قصة الأخوين كاملة مكتوبة ممتعة للأطفال الصغار، قصة ذات عبرة،
قصص المغامرات، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني: ركن المعرفة، كما تجدون
العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الأخوين كاملة
مكتوبة للأطفال
في يوم من الأيام، خرجا شقيقان للتنزه معاً، وعندما حان وقت الظهيرة جلسا تحت شجرة بالقرب
من الغابة لينالا قسطاً من الراحة حتى غلبهما النوم. وعندما استيقظا، رأيا بالقرب
منهما حجرا مكتوبا عليه شيء ما. أخذا يفسران تلك الخطوط والكلمات المكتوبة على
الحجر، وبعد جهد كبير استطاع أن يعرفا ويفسرا ما هو مكتوب “من يجد هذا الحجر عليه
أن يذهب فوراً إلى الغابة عند شروق الشمس، وفي الغابة سيجد نهراً يتدفق فيه الماء،
وليسبح في هذا النهر حتى يجتازه ويصل إلى الضفة الأخرى من الشاطئ، وهناك سيشاهد
دبة ضخمة مع صغارها وعليه أن ينتزع أحد الدببة الصغار من أمه، ثم يجري مسرعاً إلى
الجبل ويتسلق دون النظر إلى الخلف وسيرى أعلى الجبل منزلا إذا وصل إليه ودخله سوف
يجد سعادة غامرة”.
قرا الشقيقان ما كان مكتوباً على الحجر، وهنا قال الأخ الأصغر”
فلنذهب سوياً معاً إلى النهر، فمن الممكن أن نعبر النهر، ونستطيع أن نحمل الدب
الصغير إلى المنزل وسنجد السعادة معا”.
حينئذ قال الأخ الأكبر: “لن أذهب إلى الجبل من أجل
الإمساك بالدببة كما أنصحك ألا تقوم بهذا العمل. فالأمر الأول: لا يعرف أحد ما إذا
كان الكلام المكتوب على الحجر حقيقي أم لا، فمن الممكن بأن يكون كل ما كتب على هذا
الحجر من قبيل المزاح بالإضافة إلى أنه من الممكن أننا لم نستطع تفسير ما كتب على
الحجر تماما،
والأمر الثاني: إذا كان ما كتب على الحجر حقيقي وسنذهب
إلى الغابة، ثم عندما يحل الليل فلن نستطع أن نعبر النهر وحتما سنضل الطريق،
ولنفترض بأننا وجدنا النهر فكيف لنا أن نسبح ونعبر النهر، فمن المحتمل أن يكون
النهر واسعاً ومياهه تتدفق بطريقة سريعة، وهنا من الممكن أن تجرفنا المياه بعيدا،
والأمر الثالث : لنفترض بأننا سبحنا وعبرنا النهر فهل من السهل أن ننتزع من الدبة
الضخمة أحد صغارها، فإنها من المؤكد سوف تفترسنا على الفور، وبدلا من أن نعثر على
السعادة فستهلك دون أي سبب.
أما الأمر الرابع: إذا نجحنا واستطعنا أن ننتزع الدب
الصغير من أمه، فلن نستطيع الصعود إلى الجبل دون أن نستريح قليلا، أهم ما في
الأمر، فإن الحجر لم يحدد لنا أي سعادة هذه التي سوف تحصل عليها في هذه الدار،
فربما تكون تلك السعادة التي تنتظرنا في هذا البيت، لسنا نحن بحاجة إليها على
الإطلاق، حينئذ قال الأخ الأصغر:” على ما أعتقد أن الأمر ليس هكذا، فمن العبث أن
يكون كل ما كتب على الحجر ليس بحقيقي. إن كل ما كتب واضح وجلي.
فالأمر الأول: لن يضرنا شيء إذا حاولنا،
والأمر الثاني: إذا لم نذهب نحن، فسيقرأ شخص أخر ما كتب
على الحجر وسيجد السعادة، وأما نحن فلن نحصل على شيء،
والأمر الثالث: إذا لم نعمل ونكدح ونتعب ونجتهد بأنفسنا
فلن نجد في الدنيا ما يفرحنا،
والأمر الرابع: فأنا لا أحب أن يعتقد الآخرون بأنني جبان
وأخاف من أي شيء.
عندئذ قال الأخ الأكبر، ولكن المثل يقول:” احصل على
السعادة الكبرى بأقل الخسائر، وأيضا هناك مثل آخر يقول:” عصفور في اليد خير من
عشرة على الشجرة،
فرد الأخ الأصغر، وهناك مثل يقول: الذي يزرع لا يخاف من
العصفور فإنني أرى من خاف الصعاب والأخطار لا يحب الإقدام على أي شيء، فمن الضروري
أن أخاطر وأغامر ويجب على أن أذهب”
انطلق الأخ الأصغر حيث أشار الحجر، أما الأخ الأكبر فعاد
إلى بلدته ومكث فيها ولم يذهب إلى أي مكان، وما أن وصل الأخ الأصغر إلى الغابة،
وجد النهر، وسبح فيه، واجتازه وعبر إلى الضفة الأخرى من الشاطئ، ثم رأي الدبة
الضخمة والتي كانت تغط في نوم عميق، فانتزع في الحال الدب الصغير من أمه وانطلق
مسرعاً نحو الجبل دون أن ينظر إلى الخلف، وما كاد أن يصل إلى أعلى الجبل حتى وجد
أمامه جموعا من الناس تخرج في استقباله، وقد أحضروا له عربة تجرها الخيول ونقلوه
حتى أوصلوه إلى المدينة واختاروه ملكا للبلاد، فحكم الأخ الأصغر البلاد خمسة أعوام .
وفي العام السادس أعلن ملك قوى أخر غريب الحرب على
البلاد، فما لبث أن اقتحمها وسيطر عليها وطرد الأخ الأصغر. عندئذ خرج الأخ الأصغر
من البلاد وأخذ يطوف ويجول مشارق الأرض ومغاربها، إلى أن وصل إلى قرية أخيه، الذي
مازال يعيش في قريته ولم يطرأ عليه أي تغيير.
إقرأ أيضا: