قصص القرآن الكريم، قصة سيدنا
ابراهيم خليل الرحمن كاملة ممتعة للأطفال الصغار وللكبار يقدمها لكم موقع ركني ركن المعرفة، كما يقدم لكم الموقع المزيد من القصص الاسلامية الرائعة تجدونها عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة سيدنا ابراهيم خليل الرحمن كاملة ممتعة للأطفال
نشأة سيدنا إبراهيم عليه السلام
لقد ولد سيدنا ابراهيم ببابل القديمة وتزوج السيدة هاجر
وكانت لا تلد ثم ارتحل هو وزوجته هاجر وابن أخيه لوط إلى أرض الكنعانيين،
وهي بلاد بيت المقدس، فأقاموا هناك وكانوا يعبدون الكواكب السبعة، ومنهم من يعبد
الحكام والملوك وليس هذا فحسب، بل كان أبوه يصنع تلك التماثيل التي يعبدونها ولذلك
كان لعائلة ابراهيم مكانةً بين قومه.
وحينما كبر سيدنا إبراهيم وسط تلك الأجواء الكافرة
المفعمة بعبادة الأصنام وآلهة غريبة أخرى، أصبح مشغول البال يفكر كثيراً، ما بال
هذا العالم، كيف يعبدون التماثيل ويعتبرونها آلهة رغم أنها مصنوعة من الحجارة،
والحجارة لا تعقل لا تتكلم وليس بها أي روح أو حياة، لابد أن الأمر أكبر من ذلك،
الإله الحق هو من يخلق، من يشفي، من يستجيب، وليست تلك الحجارة، هذه الأصنام لا تنفع
ولا تضر، اين انت يا إلهي! هكذا كان يفكر
سيدنا وحبيبنا إبراهيم في خلواته.
رحلة البحث عن الإله
ذات ليلة من ليالي خلوات إبراهيم عليه السلام وهو جالس
يفكر ويتساءل من هو الله؟ وأين يمكن أن أجده يا ترى؟ وبينما هو في تفكيره العميق
والمبتذل هذا، وجد كوكباً يلمع في السماء وسط ظلام الليل، ففرح وصاح عليه السلام
ها قد وجدت الله! هذا الكوكب ليس من صناعة البشر، ففرح لظنه أنه قد اهتدى إلى الله
الواحد، ولكن كانت المفارقة، ففي الصباح اختفى الكوكب وأدرك مباشرةً أنه ليس الله،
فالله سبحانه لا ينبغي له أن يغيب ولو لحظةً عن عالمه، ولكنه لم ييأس واستمر في
أروع رحلة بحث على الإطلاق، وذات ليلة باردة رأى ابراهيم القمر مكتملاً منيراً
ومتوهجاً في السماء، فقال هذا ربي كيف لم أدركه من قبل؟ ولكن للأسف خاب أمل
إبراهيم عندما غاب القمر في صباح اليوم التالي وحزن حزناً شديداً.
وذات يوم جلس عليه السلام تحت الشمس فنظر اليها فوجدها
كبيرة تنير وتشع وتملأ الكوكب بضوءها، فصاح وقال وجدت الله، فهذه الشمس هي إله
الكون، ولكن سرعان ما خاب أمله، أدرك ابراهيم ان الكواكب والشمس والقمر ليسوا
آلهةً، وأن الله موجود ولكن لا يستطيع رؤيته، الله الذي خلق الشمس والقمر
والكواكب، آمن ابراهيم بالله ولم يكن من المشركين.
نصائح إبراهيم لأبيه
عجب إبراهيم من قومة ومن عبادتهم لهذه الاصنام التي لا
تنفع ولا تضر، وقرر أن ينصحهم وأول من فكر فيه إبراهيم لينصحه هو اباه، فذهب إليه
وقال له يا أبتي لماذا تعبد تلك الأصنام التي لا تنفعك بشيء، فهي لا تسمع ولا ترى،
وأخبره بأن الله ليس مخلوق وليس حجارة لا تتكلم وأنه لا يغيب ويظهر، وأن عليه أن
يتبعه فهذه هي الصراط المستقيم، كان رد فعل آزر والد إبراهيم عبارة عن صيحات من
الغضب على إبراهيم، كيف لفتي حديث السن أن يتمرّد على ما نعبده نحن وآباءنا منذ
مئات السنين، وحينما حذّره ابراهيم أن الشيطان هو الذي يسول له ولقومه هذا الضلال
الكبير وعبادة الأصنام، توعّده آزر بالضرب والقتل والرجم إذا لم يعد إلى رشده،
وطرده من منزله، وأخبره بأنه لا يريد رؤيته مرةً أخرى وأنه لن يستجيب له قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ
رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّ.
إبراهيم يحطم الأصنام
لقد أراد ابراهيم عليه السلام اثبات بعض النقاط الهامة
لنفسه أولاً قبل أن يثبتها لقومة، فلقد خطط وعزم على تنفيذ التالي في أحد
الاحتفالات التي كانت تقام في المدينة التي يعيش بها سيدنا ابراهيم وقومه، انتظر
حتي توجّه الجميع الى الاحتفال، ثم توجه هو الى المعابد التي بها التماثيل
والأوثان التي يعبدونها، نظر ابراهيم الى هذه التماثيل ونظر الى القرابين الموضوعة
أمامها، وبدأ يحدثها ساخراً منها قائلاً ” مالكم لا تأكلون! وما لكم لا تنطقون
أيضا، ثم حمل الفأس التي كان معه وبدأ بتكسير تلك الأوثان وفتّتها جميعاً الي قطع
صغيرة، باستثناء كبير تلك التماثيل حيث تركه سليماً، في محاولةً من سيدنا ابراهيم لإرجاع
قومه إلى صوابهم لعلهم يدركون خطأهم وضلالهم بعبادتهم لتلك الأوثان التي لا تحرّك
ساكناً.
وعندما فرغ قوم سيدنا ابراهيم من احتفالاتهم وعادوا الي
معابدهم فوجدوا العجب العجاب، من فعل هذا بآلهتنا، لم يتساءلوا كيف لم تدافع هذه الآلهة
عن نفسها؟ ولماذا لم يحرك كبيرهم ساكنا لإنقاذ باقي الآلهة؟ ذلك الغضب غير المبرر
أعماهم من جديد عن عدم التذكر والتفكر والتوقف قليلاً امام مثل هذا الحدث العظيم،
كل ما كان منهم أنهم أدركوا أنّ إبراهيم هو من فعل هذا فهو الذي كان يدعوهم إلى
ترك عبادة هذه الحجارة، فطلبوا رؤيته على الفور.
عندما أتي بسيدنا إبراهيم لاستجوابه وسؤاله من قبل قومه من
فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم فرد عليهم سيدنا ابراهيم سريعاً ولم لا تسالون كبير
هذه الأصنام فلا شك بأنه قد رأى كل شيء، فرد عليه قومه وكيف نسأله وهو تماثيل يا
ابراهيم لا ينطق ولا يتكلم، وآنذاك استغل ابراهيم هذه النقطة قائلاً أنتم تعبدونها
فأين إذاً عقولكم؟، حينها تراجع القوم قليلاً وأدركوا ذلك الضلال الذي طغى على
عقولهم جميعاً ولكنه الكبرياء عزيزي القارئ يعمي عن رؤية الحق بل ويعمي عن رؤية أي
شيء فأمر القوم بإحراق سيدنا ابراهيم لما فعله بآلهتهم من دمار كبير.
