قصص فيها حكمة رائعة ممتعة للأطفال، قصص وعبر، قصة كنز
العسل، قصة الفتي وشجرة التفاح، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني: ركنالمعرفة، كما تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصص فيها حكمة رائعة ممتعة للأطفال
قصة كنز العسل
كل يوم في الصباح تخرج الحيوانات جميعاً لتبحث عن رزقها
في هذا العالم، وفي طريقها كانت تمر بدبٍ ضخم مستلقي أسفل شجرة كبيرة وكان كلما
مرّوا عليه يجدوه نائماً كسولاً، وما كان منهم إلا أن يلقوا عليه التحية ويحاولوا
جاهدين اقناعه بأن يبحث هو أيضاً عن رزقه وطعامه وألا يجلس مثل هذه الجلسة.
وكان يجيبهم دائماً أنه ليس بحاجةٍ للخروج والبحث عن
الطعام، تحت أشعة الشمس الحارقة، فهذه الشجرة بها كنز ثمين من العسل اللذيذ الذي
أحبه والذي يكفيني لشهور وأيام طويلة، وبهذه الطريقة تمضي الأيام والحيوانات تبحث
عن رزقها يومياً وتفكر في حال هذا الكسول كيف سيكون حاله، وهو لا يفكر سوى في
الراحة فقط.
وذات يوم يفاجئ الدب وهو ينظر إلى تلك الفتحة التي يأتي
منها بالعسل اللذيذ، بوجود أفعى كبيرة تطاردُ جرذاً وتلقي بسمها على الجرذ الذي
كان بالقرب من العسل، فأصاب السمُّ العسل وأفسده، وقف الدبّ باكياً ومتحسراً من
طريقة تفكيره وجائعاً في ذات الوقت، فطعامه الوحيد أصبح مسموماً لا يجرأ أحد على
الاقتراب منه.
وتفاجأت الحيوانات حينما عادت في المساء وهي تحمل الكثير
من الطعام بحال الدب البائس وسألوا عن ما حدث، وبعد أن عرفت الحيوانات السبب
أقنعوا الدب أن يخرج معهم كل صباح سعياً وراء رزقه لكي يعيش، وقد اقتنع الدب
بكلامهم واعترف بخطئه، وأصبح الدب فيما بعد نشيطاً من الاستيقاظ باكرا يجني رزقه
بنفسه.
الحكمة المستفادة
من الضروري السعي على الرزق حتى وإن كان لديك ما يكفيك
لفترة، فأنت لا تدري ما سيحدث لاحقاً، والعمل في الأوقات المبكرة يقوي الجسم ويزيد
من انتاجية الانسان ويجعل باقي اليوم جيدا وسعيد.
قصة الفتي وشجرة التفاح
كان ياما كان في قديم
الزمان، يُحكى أنه ذات يوم وفي مكانٍ ما من هذا العالم
الواسع كانت توجد شجرة تفاحٍ عملاقة ذات أغصان متفرعة وممتلئة بالثمار، وبجوارها
فتى يلهوا ويلعب دائماً بجوارها ويتسلّقُ أغصانها ويأكل منها ما لذّ وطاب من
الثمار، وكان إذا أُرهق من اللعب نام تحت ظلالها وأغصانها، ويتكرر هذا بشكلٍ يومي.
مرّت الأيام مسرعةً وكبر الفتى وأصبح ناضجاً وانشغل
بحياته عن شجرة التفاح وتوقف عن اللعب تحتها أو عن رؤيتها، ولكن ذات يوم عاد إليها
حزيناً فطلبت منه الشجرة اللعب معها،
فقال الفتى: لم أعد طفلاً صغيراً لألعب معك، وأنا في
حاجةٍ ماسةٍ لبعض المال لأشتري بعض المتطلبات، فردت عليه شجرة التفاح قائلةً: لا
أملك النقوم كما تعلم ولكن بإمكانك أن تأخذ من ثماري الطازجة وتبيع وتجني المال
الذي تحتاج، فقام الفتى على الفور بجمع كل ثمار شجرة التفاح وغادرها فرحاً مسرعاً
ولم يرجع لها من جديد، فعادت الشجرة لحزنها مرةً أخرى.
بعد مرور عدة أعوام عاد الفتى إليها ولكن عاد رجلاً هذه
المرة، فقالت له الشجرة تعال لنلعب سوياً، فأخبرها بأنه أصبح رجلاً ولديه عائلة
ليكفلها وليس لديه وقت ليلعب معها، وقال لها أحتاج لبناء بيت، هل بإمكانك أن
تساعدينني؟ فردت عليه أنا لا أملك منزلاً لأعطيه لك لكن بإمكانك أن تنزع من أغصاني
ما يكفيك لتبني بيتك، ففعل وأخذ الأغصان وعاد وهو فرح مسرور.
تمر الأيام والشهور والسنين بالفتى لأماكن بعيدة والشجرة
المسكينة وحيدة وحزينة على الطفل الذي كبر وأصبح رجلاً ولم يعد يكترثُ لأمرها أو
يزورها حتى، وعلي غرةٍ من الجميع جاءها في يومٍ حارٍ في الصيف فاستبشرت الشجرة
لقدومه وطلبت منه اللعب معها، فرد عليها
بأنه قد كبر جداً وأصبح عجوزاً وأنه يريدُ أن يرتاح من شقاء وتعب هذه الحياة وأن يعيش ما بقي في استرخاء تام، وأخبرها بأنه
يريد أن يبحر بعيدا عن البشر وعن المدينة والضوضاء، وبأنه لا يمتلك مركباً يُبحر
به، فأخبرته شجرة التفاح، أن يأخذ من جزعها ويصنع قارباً، وبالفعل أخذ ما شاء وصنع
المركب وذهب بعيداً عنها ولم يرجع واستغرق الأمر سنين طويلةً حتى عاد من جديد.
ولما عاد سبقته الشجرة قائلةً آسفة ولكني هرمت ولا أملك
ما أمنحك إياه، فقد اعتادت أن يعود ليطلب منها شيئاً، وأكملت لا يوجد تفاح لتبيع
أو لتأكل ولم أعد أمتلكُ جذاً لتتسلق وتلهو عليه فرد عليها بأنه لا يريدُ تفاحاً
فلم يعد يمتلك أسنان، ولا أحتاج لجزعك فقد أصبحت كهلاً عجوزاً ولا طاقة لي بذلك،
فحزنت شجرة التفاح كثيراً لأنها لم تعد تملك ما تمنحه إياه.
ورد عليها بأنه يريدُ أن يرتاح من كل تعب هذه السنين،
وبأنه بحاجة لمكانٍ للراحة فقط، فقالت لك جذوري كل ما أملك بإمكانك الجلوسُ وأخذ
قسط من الراحة، اجلس واستلقي هنا كما تريد.
الحكمة والعبرة المستفادة من القصة
لا بد للإنسان أن يقدر ويحمد الله على نعمه الكثيرة التي
لا تعد ولا تُحصى، ويتوجب علينا المحافظة على هذه النعمة وألا نستخدمها بشكلٍ شيء
أو بشكلٍ يُغضب خالق ومانح هذه النعم الله سبحانه وتعالى، فشبه مؤلف هذه القصة
شجرة التفاح بالأم التي تبقى ترعى صغيرها لحين أن يكبر.
وتفني ما تبقّى من حياتها على توفير كل متطلباته وما
يحتاجه حتى تّستهلك تماما وتصبح غير قادرة على العطاء، فيكبر الطفل ويصيرُ شاباً
ثمّ رجلاً ثم عجوزاً ثم كهلاُ ولا يدرك الإنسان قيمة الأم والأب إلّا عندما يفقد
كل شيء، وحينما يصل لمرحلة لا يريدُ شيء من الدنيا سوى الراحة يلجأ حينها إليهما
فهما مصدر الراحة الوحيد في هذا العالم بعد طاعة الله.
إقرأ أيضا: