قصة الذئب اللطيف ممتعة للأطفال، حكاية الذئب اللطيف، قصص
الحيوانات للأطفال من اروع القصص، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني: ركن
المعرفة، كما تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
حكاية الذئب اللطيف
ليون يعيش وحيدا، ليس له صديق حقيقيّ، ومع ذلك،
كل حيوانات الغابة تعرفه، لكن كلّما لمحوه فرّوا كما لو أنهم يهابونه، إذا ما
اقترب ليون من أرنبٍ وحشيّ أو سنجابٍ كي يقدّم التّحيّة، سرعان ما يتلقّى ردّا
بأنه مستعجل وينطلق هارباً، الأيل والظّبية لا يقتربان أبدَا منه، بينما الخنزير
الوحشيّ دائم الهمهمة، فلا يهتم بالذئاب! في الحقيقة، كل الحيوانات تهاب الذئب
ليون، وتسعى دائماً إلى تجنّب الالتقاء به وجهاً لوجهٍ،
قال الذئب: الذّنب ليس ذنبي إذا كان أبي وجدّي وأبو جدّي
وجدّ جدّي وكل أجدادي وأسلافي قد تصرّفوا مع حيوانات الغابة التّصرف غير اللّائق!
هذا ما كان يردّده غالباً.
الحيوان الوحيد الذي كان يمكن لليون التّحدُّث إليه بين
الحين والآخر هو الثعلب فيلو، ورغم ذلك كان فيلو شره قليلاً، يرى في عينيه مكراً
فهو حيوان لا ثقة فيه! لكن، وبما أنّ ليون لا صديق آخر له، فإنّه يشعر بالسعادة
حين يلقيه، وذات يوم، شرع ليون وفيلو يلعبان لعبة الذّئب، ليون يقوم بلعب دور
الذّئب، طبعاً! دام لعبها مدّة طويلة، وحين لم يتوصل فيلو إلى ردّ على سؤاله:” أين
أنت أيّها الذنب؟ ماذا تفعل؟” وأعاد السّؤال مستغرباً، ودائماً بدون جوابٍ، تساءل
إن كان صديقه أصابه مكروه، انطلق فيلو يبحث عن ليون، نجح فيلو في العثور على ليون
خلف مرج، كان رأسه بين قائمتيه الأماميتين، ويبدو حزيناً، اقترب منه فيلو وخاطبه
مُعاتبا: لماذا انسحبت من اللّعب معي؟
أنا متعب، أجاب ليون، وهذه اللُّعبة بدأت أضجر منها،
سأله فيلو بلطف: لكن هل سقطت على رأسك؟ هل أنت مريض؟
أتريد أن أستدعي طبيباً؟
تنهد ليون: طبيب !، أنا لست مريضاً، أشعر فقط بضيقٍ، أنا
أعاني من وحدة خانقةٍ! ألا تكفيك رفقتي! سأله فيلو غاضبا: لا تغضب! واصل ليون،
لكني لا أراك دوماً، أنا أريد أن يكون لدي الكثير من الأصدقاء!
قال فيلو: أنا أيضاً أعيش وحيدا، وأنا سعيد هكذا، لكن إذا
كنت متضايقاً إلى حد لا تستطيع تحمّله، فاذهب إلى حيوانات المزرعة، قد يقبلون صداقتك!
سترا، قد يكون ذلك جيداً، وجد ليون فكرة فيلو رائعة.
بدا ليون فجأة، في غاية السعادة وقال: أنت محق، غدا أجمع
متاعي وأنتقل إلى المزرعة للإقامة فيها،
قال فيلو الثعلب لليون الذئب: أعرف دجاجاتٍ سميناتٍ في
الخمّ، استضفْني بمجرّد ما أن تستقرّ، ثم انطلق ضاحكاً، لم يفهم ليون آخر كلمات
فيلو، لكن لم يهتّم للأمر، إذ كان قد شك في الحلم بأصدقائه الجدد.
في اليوم التّالي، وكما كان مقرّراً، غادر ليون بيته
القديم، وتوجه إلى المزرعة، كان في غاية السعادة إلى درجة أنّه رمى مفتاح بيته
القديم في النّهر، لم يصادف أي أحد وهو يقترب من المزرعة، لذلك قرّر أن يدخل أوّل
بيتٍ يصادفه في طريقه: إنّها الحظيرة، كان هناك في الحظيرة، حمل وديع يأخذ له، في
أمنٍ واطمئنان، قسطاً من الرّاحة، وما أن لمح ليون، حتّى أطلق صرخةً: النّجدة! النّجدة!
الذئب في الحظيرة! أمام صراخ الحمل الوديع، لم يجد الذئب ليون بدّا من الفرار.
وغير بعيد، دفع باباً آخر، وفجأة، مع نفس الصُّراخ، إنها
عنزة أطلقت صرخة رعبٍ: النّجدة! النّجدة! ها هو الذنب الذي افترس آبنه عمّي، عنزة
السّيّد سوغانْ! لم يفهم ليون ما يجري حوله، كل حيوانات المزرعة ما إن تراه حتّى
يصيبها الرّعب، ضائعاً، لا يدري ما يفعل، ولا إلى أين يذهب، لم يجد ليون الذئب
حلاً سوى أن يجلس وسط ساحة المزرعة، لم يسمع الدجاجتين ثمّ الثالثة، فالرّابعة
اللّواتي كنّ يقتربن منه، سألته واحدة منهن: هل تبحث عن شيء؟
قال ليون: إني كما ترون، أحاول أن أفهم ما يحدث لي، لقد
وصف لي الثعلب المزرعة كما لو كانت روضة، قاقتِ الدّجاجات كلّها في نفس الوقت: عمن
تتحدّث؟
كان يتحدث عن الثّعلب، قالت واحدة منهنّ، أجل كان يشير
بكلامه إلى الثعلب! أنا سمعت كل شيء! لم يجد ليون الذئب فرصةً لشرح موقفه، أخذت
الدّجاجات تجري في كل الاتجاهات، تزقزق، توقوق، النّجدة! إنّ الثّعلب هو الذي
أرسله إلى هنا! جرى الدّيك، وسرعان ما تبعته ديكة حبشيّة، كلّ حيوانات الخم تحرّكت
تعدو، تجري في كل الاتّجاهات مضطربةً مرتبكةً.
لم يقدر ليون الذئب على الكلام، ولم يستطع أن يتحرّك، كان
في حالة مزريةٍ، وحيداً وسط كل هذه الفوضى! صراخ الدّجاجات أثار انتباه كلّ
حيوانات المزرعة، إنّه هو، إنّه الذّئب، هبُوا جميعاً، يجب طرده من المزرعة!
بدت وضعيّة ليون حرجةً، كان يستبعد فكرة أن يكون مصدراً
للخوف، لذا، وعيناه مغرورقتان، وجد الشّجاعة للكلام: سامحوني، كنت في حاجة ماسّة
لأصدقاء! وكنت أظُنّ أنّي سأجدهم عندكم، لكن، حيثما مررت أو حللت، ألاحظ أني أزرع
الرّعب، لماذا؟ لن أكون محبوباً أبداً؟ كان حزنه شديدا لدرجة أنّ الحيوانات بدأت
تتأسّف لموقفها منه.
اقترب منه باتو كلب المزرعة العجوز، ووضع قائمتيه
الأماميّتين على كتفه، أحسُّ أنّي صرت طاعنا في السّنّ ومتعبّا، أنا في حاجة إلى
من يقوم بمساعدتي في الحراسة، ليس عمل الحراسة صعباً، إن أنت وافقت وقبلت عرضي،
أعلّمك كيف تقوم بذلك؟ قبل ليون الذّئب عرض باتو بفرحٍ وشرع في عمله الجديد
مباشرةً في اليوم التّالي، إخلاصه في العمل وطيبته جعلا منه وبسرعة أفضل صديق
للمزارعِ ولكلّ حيوانات المزرعة، ومن ذلك اليوم، لم يتأسف أبداً الذئب ليون على
أنّه صار الكلب الذئب المحبوب من طرف الجميع.
إقرأ أيضا :