإنما يجب أن يفكر في آخرته أيضا وأن كل هؤلاء الناس لن ينفعه تقديرهم له وأهله لايحبونه بل يتمتعون بماله فقط ولكن بعد موته لن ينفعوه بشي أبدا ولن يفكروا في تخفيف الأذى عنه حتى لو قليلا وأنه بعد موته سوف يجد نفسه وحيدا ولن يبقى معه إلا عبادته لربه.
فلم يصدق الرجل الغني كلام الناصح.
فقال الناصح هل تريد أن ترى صدق كلامي لك؟
قال الثري نعم!
فجاء الرجل بتابوت ومعه حمالين ليحملوه إلى أهله ويخبرهم أنه مات ويرى ماذا يصنعون.
فوافق الثري ونام فالتابوت وحمل إلى أهله والرجل الناصح يرافقه، حتى وصلو الى قصره وأدخلوه على عائلته وكانو جالسين في ساحة القصر ووضع التابوت وأخبروهم أن أخوهم وولي نعمتهم مات.
فتصايحوا وبكوا بشدة، فأرادوا أن يفتحو التابوت ليروه النظرة الأخيرة، فقال لهم الرجل الصالح: لا تفتحوه ومنعهم من ذلك،
قالوا له لماذا؟
قتل لهم: كما تعلمون أخوكم لم يكن يصلي ولما مات جاء ثعبان كبير وجلس مغه في التابوت ليعذبه حين يدخل إلى القبر.
ولكن هناك أمل في انقاذه وهو أن يأتي أحد من أهله ويلمس أقدام الميت حتى يعطيه من عمره فيعود للحياة فيتوب ويصلي فيرضى الله عنه، وبدأ يذكرهم بفضل أخوهم عليهم.
فرفض الإخوة وقالوا كانت له حياة طويلة ورفض الصلاة فيها فلماذا نعطيه الآن من حياتنا، اذهبوا به إلى القبر، والرجل الثري يسمع بصمت ويتألم مما يسمع من نكران للمعروف، وبينما هم كذلك اذ جاء أبوه وأخبروه أن ابنه مات فبكى وانتحب وطلب أن يراه ولكن اارجل الناصح رفض كما فعل مع اخوته وأخبره بما أخبرهم به، والثري يسمع فقال في نفسه هذا أبي الذي رباني ويحبني وهو سينقذني، لكن جواب الأب كان مثل جواب الإخوة ورفض أن يلمس أقدام ابنه وقال اذهبوا به إلى القبر.
فقال الرجل الناصح نادوا أبنائه فلعلهم ينقذون أباهم فقال الثري في نفسه نعم إنهم أبنائي وكم بذلت لهم من العطايا وكم أغرقتهم في الحب وصنعت المستحيل من أجلهم فهم من سينقذني.
لكن الأبناء كانوا مثل جدهم وأعمامهم رفضوا انقاذ أبوهم، وقالوا إننا مازلنا صغارا في مقتبل العمر ونريد التمتع بحياتنا وبالمال الذي تركه أبونا لنا، اذهبوا به إلى القبر.
فقتل الرجل نادوا زوجته فلعل في قلبها حبا يستطيع انقاذ زوجها من الهلاك، لكن الزوجة كان جوابها مثل الجميع فقالت لا، اذهبوا به إلى القبر.
فقال الرجل الصالح مسكين هذا الرجل عاش طول حياته يسعى من أجل عائلته ولكن لم ينفعه كل ما صنع من أجلهم وحبهم له لم يستطع انقاذه من النار، هيا نذهب به إلى القبر فلم يبقى من عائلته أحد ينقذه.
كل هذا والرجل الثري يسمع ويبكي بحرقة فقال أصغر إخوته بقيت أمه.
فقال الرجل الناصح: نادوا أمه لتأتي.
فقالوا: إنها كبيرة وطريحة الفراش.
فقال الرجل: احملوها لعلها تنقذه.
والرجل الثري يسمع ويبكي ويقول إذا لم ينقذني كل هؤلاء فهل ستنقذني أمي التي أهملتها وتركتها ولم أحسن إليها كل هذا الوقت منذ أن رقدت في فراشها وأنا نسيت أن لي أم.
فجاءت أمه وأخبروها بأن ابنها مات، فبكت بشدة وانتحبت وطلبت أن تراه، فمنعها الرجل الناصح واخبرها بما أخبر الجميع وطلب منها انقاذه فوافقت.
فتعجبوا منها وقالوا لها توافقين على اعطائه ما تبقى من حياتك؟
قالت: نعم
قالو: ولكن ما نالك من ماله شيء ولا من احسانه شيء، فلماذا تنقذينه؟
قالت انه ابني وأنا التي حملته في بطني وتغذى من دمي، منعني النوم والأكل والشرب براحة، أخرجته بشق نفسي وربيته بثمن راحتي ولن أتركه لنار وعذاب الآخرة.
فبكى الرجل الثري وقام إلى قدمي أمه يمسحها ويقبلها ويعتذر لها ويطلب الصفح، وقال أمي أنت جنة الدنيا وصلاتي مفتاح جنة الآخرة فكيف كنت أضيعهما.
مهما كانت أحوالك في الدنيا، لا تنسى صلاتك وبر والديك، لا تنساهما أبدا لأنهما مفتاح الجنة.
إقرأ أيضا: