قصة هايدي فتاة الجبل، قصة قصيرة ممتعة للأطفال، قصة من
أجمل القصص الأجنبية المثيرة يقدمها لكم موقع ركني، قصة هايدي قصيرة قبل النوم
للأطفال الصغار، كما تجدون مجموعة من القصص التربوية والمفيدة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة هايدي فتاة الجبل
كانت هناك فتاة صغيرة اسمها هايدي، عاشت مع عمّتها دايتْ
في إحدى المدن الصغيرة بسويسرا. وذات يوم، اصطحبت العمّة هايدي إلى جبال الألب،
لتعيش في صحبة جدها، استقبل الجد هايدي، واحتفل بها في كوخه الصغير، وأعدّ لها
سريراً من القشّ، قرب النّافذة المطلّة على الوادي. وهناك ودّعت العمّة (دایتْ)
هايدي، وأمرتْها بطاعة جدّها، وسافرت إلى (فرانكفورت) للعمل هناك.
تعشّت هايدي عشاءً لذيذاً، ونامت قريرة العين في سريرها
القشّيّ، وفي الصّباح، استيقظت على صوت أجراس وصفارة، فأطلّت من النافذة، فإذا بفتى
يسوق قطيعاً من الماعز، يمرّ قرب الكوخ، عرّفها جدها براعي الماعز (بيتر)، واقترح
عليها أن ترافقه إلى المرعى، فسرّت بذلك، فأعدّ لهما غداءً وسلّمه لهما، صعد
الطّفلان إلى أعلى الجبل حيث المرعى، وفتنت هايدي بما شاهدته من أشجار وأزهار في
طريقهما، وأعجبها رعي الماعز، واصطحاب بيتر، ولما شعرا بالجوع تناولا الوجبة التي
أعدّها الجدّ لهما.
اعتادت هايدي مصاحبة بيتر في رعي الماعز، ولكن مع حلول
الشّتاء وسقوط الثّلج، توقّف بيتر عن الذّهاب إلى الرّعي، وحين سألت هايدي جدّها
عن السّبب، أخبرها أنه في الشّتاء يذهب إلى المدرسة في (دورفلي)، وهكذا لم تعد
هايدي تشاهد بيتر إلاّ مرّةً في كلّ أسبوع، أيام العطل، ذات يومٍ، أخبر بيتر هايدي
أنّ جدّته العمياء تريد رؤيتها، فرحّبت هايدي بذلك، وفي اليوم التالي أخذها جدها
إلى بيت جدّة بيتر، فسرّت بزيارة هايدي، وأخذت هايدي تحكي للجدة عن جمال الطّبيعة
والأزهار في جبال الألب، بينما أنصتت لها الجدّة باهتمامٍ و انتباهٍ.
بعد عدّة ساعاتٍ، عاد بيتر من المدرسة، فطلبت إليه جدّته
أن يقرأ لها فصولا من كتابها المفضّل، ثم أوصل بيتر هايدي إلى بيت جدّها، وحين
عادت طلبت من جدّها أن يُصلِح منزل جدّة بيتر، لأنّه يكاد يتهدّم، فبدأ في اليوم
التالي بإصلاحه لأجلها.
ذات يوم، تعود العمّة دايت لأخذ هايدي إلى فرانكفورت،
لتبدأ بالذّهاب إلى المدرسة، فترحل هايدي مع عمّتها حزينةً على فراق جدّها، وفي
فرانكفورت، تُقيم هايدي مع أسرة سيسمان، وتقابل هناك كلارا ابنة السيّد سیسمان
البالغة اثني عشر عاماً، وكانت فتاةً معاقةً، يعتني بها مجموعة من الخدم، وقد
ابتهجت کلارا بمجيء هايدي، وصارتا مع الأيّام صديقتين، حتّى أنّ كلارا ساعدت هايدي
في تعلّم القراءة والكتابة، على الرّغم من مرور کلارا بهايدي، إلاّ أنّ هايدي كانت
حزينةً، تفتقد جدّها وبلدتها، وفي أحد الأيام، حزمت أمتعتها، وقرّرت العودة إلى
کوخ جدّها، ولكنّ السّيّدة (روتنماير) رئيسة الخدم منعتها من ذلك، فزاد هذا من حزن
هايدي وشرودها.
بعد شهر، عاد والد كلارا وجدّتها من سفرهما، وفرحا بحيوية
كلارا وسرورها برفقة هايدي، وانعكس هذا على هايدي، حيث عاملاها بمنتهى اللّطف
والاحترام ولكن، مع ذلك، بقيت هايدي تحنّ إلى جدّها وبلدتها، وذات صباحٍ، شوهد باب
البيت مفتوحاً على مصراعيه، فتعجّبت الأسرة من ذلك، وظنّت أنّ أحدهم قد نسيه
مفتوحاً، ولكنّ تكرار فتحه يوماً بعد يوم جعل السيد سیسمان يطلب من الخدم مراقبة
الباب لمعرفة الفاعل.
اكتشف الخدم أنّ هايدي كانت تمشي في نومها، فتفتح الباب،
وتخرج إلى الطّريق، ولمّا سألها الطّبيب عن سبب فعلها ذلك، أخبرته عن الحلم الذي
يراودها بأنّها عادت إلى كوخ جدّها، وإلى المروج الخضراء في جبال الألب، ولكنّها
حين تفتح عينيها فإنها ترى نفسها في فرانكفورت، فتعود إلى غرفتها حزينة، وهنا
اقترح الطّبيب على السّيّد سيسمان أن يعيد هايدي إلى كوخ جدّها، حتى تتحسّن صحّتها.
تمّ الإعداد لسفر هايدي، وفي الوقت الذي كانت هايدي سعيدة
بسفرها، كانت کلارا حزينةً لمفارقتها لهايدي، ولكنّ هايدي خفّفت من حزن كلارا حين
دعتها إلى زيارة كوخ جدّها في الصّيف، فقبلت کلارا دعوتها بفرحٍ، وأهدت إلى هايدي
بعض الهدايا، ثم اصطحب السيّد سباستيان هايدي إلى دورفلي حيث كوخ جدّها، ما إن
وصلت هايدي إلى دورفلي حتّى ركضت إلى کوخ جدّها، فلمّا شاهدته عانقه بشدّةٍ، فامتلأت
عيناه بالدموع، فرحاً بعودة حفيدته، ثم هبت هايدي إلى بيت جدّة بيتر، وأعطتها بعض
الهدايا التي حملتها معها من فرانكفورت، فسرّت الجدّة بها، ورحّبت بعودتها ثانية.
مع قدوم الصّيف، جاءت كلارا، في صحبة جدّتها، لزيارة
هايدي، فسرّت هايدي بقدومها، وكم كانت سعادة كلارا كبيرة بالمشاهد الخلّابة التي
رأتها في الجبال، حتّى إنها بدأت تستعيد عافيتها وصحتها، كان بيتر غاضباً من زيارة
كلارا، لأنّها شغلت هايدي عن اللّعب معه، مما دفعه، في أحد الأيام، إلى رفس كرسيِّ
کلارا المتحرّك إلى أسفل الجبل، فتحطّم قطعاً قطعاً، مما اضطر الجدّ أن يحمل کلارا
إلى المراعي على يديه في الصّباح، وينزلها في المساء.
وبينما الفتاتان في المراعي، خطر لهايدي فكرة جريئة، حيث
أقنعت کلارا أن تحاول المشي على قدميها، بمساعدتها، وبتشجيع من هايدي، استطاعت
کلارا أن تمشي على قدميها، ولما علمت الجدّة بمشي حفيدتها فرحت كثيراً، وأرسلت إلى
السيّد سیسمان تُعلمه بمشي كلارا، فأتى السيّد سیسمان على عجلٍ، وسرّ بمشي ابنته، عندها
تقدّم بيتر باعتذارٍ إلى الجميع لما فعل بالكرسي، فقبل اعتذاره، وبعد أيام، عادت
کلارا إلى فرانكفورت مع أبيها وجدّتها، ووعدت هايدي بالعودة لزيارتها في أقرب
عطلةٍ.
إقرأ أيضا