قصة الخياط والحفيد قصيرة ممتعة للأطفال، قصص تربوية عالمية كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، قصص قصيرة قبل النوم، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الخياط والحفيد
كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك خياط ماهر وحكيم
يعيش في قرية جميلة، يقوم بصُنع الملابس الجميلة لرجالها ونسائها وأطفالها، وكان
لدى هذا الخياط حفيد صغير يحب جدهُ كثيرًا، وكان لا يتركهُ يومًا إلا وذهب معهُ
إلى ورشته الصغيرة، وكان الطفل شديد الذكاء، يُراقب جدهُ دائمًا وهو يعمل، ولا
يفوت فرصة للتعلم من جده الحكيم الذي كان بدوره لا يبخل على صغيره بنصائحه وحكمه
المفيدة.
في صباح يوم من الأيام أراد الخياط أن يُعلم حفيده حكمة
وعبرة لينتفع بها في حياته، فقال الخياط لحفيده: تعالى يا بني واجلس أمامي، وأسرع
الحفيد لإطاعة أمر جده، فقام الخياط بإحضار قطعة قماش كبيرة الحجم، ثم أحضر المقص
الخاص بهِ، وهو مقص مُميز للغاية وغالي الثمن، وبدأ الخياط في قص قطعة القماش بذلك
المقص وتحويلها إلى قطع صغيرة للغاية، وبعد أن انتهى من قص القطعة كاملة، قام برمي
ذلك المقص بعيدًا، حيثُ جاء تحت قدميه ووضع رجله فوقه، تعجب الفتى كثيرا وهو يرى
جده يرمي هذا المقص الغالي الثمن والعزيز على جده بهذه الطريقة، وبدت عليه علامات
الدهشة.
لاحظ الخياط ذهول حفيده فابتسم ابتسامة خفيفة ثم بعد ذلك
قام بإحضار إبرته، وبدأ في تخييط القطع وجمع بعضها ببعض، حتى يصنع ثوب جديد، وبعد
مرور مدة من الزمن انتهى الجد من صُنع ثوب جميل، وقام بعدها بوضع الإبرة في
العمامة الموضوعة فوق رأسه، تعجب الحفيد من فعل جده، ولم يستطع الصبر هذه المرة،
فبدأ يستفسر عما يفعلهُ الجد.
فقال الفتى: يا جدي لماذا قُمت برمي المقص الخاص بك وهو
غالي الثمن أسفل رجليك، بينما وضعت الإبرة زهيدة السعر والتي لا تُساوي بضعة قروش
فوق رأسك؟
فرد عليهِ الجد قائلًا: يا بُني إنك لو لاحظت أن هذا
المقص الثمين قام بتمزيق القطعة الكبيرة وفرقها عن بعضها، وجعل منها قطع صغيرة لا
قيمة لها، وهي كانت جميلة في الأصل ملتحمة وتصلح لعمل أشياء عديدة، بينما تلك
الإبرة الرخيصة هي التي جمعت القطع المتبعثرة مرة أخرى، وجعلت منها ثوبا من أجمل
الثياب.
واستمر الخياط قائلا: كذلك الأمر يا صغيري بالنسبة
للأشخاص، فهُناك من يسعى إلى التفرقة بين الأشخاص، ونشر الفتنة والتفرق بينهم،
فيكون مكانهُ المناسب عند القدمين، بينما هُناك من يقوم بجمع الشمل وتوحيد
الأشخاص، ليجعلهم مجتمعين وأقوياء ومتحدين مع بعضهم البعض، وهذا من يكون مكانهُ
فوق الرأس، فَكُن دائمًا يا بني من هؤلاء الذين يوحدون صفوف الناس، وينشرون المحبة
والأخوة والتسامح بين الناس.
الحكمة من القصة: هي أنه من السهل نشر التفرقة بين الناس،
ومن الصعب جمعهم، كما أن الهدم سهل لاكن البناء صعب، وكل واحد منا يجب أن يسعى
جاهدا كي يجمع بين الناس.
إقرأ أيضا: