قصة الدودة والفراشة قصيرة ممتعة للأطفال الصغار، قصص عالمية كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الدودة والفراشة
في يوم من أيام فصل الربيع، كانت سيدة عجوز تتنزه في
الغابة، وتتسلى بجمع الثّمار الحلوة المتساقطة من الأشجار، وبعد أن تجولت طويلا
جلست لتستريح في ظل شجرة توت، نظرت العجوز حولها، فرأت كل شيء في الغابة ينبض
بالحركة والحياة، فالزهور الجميلة المتفتحة تتمايل مع النّسيم ناشرة عطرها وأريجها
في أرجاء الغابة.
وعادت العجوز بذاكرتها إلى الوراء قائلة: وقتها لم أكن
أجمل فتاة في الدنيا، بل لم أكن جميلة جدا، لكن الدنيا كانت في عيني رائقة مثل هذه
السماء الصافية، وكانت الحياة جميلة مثل هذه الزهور المتفتحة وتلك الفراشات الزاهية.
وقتها كان كل شيء مغردا مثل زقزقة العصافير، وتغريد الطيور.
سكتت العجوز قليلا، ثم تنهدت قائلة: أما الآن فلم أعد أحس
بطعم الحياة، لقد فارقني الأهل، وذهب الأصحاب والخلان، لقد بقيت وحيدة لأعيش أرذل
العمر في هذه الحياة، خائفة من الغد، وما تأتي به الأيام.
وكانت شجرة التوت تنصت إلى حديث السيدة العجوز، فتأثرت من
كلامها، وردت عليها قائلة في تعجب: أيتها العجوز الطيبة الطاعنة في السن، هل
تتحدثين مع نفسك؟! فنظرت إليها العجوز قائلة: وأنت مع من تتحدثين يا شجرة التوت؟!
فقالت شجرة التوت: أنا أتحدث إليك أنت، ومن الأفضل أن تنصتي إلى حديثي، فربما تعلمت منه
شيئا، فضحكت العجوز، وقالت مستنكرة: وماذا أتعلم وأنا في هذه السن؟
فقالت الشجرة: تقولين هذا لأنك يائسة من الحياة، وتعيشين
في فراغ دائم، فلا تجدين ما تفعلينه،
فقالت العجوز: وماذا أفعل في هذه السن؟! لقد ربيت أولادي وعلمتهم،
والآن صار لي أحفاد كثيرون.
فقالت الشجرة: هل شاهدت من قبل دودة قز؟
فقالت العجوز: كثيرا ما شاهدتها على شجر التوت من أمثالك،
وهي تزحف ملتوية لتأكل الأوراق الغضة،
فقالت الشجرة: طالما أنك تعرفين الدود، فسوف أعطيك اثنتين،
حتى تشغلي وقت فراغك بتربيتهما.
فقالت العجوز فزعة: وهل ما زال في العمر بقية، حتى أشغلها
بتربية دود الحرير؟
فقالت الشجرة: حاولي، ولن تخسري شيئا.
فقالت العجوز مستسلمة: الأمر لله، ولكن علميني كيف أربيهما.
فقالت الشجرة: الأمر أبسط مما تتصورين، تحضرين علبة
فارغة، وتضعين فيها الدودتين، وكل يوم تأخذين مني بعض أوراق التوت، لتطعميهما، وسوف
تجدين في ذلك تسلية لك، وفعلت العجوز ما أمرتها به الشجرة، فظلت تأخذ أوراق التوت
الخضراء وتضعها في العلبة باستمرار، وكانت سعيدة وهي ترى الدودتين تنموان بسرعة.
وذات يوم حدثت مفاجأة أذهلت العجوز، فعندما فتحت العلبة
وجدت ورق التوت الذي وضعته بالأمس كما هو، ولم تجد الدودتين، تعجبت العجوز،
وتملكها الذهول، وراحت تتساءل: أين ذهبت الدودتان، والعلبة كانت محكمة الغلق؟
وفتشت العجوز العلبة جيدا، فوجدت كرتين صغيرتين ناعمتي الملمس، ولونهما فاتح جدا
فحملت العلبة وأسرعت إلى الشجرة، فقصت عليها ما حدث، فضحكت شجرة التوت، وقالت: لم تهرب
الدودتان لقد صنعت كل منهما حولها شرنقة، وتقوقعت بداخلها.
فتعجبت العجوز، وقالت: وما معنى شرنقة؟!
فقالت الشجرة: الشرنقة هي خيوط دقيقة من الحرير، تلفظها
الدودة من فمها، وتحيط بها جسمها ثم تبقى بداخلها فترة من الوقت.
فقالت العجوز: ولماذا تفعل الدودة ذلك؟!
فقالت الشجرة: بعد أسابيع قليلة سوف تعرفين السر، ولكن لي
رجاء، اتركي إحدى الشرنقتين كما هي، وافتحي الأخرى، وحاولت العجوز فتح إحدى الشرنقتين،
فوجدها قوية ومتينة جدا، لكنها بعد محاولات تمكنت من فتحها، ولكن العجوز لم تجد
داخل الشرنقة سوى قطعة جلدية صغيرة لا تشبه الدودة في شيء، ولذلك حملتها، وتوجهت
إلى الشجرة فقالت لها: لقد مات الدودة.
فقالت لها الشجرة: صبرا صبرا، المهم أن تتركي الشرنقة الثانية،
ويوما ما سوف أخبرك بما تفعلين
نفذت العجوز كلام الشجرة، وفي اليوم المتفق عليه، فتحت
العجوز العلبة بحذر، فوجدت الشرنقة تنفتح من تلقاء نفسها وتخرج منها فراشة جميلة
زاهية الألوان، ثم طارت بعيدا، فقالت الشجرة: لعلك الآن تكونين قد تعلمت أن الحياة
على الأرض ليست هي النهاية.
فقالت العجوز متعجبة: من كان يصدق أن الدودة التي تزحف
على والأرض، يمكن أن تتحول إلى فراشة، وتطير بجناحيها في الهواء؟! حقا سبحان
الخلاق العظيم، مبدع كل شيء بعلم وحكمة.
إقرأ أيضا: