قصص المعجزات للأطفال وللكبار من قصص القرآن الكريم، قصص
باللغة العربية تربوية للأطفال، قصة قصيرة تربوية للأطفال، قصة عن معجزة الرزق،
كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة قصة جديدة مسلية فيها عبرة وحكمة عظيمة القصة
بعنوان قصة معجزة الرزق، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا
المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصص المعجزات للأطفال وللكبار
قصة معجزة الرزق
كانت السيدة مريم ابنة عمران بنتاً لأحد علماء بني إسرائيل،
كان والد مريم رجلا من أعظم العلماء، وأكثرهم تقوى في زمانه، وكانت والدة مريم
سيدة من أتقى نساء بني إسرائيل في زمانها، وذات يوم شعرت والدة مريم أنها حامل،
فتضرعت إلى الله تعالى، ونذرت أن تجعل الحمل، الذي في بطنها خالصا لله، ومحرّراً
لخدمة المعبد، وقد كانت السيدة والدة مريم تأمل أن يكون الحمل الذي في بطنها ولداً،
حتى يقدر على العمل في خدمة معبد الرّب، ودعت زوجة عمران ربّها طالبة منه أن يتقبل
نذرها، قال تعالى: (وإذ قالت امرأة عمران: رب إني نذرت لك ما في بطني محرّراً،
فتقبل مني إنك أنت السميع العليم).
وعندما جاء يوم الوضع فوجئت امرأة عمران بأنها تضع
مولوداً أنثى، وليس ذكراً كما كانت تتمنى حين نذرته لخدمة معبد الرّب، وشعرت والدة
مريم بعدم الرضا لذلك، ولذلك اعتذرت إلى ربّها قائلة: إنّها وضعت أنثى، برغم أنّ
الله تعالى أعلم بما وضعت، وقبل أن تضعه، لأنّه هو الذي يخلق الذكر والأنثى، ولكن
امرأة عمران تعلم أن الأنثى لن تكون قادرة على خدمة معبد الرب، مثل الذكر، لأن
الولد أقوى من البنت، وسيكون أقدر على خدمة معبد الرب، وأضافت والدة مريم إنّها قد
أسمت ابنتها مريم، وقد طلبت والدة مريم من ربها أن يحفظ ابنتها مريم، وأن يحفظ
ذريتها من الشيطان الرجيم.
وقد تقبل الله دعاء والدة مريم قبولا حسنا، واستجاب
لرجائها، فنشأت مريم تنشئة دينية حسنة، على القيم والأخلاق، التي ورثتها عن والدها
العالم التقي، ووالدتها الطيبة الطاهرة التقية، ويبدو أن عمران، والد مريم قد توفى
قبل ولادتها، أو توفى ومريم لم تزل صغيرة جدا، ولذلك تكفلت والدتها برعايتها وتربيتها،
حتى أصبحت قادرة على البقاء في المعبد، ولذلك حملتها وتوجهت بها إلى هناك، وفي
المعبد كان لا بد لأحد العلماء أن يكفل مريم ويقوم برعايتها، لأنها ليس لها أب يرعاها،
ويقوم بتربيتها، ولذلك تسابق علماء بني إسرائيل، على كفالة مريم، كل منهم يريد أن
يكون له شرف تربية ابنة شيخهم عمران، أخذ كل واحد من العلماء يقول: إنه أحقهم
برعاية مريم ويعرض حججه وأسبابه القوية، وكان النّبي زكريا عليه السلام هو أقرب
العلماء صلة بمريم، فزوجته هي خالة مريم، ولذلك فقد قال لهم زكريا إنه أحقهم جميعا
بكفالة مريم ورعايتها، ولكن بقية العلماء، رفضوا أن يفوز زكريا عليه السلام بهذا
الشرف وحده، من دونهم جميعا، واعترضوا على ذلك بشدة، وكاد الخصام والشجار يقع بين العلماء،
بسبب رغبة كل منهم في كفالة مريم. وأخيراً اتّفقوا جميعا على حسم هذا الخلاف
بإجراء القرعة، فيما بينهم، فمن جاءت عليه القرعة، فاز بكفالة مريم،
ألقى جميع العلماء أقلامهم، وكل منهم يرجو أن تقع عليه القرعة،
ويفوز بكفالة مريم، ولكن زكريا وحده هو الذي فاز بكفالتها، حتى عندما أعيد إجراء القرعة
للمرة الثانية والثالثة، وهكذا أصبحت مريم في كفالة زكريا، فتسلمها، وقام على
خدمتها ورعايتها، وتعليمها أصول الدين والعبادة، وصار لمريم ركن خاص في المسجد
تتعبد فيه، وكانت مريم منذ صغرها ورعة تقيّة، تقضي معظم وقتها في العبادة والتسبيح،
وشكر الله تعالى على نعمه عليها.
وكان زكريا هو المتكفل بإحضار الطعام لها في محرابها،
وبدأ زكريا عليه السلام يلاحظ على مريم ملاحظة غريبة لفتت نظره، وشدت انتباهه،
فكلّما دخل زكريا المحراب، ليقدم لمريم الطعام، أو يسألها عن حاجة من حاجاتها، وجد
عندها طعاماً وفيراً، ورزقاً كثيراً، طعاما لم يحضره هو لها، في البداية كان زكريا
يتعجب من ذلك، ويسأل نفسه: ترى من الذي يخضر لمريم الطعام، وهي لم تغادر المحراب،
ولم أر أحداً غيري يدخل عليها المحراب، ليقدم لها الطعام؟ ولم يجد زکریّا جوابا على سؤاله أبداً، ولذلك
فإنه عندما دخل على مريم المحراب ذات يوم، ووجد عندها رزقاً وفيراً، سألها قائلا:
من أين لك هذا الطعام یا مریم؟
من الذي أحضره لك، وكيف؟ قطعت مريم صلاتها، ونظرت إلى زکریا
مبتسمة، ثم قالت له: هذا الرزق من عند الله، فالله وحده هو القادر على أن يرزق من
يشاء بغير حساب.
تعجّب زکریّا، وهزّ رأسه قائلاً: نعم الرّازق، الذي يرزق
من يشاء بغير حساب، كيف غابت عني هذه الحقيقة، وأنا النبي؟
تأكد زكريا أن الله وحده هو القادر على أن يرزق من يشاء
بغير حساب، كان زکریا عليه السلام في ذلك الوقت قد صار شيخاً مسناً، ضعيف القوة،
وقد شاب شعر رأسه، وكانت زوجته عاقراً لا تنجب، فلم ينجبا ولداً يرث علم زكريّا
ونبوّته وحكمته، وكان زکریا عليه السلام يخشى على قومه من بعده، كان يخشى من الموالي
الذين يتولّون الرياسة الدّينيّة من بعده أن يضيعوا الشريعة، فلمّا رأى رزق الله لمريم،
دعا زکریّا ربّه أن يرزقه ولداً يورثُه العلم والحكمة والنّبوّة، حتى لا يضلّ قومه
من بعده عن الشّريعة، قال زکریّا: رب إنّي وهن العظم منّي، واشتعل الرأس شيباً ولم
أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً، فهب لي من
لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله ربِّ رضياً.
واستجاب الله دعاء نبيه زکریا عليه السلام فجاءته رحمه الله،
وهو قائم يصلى في المحراب: يا زکریا إنّا نبشرك بغلام اسمه يحيى، لم نجعل له من
قبل سمياً، نزلت الملائكة على زكريّا، وهو قائم يصلى في المحراب وبشّرته بأنّ الله
تعالى، قد استجاب دعاءه، وسيرزقه بغلام اسمه يحيى، وهو اسم لم يسمّ به أحد من قبل،
وتعجب زکریا متسائلاً كيف ينجب غلاماً، وهو في هذه السّن، وامرأته عاقر، وغير
قادرة على الإنجاب؟ فأفهمته الملائكة أن
هذه هي مشيئة الله وإرادته، وليس هناك شيء يصعب أمام إرادة الله، حتى ولو كان شيئا
مستحيلا، مثل الإنجاب في هذه السن من زوجة عاقر، وطلب زکریا من ربه علامة يعرف بها
موعد حمل زوجته بيحيى، وقد حدّد الله تعالى لزكريا الموعد، الذي تحمل فيه زوجه
بابنه يحيى، وكانت علامة ذلك أن زکریا سوف يمتنع عن النّطق ثلاثة أيام متتالية،
فإذا حدث له ذلك، وجب عليه أن يشكر الله، وأن يأمر قومه بشكره وتسبيحه، واستيقظ
زکریا ذات يوم، ليجد نفسه غير قادر على النطق أو الكلام، فعرف أنّ ذلك دليل على أن
زوجته قد صارت حاملاً بيحيى، فشكر الله، وخرج زکریا على قومه، وهو يشير إليهم أن
يسبحوا الله في الصباح والمساء، لأنه قد رزقهم بالنّبي الذي سيحمل الرسالة، ويحافظ
على الشّريعة من بعده.
وعندما اكتملت شهور الحمل وضعت زوجة زکریا یحيى، الذي صار
فيما بعد نبياً، وكأن الله تعالى بتنشئة مريم هذه النشأة، ورزقه إيّاها في المحراب
بغير حساب، قد هيّأ زکریّا لأن يدعوه بأن يرزقه بغلام برغم أن ظروف الإنجاب لم تكن
مهيّأة، وكأنّ الله تعالى قد أراد بهذا الإنجاب من شيخ مسن، وزوجته عاقر، قد أراد
أن يمهّد لعمليّة إنجاب آخر، هذا الإنجاب هو إنجاب النّبي عیسی عليه السلام من أم فقط،
وبغير أب. وإذا كان الإنجاب على الكبر من زوجة عاقر، يعد معجزة، فإن الإنجاب من أم
فقط، يعد معجزة، المعجزات.
إقرأ أيضا: