قصة خيالية ممتعة للأطفال، قصص خيالية رائعة ومثيرة جداً
قبل النوم، قصة الأخوان الوزيران نور دين وشمس الدين،
قصة الشاطر خالد، قصص تربوية للأطفال، يقدمها لكم موقع ركني: ركن المعرفة، كما
تجدون العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصص خيالية رائعة ومثيرة جداً للأطفال قبل النوم
قصة الأخوان الوزيران نور دين وشمس الدين
يحكى أنه كان في سالف العصر والأوان بأرض مصر ملك عظيم الشأن،
ذو عقل وعدل وإحسان، وكان له وزیر عاقل خبير، له بالأمور حكمة وتدبير، وكان هذا
الوزير قد صار شيخا كبيرا، ويحكى أن هذا الوزير كان له ولدان، الأكبر كان اسمه شمس
الدين والأصغر كان اسمه نور الدين، وقد علمهما أبوهما شئون الوزارة، فلما مات
الوزير حزن عليه الملك، وقال لولديه: أنتما عندي في منزلة أبيكما، ولذلك فقد
وليتكما الوزارة بعده، كل واحد منكما يتولاها شهرا.
وهكذا عاش شمس الدين ونور الدين بعد وفاة أبيهما في رعاية
الملك، وكان الملك كلما أراد السفر، سافر مع أحدهما، بينما يبقى الآخر لإدارة شئون
المملكة، حتى يعود، وذات مرة عزم الملك على السفر في اليوم التالي، وكان الدور على
شمس الدين ليسافر معه، فسهر الأخوان يتحدثان في تلك الليلة،
فقال شمس الدين لأخيه: لقد كبرنا يا أخي، وكل أملي في
الحياة أن أتزوج أنا وأنت في ليلة واحدة، حتى ننجب أولادا وبنات،
فقال نور الدين: وهذا أملي أنا أيضا يا أخي،
فقال شمس الدين مازحاً: هب أننا تزوجنا في ليلة واحدة،
ووضعت زوجتي بنتا وزوجتك ولدا، في يوم واحد، فهل توافق على زواج ابنك وابنتي؟
فقال نور الدين: بالتأكيد يا أخي، ولكن ما هو المهر الذي
تطلبه من ابني، حتى تزوجه ابنتك؟
فقال شمس الدين: لن أقبل بأقل من ثلاثة آلاف دينار ذهبا،
وثلاثة قصور، وثلاثة بساتين،
فلما سمع نور الدين ذلك انتفض واقفا، وقال في غضب، وكأن
الأمر قد صار حقيقة: لقد بالغت كثيرا في مهر ابنتك، وكأنها أفضل من ابني، كنت
أنتظر منك أن تزوج ابنتك من ابني بدون مهر، وقام شمس الدين واقفا، وقال في غضب: ما
هذا الذي تقول؟ هل ابنك أفضل من ابنتي، حتى أزوجها له بدون مهر؟! والله لا أزوج
ابنتي لابنك، حتى ما ولو وزنتها ذهبا.
وقال نور الدين: وأنا لا أزوج ابني من ابنتك أبدا.
وقال شمس الدين في غضب: عندما أعود من رحلتي مع الملك،
سيكون لي معك تصرف يضعك عند حدك، سأطلب من الملك أن يعزلك عن الوزارة وأستقلّ بها
وحدي.
انتهى النقاش بالقطيعة بين الأخوين في لحظة غضب، ومن أجل
شيء ما زال في علم الغيب، ولم يحدث بعد، وفي اليوم التالي سافر شمس الدين مع الملك
في رحلته، أما نور الدين فقد قرر أمرا آخر، قرر الرحيل عن مصر في أثناء غياب أخيه،
ولذلك توجه نور الدين إلى خزانة أمواله ، فأخذ جرابا كبيرا وملأه بالقطع الذهبية ،
وأعد نفسه لسفر طويل، ثم أمر غلمانه بإعداد جواده ، وارتدى أفخر ثيابه، ثم وضع
جراب الذهب في الخرج الذي يحمل فيه متاعه ، وركب جواده منطلقا إلى المجهول ، بعد
أن أخبر غلمانه أنه خارج في نزهة قصيرة ، وأمرهم ألا يتبعوه، انطلق نور الدين في
رحلته إلى الشام ، فقطع صحراء سيناء، وبعد عدة أيام كان قد وصل إلى مدينة القدس
فاستراح بها ليلة ، ثم واصل سفره ، فوصل إلى مدينة حلب، ومن حلب سافر إلى البصرة ،
فقرر أن يستريح بها ليلة قبل أن يواصل سفره ، فنزل في خان وطلب من سائس الخان أن
يأخذ جواده ليطعمه ويسقيه ، ويغسل جسمه من وعثاء السفر، فلما أخذ السائس الجواد
إلى النهر وعليه السرج المذهب ، رآه وزير البصرة وقد كان جالسا في ذلك الوقت في
شرفة قصره القريب من الخان الذي نزل فيه نور الدين فقال الوزير في نفسه : إن هذا
الجواد لابد أن يكون لملك من الملوك، أو أمير من الأمراء ، أو وزير من الوزراء، وهذا
السرج الثمين الذي عليه يبدو غريبا عن سروج البصرة ولابد أن صاحبه قدم إليها حالا،
ولكن كيف يدخل عظيم من العظماء البصرة ولا أعلم بقدومه ، مع أني وزيرها ؟!
وأحس الوزير بالفضول، لمعرفة من صاحب ذلك الجواد، ولأي
سبب جاء إلى البصرة، فنادى السائس، وسأله عن صاحب هذا الجواد، فأخبره السائس بأنه
شخص تبدو عليه مظاهر أبناء الملوك قدم إلى البصرة ونزل في الخان، الذي يعمل به،
فلما سمع الوزير ذلك الكلام، غادر قصره في الحال متجها إلى الخان، فقابل نور الدين
ورحب به، ثم عرفه بنفسه، وسأله عن حاله، وعن البلد الذي جاء منه، فأخبره نور الدين
بأنه قدم من مصر وأنه وزیر وأخوه وزير، وأبوه كان وزيراً، وحكى له قصته من البداية،
وما حدث له مع أخيه الأكبر، وكيف أنه قرر أن يعزله عن الوزارة.. فلما سمع وزير
البصرة قصة نور الدين تأثر من أجله، وطلب منه أن يأتي لينزل عليه ضيفا في قصره، خاصة
وأنه كان يسمع كثيرا عن عقل أبيه وحكمته، وحسن تدبيره لأمور الوزارة.
وهكذا نزل نور الدين ضيفا على وزير البصرة، ومضى على ذلك
فترة من الوقت ، حتى صار نور الدين كأنه ابنه ، فلم يعد يقدر على فراقه لحظة، وكان
لوزير البصرة ابنة غاية في الحسن والأدب ، فزوجها له، وعاش نور الدين مع زوجته في
قصر وزير البصرة فانقطعت أخباره تماما عن أخيه، هذا ما كان من أمر نور الدين، أما
ما كان من أمر أخيه شمس الدين فإنه حزن حزنا شديدا لغياب أخيه ، وندم ندما شديدا
على شجاره معه في تلك الليلة ، وتهديده بعزله من الوزارة والانفراد بها وحده، ولما
يئس من عودة أخيه ، خطب ابنة أحد تجار مصر الأثرياء ، وتزوجها، وتشاء المقادير أن
تضع زوجة شمس الدين بنتا غاية في الحسن والجمال ، في نفس اليوم الذي وضعت فيه زوجة
أخيه ( نور الدين ) ولدا .. فأطلق شمس الدين على ابنته اسم ست الحسن، أما نور
الدين فقد أطلق على ابنه اسم حسن بدر الدين.
وعندما رأى وزير البصرة حفيده سعد به، وقال ل نور الدين:
لقد صرت شيخا كبيرا يا ولدي، وآن لي أن أستريح من أعباء الوزارة، وكل أمنيتي أن أجعلك وزيراً مكاني
قبل أن أموت،
فقال نور الدين: أطال الله في عمرك يا عمي، وأضاف الوزير قائلا:
غدا أذهب بك للملك، وأرجوه أن يجعلك وزيرا مكاني، وفي اليوم التالي اصطحب الوزير
زوج ابنته نور الدين إلى قصر الملك، فاستأذن في الدخول عليه، فلما وقف بين يديه،
عرفه بصهره نور الدين قائلا: هذا زوج ابنتي، وهو ابن وزير مصر الأسبق، وكما ترى أيها
الملك، فأنا صرت شيخا كبيرا، ولم تعد لي قدرة على تحمل أعباء الوزارة، وتصريف شئونها،
ولهذا فأنا أرجوك أن تجعله وزيرا مكاني.
فقال الملك: قد أنعمت عليه بأن يكون وزيرا مكانك، وهكذا
تقلد نور الدين الوزارة ، وصار وزيرا للبصرة ، بدلا من والد زوجته ، فأنعم عليه الملك
بالهدايا ، وجعل له راتبا كبير وعندما بدأ نور الدين يدير شئون الوزارة ، ويدير
أمور الحكم أعجب به الملك ، فقربه إليه ، وزاد عطاءه له، وبمرور الأيام استطاع نور
الدين أن يكون ثروة كبيرة ، وصارت له تجارة كبيرة ، ومراكب كثيرة تسافر بالبضائع
بين الأقطار البعيدة والقريبة، وخلال ذلك كان ابنه حسن بدر الدين يكبر، فأحضر له
أبوه المعلمين والمؤدبين في القصر ، فعلموه كل العلوم المعروفة في ذلك الوقت ، حتى
برع فيها ، وفاق أهل زمانه ، فأعجب به أبوه ، وبدأ يصحبه معه إلى ديوان الوزارة ،
حتى يعلمه شئون الحكم ، وأمور الوزارة.
فلما تعلم حسن هذه الأمور وبرع فيها صار أبوه يصحبه معه
إلى الملك، وراح يثني على ذكاء حسن وعلمه، برغم صغر سنه، وينصت إلى مناظراته
للعلماء والأدباء والشعراء وتفوقه، وعندما بلغ حسن الخامسة عشرة من عمره قال الملك
لأبيه : هذا الولد سيكون له شأن عظيم ، وأخشى أن ينافسك في أمور الوزارة ، وهو
مازال صغيراً، وعندما بلغ حسن بدر الدين ، الثامنة عشرة من عمره ، أصيب والده نور
الدين بمرض مفاجئ ، وشعر بدنو أجله ، فأحضر ولده ، وأوصاه وصيته ، ثم قال له :
اعلم يا ولدي أن لك عما بمصر هو الوزير شمس الدين، وهو أخي الأكبر ، وقد فارقته
منذ سنوات طويلة ، وهو لا يعلم أين أكون ، ولا ماذا حدث لي منذ فارقته، وأنا الآن
أشعر بدنو أجلي، فإذا فارقت هذه الحياة ، وحدث لك مكروه ، فاذهب لعمك شمس الدين
بمصر وعرفه بنفسك ، وهو لن يتخلى عنك أبدا.
ولما انتهى نور الدين من وصيته لابنه أحضر ورقة وقلما،
وكتب فيها كل شيء عن حياته وابنه وزواجه من ابنة وزير البصرة، وكتب كل شيء بتاريخ
حدوثه، ثم وقع على الورقة ، وختمها بخاتمه، وأعطاها لابنه حسن، فأخذ حسن الخطاب ،
وأخفاه بين البطانة والظهارة داخل عمامته ، ثم خاط عليه بإحكام، ولم يمض على ذلك
عدة أيام ، حتى مات الوزير نور الدين ، فحزن عليه ابنه وزوجته والملك ، وكل من
عرفوه، وبعد وفاة نور الدين انتقل ابنه حسن بدر الدين ليحل مكانه في الوزارة، ولكن
يبدو أن حسن لم يكن منتبها لعمله ، بسبب صدمته وحزنه على وفاة والده.
ويبدو أن أحد الوشاة الحاسدين من حاشية الملك قد حسده على
تقلده الوزارة، وهو في هذه السن الصغيرة، فدبّر ضدّه مؤامرة، وأوْغر صدر الملك عليه،
حيث أوهم الملك بأن الوزير الشاب يعد العدة للاستيلاء على كرسي العرش، ولهذا غضب
الملك غضبا شديدا، وأصدر أمره بالقبض على وزيره حسن وتجريده من كل الأموال
والأملاك التي تركها له والده.
تحرك عساكر الملك للقبض على حسن وكان من بينهم حارس كان
ذات يوم من مماليك والد حسن الراحل وأتباعه، ولذلك سبق ذلك الحارس جميع العسكر إلى
قصر حسن وأخبره بالمؤامرة التي دبرت ضده ، وبالعسكر القادمين للقبض عليه ، وأمره
بسرعة الرحيل قبل أن يقع في أيديهم، وهكذا ركب حسن بدر الدين وانطلق مسرعا ، وهو
لا يدري إلى أين يذهب، ولا ماذا يفعل، وهو لم يتمكن من أخذ أي شيء من أمواله ، في
رحلته إلى المجهول.
قصة الشاطر خالد
كان ياما ان في قديم الزمان، كان هنالك شاب وسيم اسمه
خالد وأثناء سفره من بلده إلى بلدٍ آخر عثر على امرأةٍ عجوزٍ في الطريق تبكي
فسألها لماذا تبكين يا عمة؟ فأخبرته بأنها في حاجة للمساعدة، فقال لها حسن: وما
نوع تلك المساعدة؟ فأخبرته قائلةً: هل ترى تلك الشجرة العظيمة هناك؟ فقال لها نعم
أراها فقالت أطلب منك أن تتسلقها وستغير حياتك للأبد، قال لها خالد: كيف؟ فقالت
تلك المرأة ستجد في أعلاها فجوةً وبتلك الفجوة سلم عليك أن تسلكه حتى تصل إلى داخل
الشجرة حيث القصر في قاعها وبه ثلاث غرف في كلٍ منها صندوق عليه كلب بلونٍ مختلف،
أحدهما أبيض والثاني أسود والآخر أحمر، عليك ألا تعرهم أي انتباه ولا تخشاهم فهم
حراس الصناديق الثلاثة، وتلك الصناديق بها خيرات كثيرة، فالأول يحوي الذهب والثاني
به فضة، والاخير يحتوي على المال، ولك يا فتى الحرية في اختيار ما تريد منها، كل
ما عليك فعله هو حمل الكلب وانزاله برفق من فوق صندوقه وأخذ ما تريد ثم ارجاع
الكلب مكانه بنفس الطريقة مرةً أخرى.
فأخبرها خالد قائلاً وهل تحتاجين شيئاً من تلك الصناديق
مثل الذهب أو المال؟ فأخبرته بأنها لا تريد شيئاً من كل هذا، فجُلّ ما تريده هو
صندوق زجاجي شفاف صغير بحجم قبضة الإنسان، واخبرته ايضا بأن كل ما سيحمله من ذهب
وفضة ومال فهو حلّ له لا تريد منه شيئاً، فقال لها أنت لا تريدين سوى ذلك الصندوق
الزجاجي الشفاف فقط؟ فقالت له نعم، وبدأ خالد بتسلق الشجرة بمهارة حتى وصل إلى
قمتها وهنالك وجد الفجوة والسلم التي أخبرته بهما تلك المرأة، فنزل بالسلم حتى وصل
إلى جوف الشجرة وهناك رأى كل ما أخبرته به المرأة، من ذهب وغرفٍ وكلاب، ثم أخذ
الصندوق الذي تحدثت عنه المرأة العجوز، وصعد بالسلم حتى وصل إلى قمة الشجرة، فقالت
له المرأة اقذف إليّ الصندوق، فخاف خالد على الصندوق لأنه مصنوع من الزجاج الشفاف،
فقال لها انتظري حتى أنزل وأعطيه لكي.
نظرت المرأة العجوز إلى خالد نظرة غضب شديد، وبدأت في
سبّه ولعنه ورميه بالحجارة حتى ثار خالد غاضباً قائلاً لها لن أعطيك إياه حتى بعد
نزولي، وبعد وقتٍ طويلٍ سئمت المرأة وغادرت المكان فنزل خالد وواصل سيره حتى وصل
مدينةٍ جميلةٍ فنزل فيها واشترى منزلاً فخماً وحديقةً عملاقة وأصبح ذا نفوذ وذاع
صيته في المدينة حتى صار له أصدقاء يزورونه كل يوم ويسهرون معه ويأكلون ويشربون
ويبيتون عنده، واستمر الحال على نفس الوتيرة حتى أفلس خالد تماماً وانفق كل ذهبه
وماله فانقطع عنه الاصدقاء كما تعلمون وأصبح مكتئباً وحيداً.
وذات ليلة نظر صديقنا خالد حينما أدرك بأن لا فرصة أخرى
أمامه إلى الصندوق الزجاجي الشفاف، وقال في نفسه سأفتح ذلك الصندوق، ولكن لماذا قد
أفعل ذلك وهو لا يحتوي على شيء فهو شفاف تماما، ومن عضبه قام برميه أرضاً، وإذا
بذلك الكلب الأبيض الذي يحرس صندوق الذهب يعتلّ المكان ويظهر أمامه فجأة ويقول
:شبيك لبيك ما تحتاجه بين يديك، فانبهر خالد وأدرك الآن لماذا كانت تريده تلك
المرأة العجوز بهذه الشدة، فقال حسن للكلب الأبيض أريد صندوق الذهب الذي تجلس عليه
كله أمامي وبالفعل لم تمر لحظات حتى وجد الصندوق أمامه ففرح خالد واستبشر وعادت
ثروته أكثر من ذي قبل، وكان كلما احتاج شيئا جاءه الكلب بالخير على الفور، واشترى
أيضا قصراً كان بجوار قصر الخليفة آنذاك، وكان للخليفة بنت جميلة فأحبها وهي أيضا
بادلته نفس الحب، وظل كل ليلة يرسل أحد الكلاب ليأتي بها ليسهرا سوياً حتى طلوع
الفجر، ثم تعود من جديد إلى غرفتها بنفس الطريقة التي أتت بها، إلى أن أحست زوجة
الاب بذلك، فأخبرت الخليفة على الفور فلم يصدق ذلك وقال مستحيل أن تفعل ابنتي
شيئاً يغضبني منها، فقالت زوجة الاب سأثبت لك صحة كلامي، فأرسلت زوجة الأب إحدى
خادماتها بكيسٍ مثقوب به حبّ لتقوم بربطه بخمار الاميرة الصغيرة لتعرف من خلاله
الطريق الذي سلكته، فقالت الخادمة سمعاً وطاعةً يا سيدتي وقامت ونفذت ما أُمرت به.
وفي تلك الليلة استعدت الأميرة حتى جاءها الكلب فركبت على
ظهره وطار بها حتى وصل بها الى قصر سيده الشاطر خالد، والحبُّ يتناثر من خمارها
طوال الطريق، وفي الصباح استدعت زوجة الاب الشرطة وذهبوا وراء الحبّ حتى وجدوا أنه
ينتهي عند بيت الشاطر خالد، فألقوا بالقبض عليه وأحضروه للخليفة، وقالت زوجة الأب
لابد أن تقتلهما ليصيرا عبرةً لمن يريد أن يعتبر، فأخبرها الوالي بأن تصبر حتى يتم
محاكمته وبعد ذلك سيتم قتله أمام الجميع، وفي السجن بدأ الشاطر خالد بالتفكير في
حلٍ حتى وجده، فقد كان بالخارج شاباً فقام بندائه وأخبره بأنه سيعطيه الخاتم الذي
يحمله إن هو ذهب الي قصره وأحضر الصندوق الزجاجي، ووصف له خالد كل شيء، وبالفعل
عثر الفتى على الصندوق وأحضره الى الشاطر خالد في السجن وأخذ الخاتم الذي فرح به
كثيراً، وسعد خالد بوجود الصندوق بالقرب منه.
بعد حصول خالد على الصندوق أصبح بإمكانه الخروج من السجن
ليلاً والعودة مع أول شعاعٍ للشمس بواسطة كلابه، وجاءت اللحظة المنشودة في يوم
المحاكمة واجتمع الناس في ساحة كبيرة وكان هناك الخليفة وزوجته، وبعد أن انتهت تلك
المحاكمة الظالمة تماما لخالد وقبل أن ينفذ حكم الاعدام، فضرب الصندوق الزجاجي
ثلاث مرات فخرج له الثلاث كلاب وتجمعوا بجواره فخاف الناس وفزعوا من هذا المشهد
العجيب، ثم أمر كل كلب بأن يقف بمكان فالأبيض يقف بجوار الخليفة والاسود بجوار
زوجته والاخر بجوار السياف، ثم نظر للخليفة وقال له ان شئت جعلتها مجزرة حقيقة
هنا، فارتعب الخليفة وقال له ماذا تريد، فقال خالد رغم ان محاكمتك لي لم تكن عادلة
أبداً، وإنما هو إرضاء لأوامر زوجتك، وأنا أحب الأميرة الصغيرة وأريد زواجها على
سنة الله ورسوله فماذا تقول؟ فرد الخليفة قائلاً وهل هي موافقة؟ فأرسلوا ليعرفوا رأيها
فوافقت وتزوج خالد ببنت الخليفة وعاشا بسعادة وهناء.
إقرأ أيضا: