قصة صاحب الجنّة من أروع القصص، قصة تربوية للأطفال، قصص
إسلامية من قصص القرآن الكريم، يقدمها لكم موقع ركني: ركن المعرفة، كما تجدون
العديد من القصص الممتعة والمفيدة للأطفال عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة صاحب الجنّة من أروع القصص
في قديم الزمان وكـأيامنا هذه كان يعيشُ الناسُ منهمُ
الغني والفقير والقوي والضعيف والعظيم والحقير، ودائماً ما يساءل ضعاف الايمان عن
تلك الاموال الطائلة التي يتمتّع بها المشركين، ويظنون أنها من محبة الله لهم،
وظنوا أيضا أن الفقر الذي هم فيه إنما هو من غضب الله عليهم، ولو أن الله يُحبّهم
لكان أعطاهم.
كان ياما كان في مدينة ما وفي زمنٍ غير معروف كان يعيشُ
صديقين أحدُهما مؤمن والاخر كافر، وكانت علاقتهما قوية عبارة عن صداقة ومحبة بدون
اسباب، وكان صديقنا المؤمن وهو ما يجبُ على كل مؤمن ان يتقرب الى كافر عصى الله ان
يهديه ويشرح له صدره.
وكان المؤمن دائماً ما يدعوه للإيمان بالله وحده، كان
الكافر يُصرُّ على عناده وكفره، ولما سئم المؤمن من دعوة الكافر تركهُ وكفرهُ
وانشغل بالتقرب الى الله وحده بالطاعة والانفاق على الفقراء والمساكين.
زاد مال الكافر وزادت سيطرته بعدما انشغل بالدنيا، وعاد
صديقنا المؤمن ليدعوه الى عبادة الله وحده، وأخبره أنّه يريده ان يعبد الله وحده،
وحينها قابله الكافر بقسوة وأخبره بانك تنفق على الفقراء والمساكن ولا يزيدُ مالك
اما انا فمالي كل يوم يزيد عن اليوم الذي قبله، ولكن المؤمن حاول ان يرشده الى
حقيقة هذه الدنيا، وقال له:
على الانسان الا يجعل الدنيا أكبر همّه ومبلغ علمه، فمن
ابتلاءات لله للإنسان هو زيادة المال والبسط في العيش فهي قد تلهي الكثيرين عن
عبادة الله وأداء فروضه، واما الكافر الذي في قصتنا فأراد أن يخرج ما في جعبته،
ويُري المؤمن ما يمتلكه من اموال ونعم لا تُحصى، فأخذه وسار به حتى وصلا الى حديقة
عملاقة يتوسّطُها نهر كبير، وأشجار خضراءُ وثمار وفواكه كثيرة، وخدم هنا وهناك،
فقال الكافر للمؤمن بتكبر: انظر ايها المؤمن انني أكثر مالا منك وولدا، وانظر الى
حديقتي فإنها لا تفنى ابدا.
كما ان الكافر قال لو ان هنالك آخرة فسيعطيني إلهك خيراً
منها والدليلُ امامك
فلما رأى المؤمن هذا الغرور الزائد أخبره بأنّ الله وحده
قادر على ان يجعلها لك خراباً في لحظات فلا تغتر بنعمه، كما انه قادر على ان
يبدلني خيراً مما عندك.
وذات يومِ مُقفر ذهب الكافر في زيارةٍ لحديقته الجميلة التي
لا تفني، وإذا به لا يجدُ شيئاً – اين اختفت – ماذا حدث – اين حديقتي – كلها صرخات
نادى بها بعد ان تفاجأ بأن حديقته أصبحت رماداً، لقد ذهب كل شيء تعب السنين ذهب
هكذا بغمضة عين، اين اولادي، اين خدمي، لا أحد يجيبه فقد تحقّق ما أخبره به المؤمن
من زمن.
تحسّر الكافرُ على كفره فلم ينفعه لا خدم ولا اولاد، وأخذ
ينبح ويندب طوال اليوم، وتناقل الناسُ هذا الخبرُ العظيم، وتيقّنوا ان هذا عقاب من
الله لكل مغرور متكبر على شكر نعم الله، فهو وحده الذي يُعطي ويمنع.
وليعلم الجميع الكبير قبل الصغير ان الغنى ليس شرطاً لحب
الله للعبد، ولكن طاعته سبحانه هي الدليل، فالنبي عليه الصلاة والسلام أشرف
المخلوقات كان فقيراً ولم يطلب المال ابدا.
إقرأ أيضا: