قصة خيالية عالمية من
عالم القصص الخرافية مسلية وممتعة للغاية، قصة بيتر بان، كما تجدون العديد من
القصص المسلية والمفيدة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة بيتر بان
ما أحلا و أمتع العيش بين أفراد أسرة ديزلينغ أمزجتهم
دوما مرحة، ومساءً، عندما يعود السّيد ديزلينغ من العمل، غالباً ما يجد زوجته،
تغني وترقص وسط الصّالون بمعيّة أطفالها الثلاثة: ويندي، البنت الكبرى، وجون
الأوسط، وميخائيل أصغر الأبناء الثّلاثة، أمّا متعهدة الأطفال فما هي إلاّ نانا،
والتي تقوم بدورها بجدية وحزم : ترافقهم إلى المدرسة، تهتم بنظافتهم، وتعالجهم متى
أصابهم مرض، على هذا المنوال تمر الأيام عند أسرة ديزلينغ، دون أن يأتي شيء ما
ليعكّر صفو سعادتهم و هدوء حياتهم لكن، ذات مساءٍ، حدث حادث غير متوقعٍ، فبينما
كانت السيدة دیزلينغ غافية في غرفة الأطفال، انفتحت النّافذة فجأة، ودخل طفل غريب
يرتدي أوراق شجر يابسةً، إنّه بيتر بان.
كانت هالة صغيرة من الضّوء تصاحبه، وفي ظرف ثانية، توقّف
أمام السّيدة ديزلينغ التي فتحت عينيها على مداهما من قوّة المفاجأة وهي ترى
أمامها بيتر بان وأطلقت صرخةً، نبهت صرخة السّيدة ديزلينغ نانا إلى وجود خطر ما،
فأسرعت في لمح البصر إلى الغرفة ولحقت بالطفل الأعجوبة ولم يكن أمام الأعجوبة بيتر
سوى فرصة صغيرة للهرب، لكنّ نانا تمكّنت من القبض على ظلّه الذي بقي أسيرا لديها،
ولم تدر السيدة دیزلينغ ما تفعل بالظّل، فاكتفت بطيه و وضعه داخل درجٍ، وبعد ذلك
بأيّام، و حين خرج السيد ديرلينغ وحرمه يقضيان السّهرة خارج البيت، ظهرت الهالة الضّوئيّة،
في غرفة الأطفال الذين كانوا يخوضون في نوم عميق، ولم تكن الكتلة الضّوئيّة سوى
جنّيّةٍ اسمها تين تام، وتبعها بيتر الذي عاد ليسترجع ظلّه، لكن، وهو يعثر على
ظله، لاحظ أنّه والظّل ما عادا يستطيعان الالتحام، فشرع يبكي.
نحيب بيتر أيقظ ويندي كبرى إخوتها التي اقتربت منه وسألته
عن اسمه : بيتر بان، ردّ وهو يبكي بكاء تتقطع له انفاسه، وشرح للطفلة ويندي سبب
بكائه، فظلّه انفصل عنه، ولم يعد يلتحم به.
قالت ويندي: سوق أعيد خياطته.
وحين أحسّ بيتر بان بالاطمئنان، شرع يحكي لويندي حكاية
حياته، فعندما كان، فرّ من بيت أهله، ذلك لأنه لم يرد أن يصير كبيراً، والتجأ إلى
بلاد خياليّة تدعى بلاد اللاّ مكان .
الأطفال هناك، لا يكبرون أبداً، ويقضون أوقاتهم في اللهو
واللعب ويلقّبون :الأطفال التائهون وقائدهم هو بيتر، و بدافع الفضول و المعرفة،
قرّرت ويندي أن تصاحبه إلى البلاد العجيبة، لبى بيتر طلبها، أيقظ إخوتها، و أقبلت الجنية
تين تام و درت عليهم غباراً من نجوم فحلّق الجميع عاليا في الفضاء، وبينما هم
يحلقون فوق البحر، ظهرت جزيرة رائعة، صرخ بيتر بان: لقد وصلنا، وفي اللحظة ذاتها،
غابت الشمس، وصارت الجزيرة غارقة في ظلام دامس، بحيث لا يستطيع المرء التمييز بين
الأشباح التي كانت تشكل صفاً طويلاً، الواحد خلف الاخر.
تُشاهد في مقدمة الصّف الأطفال الضّائعين، وخلفهم قراصنة
يطاردونهم، والقراصنة أنفسهم يلاحقهم هنود حمر ولكي ينجو الأطفال التائهون من
القراصنة فروا إلى بيتهم الكائن تحت الأرض، دخلوا إليه من ثقب في جذع شجرة ضخمة.
منذ زمن طويل، والقبطان كروشيه يحاول العثور على هذا المخبئ
كي يلقي القبض على بيتر بان. فخلال معركة قديمة، تمكن الطفل بيتر بان من بتر يده
اليمنى و الرمي بها إلى تمساح كان يسبح في الجوار، التمساح بلع أيضا ساعة القبطان كروشيه
اليدويّة، التي لا زالت تسمع تكاتها من داخل بطنه، أمّا القبطان كروشيه، و بعد أن
فقد يده، ألصق محلّها مخطافاً حدیدیاً يشهره سلاحاً في وجه خصومه، لكن لنعد إلى
بيتر وأصدقائه الجدد، في وقت قصير جدا، تحولت الطّفلة ويندي إلى أم صغيرة حقيقية
للأطفال الضّائعين تداعبهم بحب وترتق ثيابهم، وكلّ مساء، وقبل أن يذهبوا إلى
النوم، تحكي لهم قصة، تجعل كل واحد منهم، بعد ذلك، يسبح في أحلام لذيذة ورائعة.
وذات يوم، وبينما الأطفال يأخذون قسطاً من الرّاحة على
رصيف صخريّ، صرخ بيتر بان: بسرعة، إلى الماء، انزلوا إلى الماء القراصنة يهجمون!
وفعلا كان هناك قارب بمجدافين يقترب من الصخرة وعلى متنه ثلاثة ركّاب: القرصان
سمي، والقرصان الأقرع وسيرتهما لي النّمرة، بنت القائد الأكبر للهنود الحمر.
وبعد أن قيّدا يديها، أجلساها على صخرة وسط الماء، هي نفس
الصخرة التي كان الأطفال يختبئون خلفها، يجب إنقاذها! وشوش بيتر بان في أذن ويندي،
البحر آخذ في الصعود وقد تموت غرقا! ودون
تباطؤ، قلّد بيتر صوت القبطان كروشيه: هاتوا قارباً !، أطلقوا سراح الفتاة! أطلق
القُرصانان سراح الفتاة، دقائق بعد ذلك، التحق بهما القائد كروشيه ومعه ما تبقى من
القراصنة صرخ قائد القراصنة: ماذا فعلتم بالفتاة؟ لكن، أيها القائد، أنت الذي
أمرتنا بإطلاق سراحها، وفي نفس اللحظة سمع القراصنة ضحكات بيتر بان المتهكمة:
انطلت عليكم حيلتي أليس كذلك؟ ثارت ثائرة قائد القراصنة، فصرخ فيهم: أقبضوا عليه،
هاتوا به، حيّا أو ميّتاً!
وما حدث بعد ذلك، كان معركة فظيعة، اختلطت فيها الوجوه،
وتشابكت الأيدي وارتفعت الخناجر فوق الرؤوس تعالت الأصوات بالصّراخ والوجع والأنين
من شدة الألم الذي تحدثه الطعنات في الأجساد.
كنت ترى الوجوه تغيب تحت الماء تارة وتطفو على سطحه تارة
أخرى. وسرعان ما قضى الأطفال الضائعون على كل القراصنة، وحده القبطان كروشيه، تمكن
من التثبت بصخرة وسط الماء، ودون أن ينتبه بيتر بان إلى ما حدث، صعد الصخرة
الثانية المقابلة، فوجد نفسه وجها لوجه مع قائد القراصنة، وحتى تكون المواجهة
بينهما عادلة، مدّ بيتر بان يده إلى القرصان ليساعده على الصعود إلى الصخرة، لكن
القرصان النذل اغتنم الفرصة وعضه بوحشيّة، و ثائراً على فعلة القرصان الشنيعة، دفع
بيتر خصمه إلى الماء، وهذا جلب تمساحاً ضخماً لحق بالقرصان في محاولة لاصطياده،
ومن شدّة الرعب، استنفر القبطان كروشيه كل قواه وسبح مسرعاً في اتجاه سفينته، في
هذه الأثناء، كان الأطفال ولي النمرة بنت قائد الهنود الحمر قد وصلوا إلى الضفة
على متن قارب ذي مجداف.
وحدها ويندي، بقيت قرب الصخرة تنتظر بيتر ويندي، صاح بيتر
البحر يهيج، وأنا جريح، أما أنت فعليك بالانصراف، وفي اللحظة التي نطق فيها بهذه
الكلمات، حلق فوق رأسه أيل مخائيل الطائر، تمسكي به يا ويندي! صاح بيتر ودفعها
حاثا إّياها على التشبث بالأيل الطائر، وبينما هي تغيب في الفضاء باكية، أغلق بيتر
بان عينيه، قال في داخله: سأموت، ولحسن حظه، لمحه طائر آلا مكان، صديقه القديم،
فأهداه عشه الضخم، جلست بيتر بان وسطه وسرعان ما حمله إلى بر الأمان.
وبما أن بيتر بان أنقذ حياة لي النّمرة، بنت القائد
الهندي، فقد أصبح صديقا للهنود الحمر، الذين أقاموا لهم مقرات فوق سطح البيت تحت
أرضي لحراسته ليل نهار. وذات مساء، وقبل الذهاب إلى النوم، طلب الأطفال التّائهون
من ويندي أن تحكي لهم حكايتهم المفضلة، حكاية زوج وزوجة لديهما ثلاثة أطفال هكذا
بدأت ويندي الحكاية، وواصلت: وذات يوم، طار الأطفال في اتجاه بلاد رائعة، أصاب
آلام حزن شديد لغيابهم، وأملا في عودتهم، كانت تترك نوافذ غرفتهم مفتوحة بكى
ميخائيل الصّغير تأثراً، وسُرعان ما تبعه باقي الأطفال وشرعوا في البكاء: تريد
العودة إلى أنا! أما بيتر فهز كتفيه، كل هذا ليس إلا خزعبلات! قال لهم بيتر بان،
وأنا على يقين تام أن أمي قد نسيتني من زمان! واعلموا، في كل الأحوال، أنكم إذا ما
رحلتم، فستكبرون، وبهذا ستضعون نهاية للهزل والألعاب الطفوليّة! لكن والأطفال
يتأهبون للرحيل، سمعوا أصواتا رهيبة. إنه
القبطان كروشيه و معه عصابة من القراصنة هاجموا بغتة محاربين من الهنود الحمر
الذين لم يجدوا ولو النّزر القليل من الوقت للدّفاع عن أنفسهم، الهجوم المفاجئ
أحدث خسائر فادحة في صفوفهم تلا ضجيج المعركة صمت ثقيل، بينما الأطفال، تحت الأرض،
يحرسهم الحرس، ولكي يتمكن القرصان كروشيه من إلقاء القبض على الأطفال دون عناء،
فكر في حيلة، أمر أحد رجاله بإسماع الأطفال صوت آلطّام طام، هكذا يفعل الهنود
الحمر المحاربون كلّما انتصروا في معركة من المعارك، انطلت حيلة القائد كروشيه على
الأطفال : فبمجرّد ما أن سمعوا رنّات آلطّام طام حتى اطمأنوا وخرجوا يحملون في
أيديهم صور أمتعتهم ظنّا منهم أنّ الهنود الحمر هم الذين كسبوا المعركة.
وما أن ظهروا على السّطح حتى فوجئوا بالقراصنة في
انتظارهم كانوا يلقون عليهم القبض بقسوة ويمرّرونهم من يد إلى يد كما لو كانوا
بضاعة بخسة، وكان ينتهي بهم المطاف أمام قدمي القرصان كروشيه الذي يتأمّلهم بشماتة
وهو يلين شعرات شاربه الكث بكثير من الارتياح، أمّا ويندي فخصّها القرصان كروشيه
بمعاملة خاصّة، فعندما أطلت برأسها من جذع الشجرة الضخمة، تقدم القرصان كروشيه
لاستقبالها، رافعاً قبّعته، ومنحنياً أمامها، دون استهزاء: انستي، هل تتفضّلين
بمرافقتي؟ وبعد أن قادها إلى حيث يقبع الأطفال مقيدين أمر رجاله بحملهم إلى سفينته
صاح القرصان كروشيه: أنا وأنت وجها لوجه يا بيتر بان.
دخل القرصان كروشيه جذع الشجرة، لهيب شمعة كان ينير البيت
تحت أرضي، كان بيتر لا يزال نائماً، و يشعر بما يتحدث حوله، ولا بما آل إليه مصير
أصدقائه، لمح القرصان كروشيه كأس ماء جوار سرير بيتر بان، قصب فيه سما قاتلاً، ثم
عاد خارجاً، لحسن حظ بيتر بان أن الجنيّة تين طام شاهدت كل شيء، فأيقظت بیتر بان و
حكت له كل شيء من البداية و إلى النهاية، وهو ينصت إلى حكيها، رفع الطفل وبشكل الي
الكأس يريد أن يشرب، لكن وعقلها يكاد يطير منها وفي رمشة عين، امتدّت يدها وخطفت
من بين أصابعه الكأس وشربت عوضه السّائل القاتل دفعة واحدة صاح بيتر: لم فعلت ذلك
؟ ردّت تین طام بصوت ضعيف الماء كان مسموماً.
سرى السُّم بسرعة في جسد تين طام، التي بدأت تفقد وعيها
وقوّتها، وأمام المشهد الحزين، أخذ بيتر يبكي خاطبته تين طام قائلة: لا تبكي، أنا
جنية، ولدي قدرات سحريّة خارقة، ثم سرعان ما استعادت حيويتها وقوتها تنها ورفرفت
بجناحيها مبتسمة لبيتر بان وهكذا أسرع بيتر بان إلى السفينة، كان الأطفال يجلسون
مقيدين في صفّ طويل على ظهر السفينة، أمّا ويندي فكانت مقيدة إلى الساري، بغتة
أصاخ القرصان كروشيه سمعة، تيك تاك، تيك تاك اصفر وجهه غباً.
التمساح! غمغم وهو يسرع ليختبئ خلف رجاله الذين أداروا
رؤوسهم إلى الجهة المقابلة كي لا يروا الحيوان ظناً منهم أنه فعلاً التمساح، التفت
الأطفال إلى حيث يقف حارسهم، فماذا رأوا؟ ….. من الذي كان يضع السّلم بدل التمساح؟
إنه بيتر بان الذي كان يقلد تيك تاك التمساح، وما إن صعد إلى ظهر السفينة، حتى غاب
في قعر السفينة، في حين لم يعد يسمع القرصان كروشيه تكتكات التمساح، أمر رجاله
برمي الأطفال إلى البحر لكن، وفي نفس اللحظة، تناهی” إلى مسمعه صراخ مهول قادم من
أسفل السفينة، لم يكن سوى بيتر بان الذي كان يحاول تمويه القرصان كروشيه، هذا
الأخير وحتى يبعد عنه لعنة القدر، أمر رجاله برمي الأطفال في قعر السفينة، وهناك
في الأسفل أمر بيتر بان الأطفال بأن يجمعوا كل ما يجدونه من أسلحة و يقفون مستعدين
للتدخل ثم تسلّل في حذر لإطلاق سراح ويندي.
ومستغلاً فرصة الفوضى الشّاملة التي عمّت ظهر السّفينة،
حرّر بيتر بان ويندي وأخذ مكانها قرب السّاري، لم يكن أمام الفتاة سوى وقت قصير
جدا للاختباء، ودوّى صوت القرصان كروشيه آلأجشُ امرا رجاله: تخلصوا من الفتاة! و
لحظة أرادوا الإجهاز على ويندي، برز لهم بيتر بان الذي هدّدهم بإشهار سيفه، فوجئ
القراصنة بخفّة ومهارة بيتر بان في المبارزة، و بضربة أو ضربتين أو ثلاث ضربات من
سيفه، كان يهزم خصومه، وما لبثت المعركة أن اقتصرت على اثنين فقط بيتر و كروشيه،
كلاهما يشتهران بين المحاربين بالشّدّة و البأس و المهارة في المبارزة، و لكن
بغتة، و أمام خفّة و رشاقة بيتر بان، اعتمد كروشيه على يده المخطاف كي يصيب بيتر
الذي كان يُراوغ متجنباً ضاته، و تمكن بيتر في خضم المواجهة، من إصابة القرصان
كروشيه بضربة من سيفه في جنبه، أرغمته على أن يسقط سلاحه.
ودعا بيتر خضمه إلى أن يستعيد سلاحه، لكن القرصان كروشيه
كان متعبا جدا، ولم يعد يعتقد في إمكانية الانتصار على بيتر. وهكذا هرع بغتة إلى
مخزن البارود لكي يفجره، سمع بيتر القرصان كروشيه يصيح: بعد دقيقتين لن يبقى شيء
من هذه السفينة! بيتر بان، استعد للموت! فاستجاب لنداء التّضحية والشجاعة، وأسرع
إلى مخزن البارود وحمل الكرة التي كانت على وشك الانفجار ورمی بها إلى البحر ثم،
مهدّدا القرصان كروشيه بخنجره، أخذ يتقدم منه بخطوات ثابتة، أمّا القرصان كوشيه،
فقد كان يقف محاصراً بين خصمه بيتر والأطفال المحاربين ولم يجد منفذاً للهرب سوى
بإلقاء نفسه إلى البحر ليكون طعاماً سائغاً للتّمساح الضخم الذي كان في انتظاره
فاتحاً فمه.
وككُلّ المساءات، وفي نفس السّاعة، جلست السّيّدة دیزلينغْ
في قاعة الشّاي تعزف على البيانو، وفي نفس اللحظة، ويندي، دُجون ومیخائِيل، كانوا
يحطّون بهدوء على أرضية غرفتهم، ينصتون إلى المعزوفة الموسيقيّة، تألق وجها
الطّفلين الصغيرين: أوقفتهم ويندي: إنها ماما! لنذهب وتفاجئها بعودتنا! لا، وشوشت
لهم، عندي فكرة أفضل! وعندما دخلت السّيّدة ديزلينغْ غرفة الأطفال متأخرةً قليلاً،
لم تصدق عينيها: الأسرة الثلاثة تشغلها أجساد ثلاثة، ويبدو أن أطفالها غارقون في
نوم عميق غمغمت والدموع تسيل على خديها من فرط السّعادة، هل أنا أحلم؟ صاحت ويندي
و ارتمت في أحضانها، وتبعها الطفلان يُعانقان أمّهما: لأ يا أمي، أنت لاتحلمين
وأمام هذا المشهد الرائع، لم يتمكن السّیّد دیزلينغ الذي
كان قد دخل للتّو صحبة نانا من كبح جماح عواطفه الجيّاشة، ولا أحد منهما لاحظ ذلك
الطفل الصغير الواقف على حافة النّافذة وحوله هالة من ضوء وهاج غريب قال بيتر بان متأوها:
آن وقت الرحيل، تین تام.
إقرأ أيضا: