قصة الطائر الحكيم ممتعة للأطفال الصغار، قصة من أروع قصص
الحيوانات، قصص
اطفال قصيرة ومفيدة قبل النوم، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني: ركن
المعرفة، كما تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الطائر الحكيم
كان ياما كان، يحكى أن ملكا من ملوك الهند كان يدعى باسم
الملك (بریدون) وأن هذا الملك كان له طائر حكيم يدعى باسم الطائر (فترة) وكان فترة
طائرا ذكياً جداً، وكان لهذا الطائر فرخ جميل المنظر، وكان الطائر يحب فرخه الصغير
مما لا نظير له، وكان الطائر وفرخه يجيدان الغناء والكلام، بأحسن منطق، فكان كل
منهما أعجوبة عصره، وكان الملك معجبا بالطائر وفرخه غاية الإعجاب، فجعلهما في أحسن
مكان بقصره، وأمر بالمحافظة عليهما، وكان للملك طفل صغير، فكان الطفل يلعب مع فرخ
الطائر ويلهوان وقتا طويلا من النهار، فأحب كل منهما الآخر، واعتاد عليه، ولم يعد
قادرا على فراقه أو الاستغناء عنه، وكان الملك سعيدا لأن ابنه يجد سعادته في اللعب
مع فرخ الطائر الحكيم، وكان الطائر الحكيم (فترة) يذهب إلى الجبل البعيد كل يوم ، ويأتي
بفاكهة غريبة لم يسمع عنها، ولا رآها أحد في هذه البلاد، فكان يطعم فرخه نصفها،
ويطعم نصفها الآخر لابن الملك، وبسبب هذه الفاكهة الغريبة النادرة، كان ابن الملك
ينمو ويكبر بسرعة لم يعرفها أحد في الغلمان من قبل، وبسبب ذلك ازداد حب الملك
وإكرامه لطائره الحكيم (فترة).
هكذا كانت الأمور تمضي بين ابن الملك والطائر الحكيم وفرخة،
حتى كان ذات يوم، وحدثت الكارثة، كيف كان ذلك؟! كعادته كل يوم طار الطائر الحكيم
إلى الجبل البعيد، ليحضر الفاكهة الغريبة، التي اعتاد أن يطعمها فرخه وابن الملك،
وكعادته كل يوم جلس ابن الملك يلعب مع صديقه فرخ الطائر الحكيم، ويبدو أن مزاح فرخ
الطائر الحكيم كان ثقيلا ذلك اليوم، لأن ابن الملك لم يحتمله، فقد نقر فرخ الطائر
ابن الملك نقرة قوية في رأسه، فتضايق ابن الملك وغضب بشدة، فأمسك فرخ الطائر، وضرب
به الأرض بقوة، فمات الطائر المسكين في الحال، مات فرخ الطائر الحكيم في لحظة غضب
على الغلام الطائش، و جلس ابن الملك يبكي حزنا على صديقه، الذي قتله في لحظة غضب،
وبعد قليل عاد الطائر الحكيم يحمل الفاكهة الغريبة، فلما وجد فرخه مقتولاً حزن
حزناً شديداً، وصاح قائلا في غضب: تبا للملوك والسلاطين الذين لا عهد لهم ولا وفاء،
ويل لمن ابتلى بصحبة الملوك الذين لا أمان لهم، ولا حرمة لدم أحد عندهم، الذين لا
يحبون أحدا، ولا يكرمون أحدا إلا إذا طمعوا فيما عنده من مال، واحتاجوا إلى ما
عنده من علم، فيكرمونه لذلك، فإذا حصلوا على حاجتهم منه، فلا ود ولا إخاء ولا إحسان،
ومن شدة غيظه وثب الطائر في وجه الغلام، فنقر عينه وفقاها، انتقاماً لمقتل فرخة
المسكين، ثم طار فحط على شرفة القصر، قبل أن يتمكن خدم الملك من الإمساك به، وعلم
الملك ما حدث لابنه على يد الطائر الحكيم، فغضب غضباً شديداً، وأقسم في نفسه أن
ينتقم من الطائر الحكيم، وقرر الملك أن يحتال للإيقاع بالطائر الحكيم، فوقف قريبا
من الشرفة، وناداه قائلا :أيها الطائر الحكيم، انزل، تعال إلى إنك آمن على حياتك،
فقال الطائر: أيها الملك، إن الغادر مأخوذ بغدره، وإن
ابنك قد غدر بابني فعجلت له العقوبة،
فقال الملك: لقد غدرنا بابنك، فانتقمت منا، فليس لك عندنا
ثأر، وليس لنا عندك ثأر ارجع إلينا آمنا یا(فترة) وانس كل ما حدث،
فقال الطائر: لن أرجع إليك أبدا أيها الملك، لأن أصحاب
العقول قد نهوا عن الاقتراب من له ثأر،
فقال الملك: لقد بدأناك نحن بالغدر، وأنت لم تزد على أن
أخذت ثأرك فقط، فما ذنبك؟ ارجع وأنت آمن،
فقال الطائر: إن الأحقاد تظل كامنة في القلوب، حتى تدرك ثأرها،
والألسن لا تصدق في حديثها، ما أراك إلا تستدرجني بطيب الكلام، حتى أقع في يدك،
فتنال ثأرك مني.
فقال الملك: من كان ذا عقل كان على إماتة الحزن أقدر منه
على تغذيته وإحيائه، والعاقل الكريم هو الذي لا يترك إخوانه وأحباءه من أجل أوهام زائلة،
وتصورات باطلة.
فقال الطائر: الكلام جميل ولكن تنفيذه صعب، ونسيان
العداوة أصعب منه، ما أراك إلا تحتال إلى اصطيادي حتى تقتلني، ولهذا فأنا أقول لك
وداعا لا لقاء بعده.
قال الطائر الحكيم هذه الكلمات وانطلق طائراً إلى حيث لا
يدري الملك أين يذهب، أما الملك فقد تملكه الغيظ والحنق من أجل الطائر الذي لم
يستطع الإيقاع به، حتى يدرك منه ثأره.
إقرأ أيضا: