قصة الفتى ليث والخوف قصيرة ممتعة للأطفال الصغار، قصص عالمية كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر، قصص مسموعة، قصص بالدارحة المغربية، قصص البنات، أو معلومات مفيدة تحتاج معرفتها.
قصة الفتى ليث والخوف
كان ليث ولدا صغيرا يعيش مع أبويه في المدينة، وفي
المدينة تكثر السيارات والأسواق والمتاجر والناس التي تكون هنا وهناك لأسباب
مختلفة. وفي يوم من الأيام قالت أم ليث لابنها أنها تريد الذهاب إلى السوق الكبير
يوم الجمعة لشراء الأغراض للبيت. فرح ليث كثيرا لأن أمه ستأخذه معها.
لقد كان السوق كبيرا جدا ومليئا بالناس وهم يصرخون هنا
وهناك والكل يحاول أن يبيع بضاعته، قالت الأم لابنها ليث: ابق بجانبي ولا تذهب بعيدا.
أجاب ليث: حسنا يا امي.
انشغلت الأم بشراء بعض الحاجيات من متجر الخضار وفي هذه
الأثناء رأى ليث رجل يبيع الألعاب التي تتحرك من نفسها وتعمل حركات مضحكة. لقد كان
هناك العديد من الأطفال والناس ينظرون. اختلط ليث بالناس ومن ثم نظر من حوله فلم
يرى أمه، لقد كان عمره 5 سنوات وخاف خوفا شديدا، ومن شدة الخوف ذهب بالاتجاه
الخاطئ يبحث عن أمه.
أخذ ليث ينادي أمه والدموع بدأت تنسكب على وجنتيه، لقد
كان خائفا ومرتعبا، وكلما مر الوقت أصبح يزداد صوته مناديا أمه، نظرت امرأة الى
ليث واقتربت منه وقالت: ماذا حدث لك يا صغيري؟ هل تهت عن أمك؟، ارتعب الطفل من
السيدة وحاول الهروب منها لأن أمه حذرته كثيرا من الغرباء، تجمهر العديد من الناس
حول ليث يحاولون مساعدته، جلس ليث على الأرض يبكي ولا يدري ماذا يفعل سوى مناداة أمه:
أمي أين انت يا أمي، أنا خائف جدا يا أمي.
اقترح أحد الأشخاص ايصال الطفل إلى إدارة السوق ليعلنوا
عبر المكبرات عن الطفل المفقود، بصعوبة حاولت إحدى السيدات إقناعه للذهاب إلى إدارة
السوق وكان لا يريد الوقوف على قدميه التي كانتا ترتعدا وبالكاد تحملاه، لقد كان
في عقله فقط صوت أمه وحضن أمه وابتسامة أمه وكان العالم بالنسبة إليه موحشا وغابة
من دون أمه.
وصلت السيدة بليث إلى إدارة الفندق التي أعلنت عن وجود
طفل اسمه ليث لديها ويرجى من ذويه مراجعة الإدارة لاستلامه، سمعت أم ليث الخبر
وهرولت إلى الإدارة لرؤية ابنها، رأى ليث أمه قادمة من بعيد فأشرقت الأنوار واخضرت
الأرض وزقزقت العصافير، لقد تغير حال ليث وهو الآن في عالم أمه الجميل.
ركض إليها حاضنا باكيا لائما نفسه وعاتبا قليلا على أمه،
قبلت الأم طفلها والدموع تنهمر على وجنتيهما، لقد رأى ليث الخوف في عيون أمه
والقلق والدموع فحزن لها وتمالك نفسه وأوقف البكاء وأخذ يمسح الدموع عن وجنتيها
ويقول: لا تبكي يا أمي أنا بخير وأبدى لها ابتسامة جميلة ليخفف عنها.
مرت الأيام وهذه الحادثة أثرت كثيرا على ليث حتى إذا أرادت
الأم أن تأخذه الى أي مكان كان رده الرفض خوفا من أن يضيع وألا يرى أمه مرة ثانية،
لقد لاحظت الأم هذا الأمر وبدأت بالقلق وأخبرت أبو ليث الذي قرر هو وأم ليث أن
يساعدا ابنهما على تخطي حالة الخوف من الخروج إلى الأسواق العامة.
شرح الأب والأم كثيرا لابنهما أن ما حدث كان حادثا عرضيا،
وأنه لن يتكرر وأنهم سيكونون دائما بجانبه ولن يغيب عنهما لحظة ووعداه إن هو خرج
معهما إلى أي مكان فإنهما سيمسكان بيديه. الأم من جهة اليمين والأب من جهة اليسار.
اطمئن ليث قليلا إلى هذا الحل وأخذ يخرج مع أمه وأبيه فقط وهما ممسكان يديه.
مرت الأيام والشهور وتبين لليث أن الخوف لا حاجة له وأصبح
يفلت يديه من أبيه وأمه ليلعب مع الأطفال في الحديقة أو ليشاهد شيئا جميلا في
المتجر ولكنه دائما كانت عينيه ترمق أمه أينما انتقلت، فهي صمام الأمان لليث.
إقرأ أيضا: