قصة الأمير الذكي ، قصص تربوية عربية للأطفال، قصة قصيرة
ممتعة للأطفال، قصة عن الذكاء، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة قصة جديدة مسلية فيها عبرة
وحكمة عظيمة القصة بعنوان قصة الأمير الذكي، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم،
كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصص تربوية عربية للأطفال.
في قديم الزمان، يحكى أن رجلا من أهل خراسان مر بمدينة بغداد أثناء ذهابه إلى الحج وكان
معه عقد ثمين فاجتهد في بيعه لكنه لم يفلح إذ قل مشتروه نظرا لغلاء ثمنه، ولما عجز
الرجل عن إيجاد من يشتري العقد قصد عطاراً أخبر عنه أنه موصوف بالخير فأودع العقد
أمانة عنده ثم واصل طريقه إلى الحج، قام الحاج بأداء فريضته ثم قفل راجعا في اتجاه
بغداد ولما حل بها توجه من فوره نحو العطار الذي أودع عنده العقد الثمين وكان أتاه
بهدية، ولما سلم عليه تنكر له العطار قائلا: من أنت؟ وماذا تريد؟ وما هذا؟
فرد الحاج: أما عرفتني؟ أنا صاحب العقد الذي أودعتك إياه
قبل الذهاب إلى الحج، وقد جئتك بهدية من البقاع المقدسة، فاندفع نحوه العطار ودفعه
ورفسه ثم رمى به خارج دكانه وقال له: أتدعي على بمثل هذا الدعاء وأنا لا أعرفك
وليس لي علم بما تتهمني به؟
فاجتمع الناس يستطلعون الأمر وعرفوا ما دار بين الحاج
والعطار فقالوا للحاج: ويلك هذا رجل خير وما وجدت من تدعي عليه إلا هذا؟ فانصرف
الحاج متحيرا، لم ييأس الحاج الخرساني وظل يتردد أياما على العطار فما زاده إلا
شتماً وضرباً، فاستشار أحد العقلاء،
فقال له ناصحاً: عليك بأمير المؤمنين عضد الدولة فله في
هذه الأشياء فراسة وذكاء، كتب الحاج الخرساني قصته ورفعها إلى عضد الدولة فاستدعاه،
ولما حضر عنده سأله عن حاله وعن حاجته فأعاد على سمعه ما جرى له مع التاجر،
فقال عضد الدولة: اذهب إلى العطار غدا باكرا واقعد على
الدكة أمام دكانه فإن منعك فاقعد على دكة تقابله واجلس هناك من الصباح إلى وقت
الغروب ولا تكلمه، وافعل ذلك ثلاثة أيام، وإني سأمر عليك في اليوم الرابع، وأقف
وأسلم عليك، فلا تقم لي ولا تزدني على رد السلام كلاما إلا بقدر ما أسألك عنه،
فإذا انصرفت فأعد عليه ذكر العقد، ثم أعلمني ما يقول لك، فإن أعطاك العقد جيء به
إلي، ثم ذهب الحاج الخرساني باكراً إلى دكان العطار ليجلس فمنعه، فجلس على دكة
تقابله ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع مر عضد الدولة في موكبه العظيم في
سوق بغداد، فلما رأى الخرساني وقف وقال : السلام عليكم.
فرد الخرساني دون أن يتحرك من موضعه: وعليكم السلام.
فقال عضد الدولة: يا أخي تأتي إلى بغداد ولا تعرض حوائجك
علينا.
فقال الخرساني: حسنا، سآتيك قريبا.
ولم يشبعه كلاما، وظل عضد الدولة واقفا يسأل الرجل،
والرجل يرد على الأسئلة باقتضاب وهو قاعد على الدكة والعسكر كله واقف، أما العطار
فقد كاد ينخلع قلبه رعبا لما شاهده وسمعه من حوار بين عضد الدولة والحاج الخرساني،
فلما انصرف عضد الدولة التفت العطار إلى الخراساني وقال: ويحك يا حاج، متى أودعتني
العقد الذي حدثتني عنه؟ وفي أي شيء كان ملفوفا؟ فذكرني لعلي أذكره، فذكره ووصفه له،
عند ذلك أسرع العطار وتظاهر بالتفتيش ونفض جرة كانت عنده فوقع العقد، فتناوله
وسلمه إلى الخرساني قائلا: خذ هذا عقدك، لقد نسيت ولو لم تذكرني الآن بصفته ما
تذكرت.
أخذ الحاج الخراساني العقد فتذكر وصية عضد الدولة بأن
يأتيه بالعقد حالا يتسلمه من العطار، فمضى به إليه وهو يظن أن الأمير يرغب في
شرائه، ولما حضر بين يدي عضد الدولة أمر حاجبه بالذهاب مع الخرساني إلى العطار
وأصدر أوامره بتعليق العقد في عنق العطار وصلبه بباب دكانه ، فنفذ الحاجب ذلك
الأمر ونودي في السوق: هذا جزاء من استودع فجحد، وبقي الخرساني مبهوتا وهو ينظر
عقده المعلق في عنق العطار المصلوب، ولما انقضى النهار نزع الحاجب العقد من رقبة
العطار وسلمه إلى الحاج فمضى به شاكرا مسروراً.
إقرأ أيضا: