قصة الحملان الثلاثة ممتعة للأطفال الصغار، قصة من أروع
قصص الحيوانات، قصص اطفال قصيرة ومفيدة قبل النوم، قصص تربوية للأطفال،
يقدمها لكم موقع ركني: ركن المعرفة، كما تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة
للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الحملان الثلاثة
كان هناك حملان ثلاثة، إخوة متحابين، وكانوا يعيشون في
بيت واحد، وكانوا بترتيب السِّن: الحمل الأكبر، والحمل الأوسط، والحمل الأصغر،
وكانوا يعيشون في بلدة صغيرة، لكنها جميلة، وذات يوم ضاق الحملان الثلاثة بالحياة
في بلدتهم،
فقال الحمل الأكبر: لقد ولدنا وترعرعنا في بلدتنا، ولم
تغادرها أبدا،
فرد عليه الحمل الأوسط قائلا: بلدتنا حقا جميلة، ولكن من
حقنا أن نخرج منها لنتفرج على الدنيا ونشاهد عجائبها وغرائبها التي طالما سمعنا
عنها وله نرها،
وقال الحمل الأصغر: سمعت أن في السفر سبع فوائد، وأريد أن
أتحقق من ذلك بنفسي،
فقال الحمل الأكبر: فلنخرج نحن الثلاثة لنتفرج على الدنيا،
ثم نعود إلى بلدتنا، ولكن إلى أي الاتجاهات نمضي، ونحن خبرتنا بالدنيا معدومة!
فقال الحمل الأوسط: نتجه ناحية الجنوب، حيث بلاد الشمس
المشرقة طوال العام والنباتات الكثيرة.
وقال الحمل الأصغر: لماذا لا نمضي ناحية الشرق، حيث الجو
أكثر اعتدالا، والمراعي أكثر خضرة، إننا بذلك نرى المكان الذي تشرق منه الشمس.
وقال الحمل الأكبر: بل نتجه ناحية الشمال، حيث بلاد الثلج
والشمس التي لا تشرق سوى مرة واحدة في العام.
فقال الحمل الأصغر: من رأيي أن يمضي كل واحد في الاتجاه
الذي اختاره ثم نعود بعد عام، فيحكي كل منا عما راه.
وهكذا اتفق الإخوة الثلاثة على أن يمضي الحمل الأكبر في
اتجاه الشمال، ويمضي الأوسط إلى الجنوب، بينما يمضي الأصغر إلى الشرق، وفي طريق
الشمال قابل الحمل الأكبر فلاحاً يقود بغلا محملا بالقش، فاقترب منه وحيّاه،
ثم قال له: أيها الفلاح الطيب، بعني هذا الحمل من القش،
حتى أبني به بيتا لأنني غريب عن هذه البلاد، وليس لي فيها بيت وكان الفلاح طيبا بالفعل،
فرق قلبه للحمل ولذلك أعطاه حمل القش، وبدون مقابل، وبدأ الحمل الأكبر في بناء
بيته من القش، فلما انتهى من بنائه، دخل البيت وأغلق عليه بابه، ولم يكد يستقر فيه
قليلا، حتى سمع طرقا عنيفا على الباب، وسمع صوت الذئب يناديه قائلا: أيها الحمل
الكبير اللطيف، هل تسمح لي بدخول بيتك الجميل؟
فصاح الحمل خائفا: لقد أوصاني أبي ألاّ أفتح بابي للذئب،
مهما حدث.
فصاح الذئب غاضبا: أيها الحمل الغبي، لقد أغضبتني بما فيه
الكفاية، إن بيتك هذا لن يحميك مني، سوف أنفخ فيه، حتى أهدمه عليك.
وأخذ الذئب الغادر ينفخ في البيت بكل قوته، حتى انهار البيت،
ولولا أن الحمل المسكين هرب في الوقت المناسب، لأمسك به الذئب الغادر.
أما الحمل الأوسط، فقد قابل في طريقه حطابا يقود عربة
محملة بأعواد الحطب، فتوسل إليه قائلا: أيها الحطاب الطيب، بعني هذا الحمل من الحطب،
حتى أبني به بيتي، لأنني غريب عن هذه البلاد، وكان الحطاب طبيبا بالفعل، فأعطاه
حمل الحطب، دون مقابل، بعد أن تأثر من كلامه، ورق قلبه له، وأخذ الحمل الأوسط يبني
بيته بأعواد الحطب، فلما انتهى من العمل أغلق بابه عليه، وجلس ليستريح، ولم يكد يجلس،
حتى سمع طرقا عنيفا على الباب، وسمع صوت الذئب يناديه قائلا: أيها الحمل اللطيف،
هل تسمح بدخول بيتك الظريف، فصاح الحمل من داخل البيت، وقد تملكه الخوف: لقد أوصاني
أبي ألا أفتح بابي للذئب، مهما حدث، فصاح الذئب بغضب: أيها الحمل الغبي، لقد أغضبتني،
إذا لم تفتح، سوف أتفخ فيه، وأدفعه بقوة، حتى أهدمه على رأسك، ولن تستطيع الإفلات
مني أبدا.
وأخذ الذئب ينفخ في البيت، ويدفعه بقوة، حتى انهار البيت
على الحمل المسكين، ولولا أنه هرب في الوقت المناسب، لأمسك به الذئب. أما الحمل
الأصغر، فإنه رأى في طريق الجنوب بناء يقود عربة محملة بالحجارة، فاقترب منه،
وتوسل إليه قائلا: أيها البناء الطيب، بعني هذه الحجارة، حتى أبني بها بيتا أعيش فيه،
لأنني غريب عن هذه البلاد، وكان البناء رجلا طيب القلب، فتأثر من كلام الحمل، ورق
قلبه من أجله، ولذلك أعطاه الحجارة بدون مقابل، وأخذ الحمل الأصغر يبني بيته من الحجارة،
فلما انتهى من بنائه، دخل بيته، وأغلق عليه بابه، ولم يكد يجلس ليستريح، حتى سمع
طرقا عنيفا على الباب ، وسمع صوت الذئب يصيح قائلا :أيها الحمل الصغير اللطيف، هل تسمح لي بدخول بيتك الظريف؟ فصاح الحمل قائلا:
لقد أوصاني أبي أنه ألاّ أفتح بابي للذئب، مهما حدث، فصاح الذئب غاضبا: أيها الحمل
الغبي، لقد أغضبتني بما فيه الكفاية، سوف أنفخ بيتك وأفعه، حتى أهدمه على رأسك،
ولن تستطيع النجاة مني، مهما تحصّنت، وبدأ الذئب ينفخ في البيت، فلم يتحرك، فأخذ
ينفخ بكل قوة، ويدفع بيديه ورجليه، ولكن البيت لم يتحرك من مكانه.
أحضر الذئب حجرا، وأخذ يدق على جدران البيت، فلم يتحرك من
مكانه، شعر الذئب بالغيظ الشديد، فجلس يستريح، وهو يهدد الحمل بأنه سيناله بأيّة وسيلة،
وبعد تفكير توصل الذئب الغادر إلى حيلة، وهي تسلق سطح البيت والدخول عن طريق فتحة
التهوية في سقف المنزل.
وبدأ الذئب الغادر يتسلق جدران المنزل، حتى وصل إلى السطح،
وكان الحمل يراقبه من النافذة، ولذلك أدرك أنه ينوي الدخول من فتحة السقف، وكان
الحمل قد وضع قدرا به ماء على النار، فأحضر القدر، ووضعه تحت فتحة السقف، وعندما
نزل الذئب من الفتحة وجد نفسه داخل قدر الماء الملتهب.
الذين يبنون بيوتهم من القش تكون بيوتهم معرضة للهدم، مع
أقل هبة هواء، والذين يبنون بيوتهم من الحطب يكونون أكثر أمنا، لكن بيوتهم لا تصمد
للريح طويلا، أما الذين يبنون بيوتهم من الحجارة، فهم أكثر الجميع أمنا، لأنها لا
تؤثر فيها رياح ولا عواصف ولا أمطار، وهذا ما حدث مع الحملان الثلاثة، وهذه القصة
تنصحنا بضرورة إحكام بناء بيوتنا، حتى لا تكون عرضة للهدم من أقل هبة هواء.
إقرأ أيضا: