قصة عن الرضا والصدقة، قصة قصيرة تربوية ممتعة ومسلية
للأطفال، قصة الغلام والرجل العجوز، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني:ركن المعرفة، كما تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الغلام والرجل العجوز
كان ياما كان، كان هُناك غلام يعتاد الجُلوس تحت ظلّ
شجرةٍ كثيفة الأوراق بصُحبة أغنامهِ القليلة ونايه الذي كان يُصدر ألحاناُ حزينةً،
هذا الغلام كان شديد الحزن بسبب فقره، وفي يوم من الأيّام جاءهُ رجل عجوز ذو وجه
منير ولحية بيضاء، فقال له: ماذا بك يا بني؟ فكُلّما مررتُ بك لم أسمع من نايك
إلاّ أنغاماً حزينة وكُلّما نظرت إلى وجهك وجدته حزيناً وبعد أن تفهّد الغلام قال:
كُنت أشعر بالسّعادة والرّخاء وكنت أملكُ قطيعاُ كبيراُ
من الماعز والأغنام إلى أن تدهورت تجارتي وحل بي الفقر، ولم أعد أملك سوى هذه
الأغنام القليلة التي لا تجلب سوى القليل من الرزق الذي لا يكفي لقوتي ولا لقوت أولادي.
وبعد أن ارتسم على وجه الرّجل العجوز العطفُ والشّفقةُ،
وضع يدهُ في جلبابه وأخرج مفتاحاً ذهبيّا ثمّ قال: خُذ أيّها الغلام هذا المفتاح وأُوصيك
أن تخرج صدقة من رزقك،
قال الغلام: إنّ رزقي قليل،
فعاد الرّجل يقول: أخرج صدقة للفقراء،
اندهش الغلام كثيرا وعندما أراد أن يعرف عن أمر هذا
المفتاح الذهبي قاطعه العجوز قائلاً: لا تنس أن تخرج صدقة.
مرّت الأيام تلو الأيام وزاد رزق الغنام وكلما زاد رزقه كلما
أخرج صدقة أكبر، وبينما كان الرجل العجوز يقترب من الشجرة التي يجلس تحتها الغلام
رأى الغلام محاطاً بأعداد كثيرة من الماعز والأغنام وتغيّرت ألحان نايه إلى أنغامٍ
تدعو إلى البهجة والسّعادة، وبعد السّلام والتّحيّة المتبادلة، قال الرجل العجوز:
أخبرني أيها الغلام عن سر هذا الغنى وهذه السّعادة،
فأجابه الغلام قائلاً: لقد عملت بنصيحتك فشعر قلبي
بالسعادة الكبيرة وأخذت تجارتي تتسع يوماً بعد يوم فزال فقرى ومعاناتي، فرح الرجل
العجوز فرحاً شديداً لسعادة الغلام، وبينما كان يستعد الرّجل العجوز للرحيل، صاح
الغنّام قائلاً: خذ أيها الرجل الطيب مفتاحك الذهبي فابتسم الرجل العجوز قائلا:
أتعدني مرة أخرى يا بني على ألاّ تفقد هذا المفتاح طوال عمرك،
اندهش الغلام اندهاشاً شديداً وقال: ألم تخبرني بعد عن أمر هذا المفتاح أيُّها
الرّجل العجوز؟
فأجابه الرجل العجوز: إنّه مفتاح الرّضا يا ولدي الذي فتح
إليك أبواب السّعادة، فهزّ الغنّام رأسه مبتسماً وقال: أعدك أيّها الرجل الطّيب ألا
أفقد هذا المفتاح طوال عمري.
:إقرأ أيضا