حينما حاولوا حرق سيدنا ابراهيم
لقد تجمع الناس من جميع الأقطار كل من يعلم بالأمر يحضر
لمشاهدة عقاب من تجرأ على الآلهة وسخر منها، ويا لها من حفرة عظيمة حفرها القوم
وملؤها بالأخشاب والوقود لإلقاء إبراهيم فيها، بدأت الحفلة وثارت النيران من
حرارتها حتى أدرك القوم بأن عليهم ان يفكروا بطريقة لإلقاء إبراهيم في هذه النار
لعدم قدرتهم حتي علي الاقتراب منها.
أحضر قومه آلة كبيرة جداً تسمي المنجنيق ووضعوا ابراهيم
فيه استعداداً لإلقائه في الحفرة العظيمة، ولكن قبل ذلك بلحظات ظهر جبريل وسأل
إبراهيم هل تريد مني شيئاً؟ فقال ابراهيم منك فلا، أما هو فهو العالم بحالي الغني
عن سؤالي، وأٌلقي بإبراهيم في النار وصاح القوم مستهزئين به، فهو الذي كان يحذرهم
من النار ومن حرها، ها هو الآن الذي في النار.
ولكن قدرة الله وتوعده بحفظ أنبياءه وكل إنسان صالح حال
بين إبراهيم وبين أن تمسّه ألسنة اللهب الغاشمة، وأمر الله النار أن تكون برداً
وسلاماً على إبراهيم، فاستجابت النار فورا لربها فهي لا تستطيع أن تعصيه فهو الذي
خلقها وهو الذي يسخرها كيفما شاء، وحينها أصبحت النار لطيفة معتدلة على ابراهيم
فهي وإن كانت تبدوا من الخارج ناراً عظيمة مخيفة لا طريق للنجاة لمن يقترب فقط
منها، إلًا أنها كانت من الداخل كالجنة يتنعّم فيها إبراهيم ويسبح ويذكر الله
ويحمده.
وبعد انتظار دام طويلاً لتنطفئ النار ليروا كيف أصبحت جثة
إبراهيم، إلا أن المفاجأة صعقتهم جميعاً، فعندما وجدوا إبراهيم يخرج من النار على
قدميه سليماً، حينها خاف القوم، وظنوا أنه شيطان لا تضرّه النار ولا تحرقه ولا
تؤثر به حتي وفروا جميعاً هاربين.
إبراهيم والنمرود
قرر أخيراً سيدنا ابراهيم الدعوة الي عبادة الواحد الاحد
وبدأ بالملوك فهم أساس كل شيء، وأول ما بدأ به النمرود، أخبره سيدنا إبراهيم أن
التماثيل التي يعبدونها من دون الله لا تنفع ولا تضر، فهمي من صنع البشر أنفسهم
فكيف لهم أن يعبدوها، وكيف تكون آلهة، فأجابه النمرود بأنهم وجدوا آبائهم وأجدادهم
يفعلون هذا، رد عليه سيدنا ابراهيم بأنهم كانوا في ضلالٍ مبين.
غضب النمرود من كلام ابراهيم، وحينها أخبره ابراهيم أمام
الملأ بأن الله يحي ويميت، فقال النمرود أنه قادر على أن يحي ويمت أيضاً، وأمر
برجلين من المدينة، فلما حضرا أمر بقتل واحد وابقاء الاخر حياً، ونظر الى ابراهيم
وقال له أرأيت؟ لقد أمتُّ وأحييت.
ظنّ النمرود الأحمق أنه بفعلته هذه قد تمكن من أن يميت
ويحي، ولم يدرك أن كل ذلك كان بإرادة ومشيئة الله أولاً، حينها قال ابراهيم تحدي
ابراهيم النمرود للمرة الثانية قائلاً له بأن الله هو القادر على إتيان الشمس من
المشرق وغروبها من المغرب، وتحدي ابراهيم النمرود ان كان قادر على ذلك فليفعل،
فبهتت حجة النمرود، ولم يستطع الرد.
“أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ
إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا
مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ”.
إقرأ أيضا :