قصص القرآن الكريم، قصة سيدنا لوط في القران الكريم كاملة
ممتعة للأطفال الصغار وللكبار يقدمها لكم موقع ركني ركن المعرفة، كما يقدم لكم
الموقع المزيد من القصص الرائعة تجدونها عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة سيدنا لوط في القران الكريم كاملة ممتعة للأطفال
مدينة سدوم:
تقع سدوم في منطقة البحر الميت وغوْر الأردن، وهي إحدى
الأماكن التي خسفها الله تعالى بسبب سوء أخلاق أهلها، وإتيانهم الذكور من دون
النساء، وقد عثر على هذه المدينة قبل فترة في شرق نهر الأردن، وتتطابق مواصفاتها
المذكورة في القرآن الكريم مع الآثار التي عثر عليها، والتي يعود تاريخها إلى تلك
الفترة الموغلة في التاريخ، حيث توقفت الحياة فجأة في مدينة سدوم، نتيجة ما نزل
فيها من عذاب الله تعالى.
أخلاق أهل سدوم:
تفرّد أهل سدوم عبر التاريخ الإنساني بالاتصاف بأسوأ
الأخلاق على الإطلاق، فلم يتركوا محرّماً إلا فعلوه، وأقدموا على ارتكابه، إضافة
إلى أنهم كانوا لا يتورّعون عن فعل المعاصي في العلن، وجهاراً نهاراً، دون خوف من رقيب،
أو حسيب، وهذا واضح كل الوضوح في قول الله عز وجل: أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ
الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ
كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (العنكبوت: 29)
لقد فقد أهل سدوم كل الصفات الإنسانية، فانعدمت عندهم
الأخلاق، وهبطوا إلى أسفل سافلين، حيث كانوا يمارسون المثلية الجنسية، فلم يكن
رجالهم يأتون النساء، بل كانوا يأتون الرجال، مُخالفين بذلك الفطرة البشرية، ولم
يكتفوا بذلك، بل كانوا يقطعون السبيل، فيسرقون بضائع التجار، ويتركونهم يعانون
حسرة الخسارة، وفقدان المال، وكان أهل سدوم كذلك بخلاء، يكرهون الضيف، ويسعون بكل
جهدهم للتخلص منه ، ويفعلون قبائح الأعمال والدجل، والباطل والفساد، واستمروا
يفعلون المحرمات، ويرتكبون الفواحش المنكرة، مع الفجور والكفر، وعدم التناهي عن
المنكر الذي يفعلونه.
لوط نبيّاً:
علمنا في قصة إبراهيم عليه السلام أنه خرج من بابل إلى
بلاد الشام، بعد أن تأكد أن قومه مصرون على عبادة الأصنام، وترك دعوة التوحيد،
ومعاداة الحق ومنهج الخير، وخرج لوط مع عمه إبراهيم عليه السلام عندما ارتحل إلى
مصر، وهناك عملا معاً في التجارة، وربحاً ربحاً وافراً، مع عدد وفير من الإبل
والخراف وغيرها من الحيوانات الأليفة، ثم عادا معاً، وفي الطريق أوحي إلى لوط أن
يكون نبياً، فذهب إلى أهل سدوم، ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى، ونبذ ما هم عليه من
الأخلاق السيئة، والعادات البغيضة، ويتبعوا الصراط السّوي، والهدي القويم، ففي ذلك
خير لهم لو كانوا يعلمون.
لوط يدعو قومه:
ذهب لوط إلى أهل سدوم، وأخبرهم أنه نبي مرسل، جاء إليهم
ليهديهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الغي إلى الرشد، ومن
الكفر إلى الإيمان، دعاهم إلى عبادة الله عز وجل، وذكرهم بأن ما يقومون به من
ارتكاب الفواحش فعل قبيح، وسلوك شائن، ولابد أن يتوبوا، ويعودوا إلى رشدهم، لأن
الاستمرار على هذا الحال لن يقود إلى خير، بل يزيدهم ضلالا وبعدا عن اتباع الحق،
ونأياً عن دعوة التوحيد، وقال لهم: يا قوم، لا تقطعوا الطريق، فله آدابه، وعلیکم
الالتزام بها، وعدم الإخلال بنظامها، فحافظوا على الأخلاق الحسنة، واتركوا
المعاصي، وإياكم والمحرمات، یا قوم، إني رسول الله إليكم، لأدلّكم على ما ينفعكم
في دنياكم، ويجعلكم تنالون الثواب والأجر الجزيل من الله عز وجل، یا قوم، إن ما
ترتكبونه من الأفعال الشاذة ليس فيه حرية شخصية لكل واحد منكم، فلا يحق لأحد أن
يقدم لكم نصيحة، أو يهديكم موعظة لا، فأنتم تسيرون في طريق الخطأ، والضلال،
والمنكر.
وقد سجل القرآن الكريم طرفاً من النصائح التي قدّمها لوط
عليه السلام لقومه، فقال سبحانه: كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ
الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ
مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) [الشُّعراء 160 -166]
جواب قوم لوط:
كان قوم لوط قد أصروا على الفواحش إصراراً، فلم ينزجروا
لنصيحة ناصح، ولا لقول مشفق ، على الرغم من التحذيرات المتكررة من عواقب ما
يفعلونه، وعدم التوبة مما هم فيه، ولم يكتفوا بذلك، بل سخروا من النبي لوط، ولم یكن
فيهم رشید، ذو رأي سديد، فقد أوغلوا في ضلالهم وفسادهم، وملأ رؤوسهم التكبر،
والهزء بالنبي، فخالفوا كل القيم، وعاندوا موعظة النبي لوط عليه السلام الذي لم
يطلب منهم مالا، ولا نيل جاه، ولا منزلة بينهم، كل الذي أراده هو أن يعلنوا ندمهم
على ما سلف، ويقلعوا عما هم فيه، ويغيّروا مجرى حياتهم وفق مقاس الحق، ومعايير
الصدق، والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.
طلب واستجابة:
أمام رفض قوم لوط الاستجابة لدعوة التوحيد والأخلاق
الحميدة، لم يكن بوسع لوط عليه السلام، إلا أن ينتصر بربه، ويطلب منه العون على
قومه الضالين، فسأله أن يهلكهم بعذاب شديد، يكون عبرة لكل متعظ، وجزاء وفاقاً
نتيجة الأعمال المشينة التي قام بها أولئك الضالون الفاجرون، أجاب الله عز وجل
دعوة نبيه لوط، فأمر الملائكة الكرام، الذين لا يعصون الله فيما يأمرهم به، فهم مطيعون،
لا يخالفون أمر، ويفعلون كل ما يؤمرون.
نزلت الملائكة وفق أمر الله تعالى إلى أهل سدوم، لإيقاع
العذاب بهم، وفي طريقهم التقوا بالنبي إبراهيم عليه السلام، وكانوا بصورة البشر،
فأنزلهم ضيوفاً عنده، وقدم لهم الطعام، وكان عجلاً مشوياً، ولكنه تعجب من أمرهم،
فقد كانوا يمدون أيديهم ولا يأكلون شيئا، فتداخل العجب والخوف في نفس النبي
إبراهيم، بيّنت الملائكة أنهم مأمورون بإنزال العذاب بأهل سدوم، لأنهم ارتكبوا
الفواحش الكبيرة ولم يتوبوا، على الرغم من تكرار الدعوة لهم بالإقلاع عما هم فيه
من المنكرات.
حوار الملائكة مع النبي إبراهيم:
هدّأت الملائكة النبي إبراهيم عليه السلام، وأزالت الخوف
من نفسه، وزادت أن بشرته بأنه سيأتيه غلام اسمه إسحاق من زوجه سارة، على الرغم من
أنها امرأة عجوز، لا يمكن لمثلها أن يحمل ويلد كما جرت العادة، جرى حوار طويل بين
إبراهيم والملائكة، لتأخير العذاب عن أهل سدوم، فلعلهم أن يتوبوا، ويتركوا معصية
ربهم، ويهجروا الفواحش التي يرتكبونها، فتطهر نفوسهم، ويصبحوا قوما صالحين.
شرحت الملائكة للنبي إبراهيم أنهم مأمورون بإنزال العذاب،
ولا بد منه، والأمر ليس بأيديهم، فهم منفذون لأمر الله عز وجل.
وأكدت الملائكة لإبراهيم أن لوطا لن يمسه أذى، ولن يلحق
به سوء، لكن أهل سدوم سيلاقون العذاب الشديد.
في الطريق إلى سدوم:
انطلقت الملائكة الكرام باتجاه مدينة سدوم لإنزال العذاب
بهم، وليذوقوا عاقبة ما ارتكبوه من سيئات، وفواحش، ومعاص، فكان العذاب جزاء ما
اقترفت أيديهم من مخالفات، وعند مدخل المدينة ذكرت الملائكة لإحدى الفتيات – وكانت
ابنة للنبي لوط – أنهم ضيوف، وكانوا بهيئة شباب ذوي شكل حسن، وملامح جميلة، سارت
الفتاة مع الملائكة، الذين نزلوا ضيوفاً في بيت لوط، وسمع أهل سدوم بالخبر،
فأسرعوا ليفعلوا الفاحشة مع الشباب.
حدث جدال كبير، وتدافع عظيم بين النبي لوط عليه السلام
وبين أهل سدوم الأشرار، وهم يطلبون أن يأخذوا الضيوف إلى بيوتهم للإساءة إليهم.
قال لهم لوط عليه السلام: النساء كثيرات، وهن أمامكم في
بلدتكم، فجن القوم.
وقالوا: أنت تعلم ما نريد.
تمادى أهل سدوم في فجورهم وسفههم، ولم يكن بينهم رجل
عاقل، يحول بينهم وبين المعاصي، تمنّى لوط عليه السلام أن يكون ذا قوة ومنعة،
ليدفع الأذى عن ضيوفه، ويكونوا بسلام آمنين، تدخلت الملائكة، وقالوا للنبي لوط
عليه السلام: نحن ملائكة أرسلنا لإنزال العذاب بأهل سدوم، فلا تحزن ولا تكن في ضيق
مما يمكرون، تقدّم أحد الملائكة وضرب الجمع المحتشد بجناحه، فأعماهم، وخرجوا
يُهدّدون، ويتوعّدون.
نزول العذاب:
بشّرت الملائكة النبي لوطاً عليه السلام أن العذاب أمسى
وشيكاً، قريباً ( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ
ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ
إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) هود: (81).
أمرت الملائكة لوطاً أن يخرج بابنتيه ليلاً خارج مدينة
سدُوم، وعليه أن يترك زوجه، فهي كافرة، عاصية، كأهل سدوم، اقتلعت الملائكة الأرض
من تحت العصاة، ورفعت الجميع إلى الفضاء العالي، حتى سُمعت أصوات الديكة والكلاب
والأنعام، ثم قُلبت الأرض عاليها سافلها، ومات الجميع، وجعل الله مكان تلك البلدة
بحرة لا يُنتفع بمائها، فكانت عبرة وعظة وآية على قدرة الله تعالى، وانتقامه من
العُصاة.
إقرأ أيضا: