قصة عن أهمية العدل رائعة وجديدة جميلة جداً ومسلية
للأطفال، قصة جرس العدالة، كما تجدون العديد من القصص المسلية والمفيدة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة جرس العدالة
كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك إمبراطوراً
رومانياً نبيلاً كان محباً كبيراً لشعبه، ولكنه للأسف الشديد، فقد بصره، فأصابه
ذلك بقلق شديد، كيف عساي أساعد شعبي الآن؟ تساءل الإمبراطور في قرارة نفسه والقلق
ينهش قلبه، ولكن كان للإمبراطور وزير فطن، ولما أسر له ذات يوم بهمه، أجابه
مطمئنا، لا عليك يا صاحب الجلالة، ما زال باستطاعتك أن تقيم العدل بين أبناء شعبك.
هل هذا ممكن حقا؟ سأله الإمبراطور مدهشة.
طمأنه الوزير الذكي وعرض عليه خطة راودته، وهي تعليق جرس
ضخم وسط السوق.
وبناء عليه، علق الجرس وربط به حبل طويل، ودعي بجرس
العدالة، ثم وضع الإمبراطور قانونا ينص على أن يشد الحبل ويقرع الجرس كل شخص يطالب
بالعدالة وإحقاق الحق، فيكون له ذلك، وكان يحضر إلى الساحة في كل مرة يقرع فيها
الجرس قاض للاستماع إلى الشكوى، وبهذه الطريقة كان الإمبراطور يضمن إحقاق العدل
لشعبه، وصدف أن كانت أفعى تقيم داخل قنطرة الخشب حيث كان الجرس الضخم معلقة، وكانت
تعيش في المكان منذ زمن بعيد مع صغارها، وذات يوم، ولما كانت صغار الأفعى قد كبرت
قليلا، اصطحبتهم الأم في نزهة لاستنشاق الهواء العليل، تلك كانت المرة الأولى التي
يخرج فيها الصغار في نزهة وكانت سعادتهم لا توصف، وفيما كانت الأفاعي خارجة، أتى
علجوم كبير إلى بيت الأفعى، فاستحسن المكان وطاب له المقام فيه، إنه خير مكان
للعيش فيه، تمتم العلجوم قائلا، قبل أن يقفز إلى الداخل.
لما عادت الأفعى مع صغارها إلى البيت، تفاجأت بوجود
العلجوم هناك، طلبت منه الرحيل عن بيتها، بيد أنه أبى أن يتزحزح قيد شعرة من
مكانه، وكان العلجوم ضخمة جدا، ولذلك لم تشأ الأفعى أن تدخل في عراك معه، خشية على
صغارها منه، فزحفت إلى الجرس الكبير، ولفت ذيلها حول الحبل وقرعت الجرس بقوة، سمع
القاضي صوت الجرس، فهب إلى ساحة السوق حيث كان الجرس معلقا، وقف القاضي قبالة
الجرس وأجال نظره من حوله، لكنه لم يبصر أحدة في الجوار. فراح يفكر في نفسه ويقول:
لا بد أنها الرياح ثم امتطى حصانه ليقفل عائدا إلى القصر،
لكن الأفعى لما رأت القاضي يهم بالانصراف، عادت لتشد الحبل من جديد، ولكن هذه
المرة بكل ما أوتيت من قوة، فإذا بالجرس يدوي، انتابت القاضي دهشة بالغة، لأنه كان
واقفا قبالة الجرس بالضبط، ومع ذلك، لم ير أثر لقارعه، وعندئذ قرر البحث عن كثب،
وإذا به يبصر الأفعى.
أخذ سلما وتسلق أعلى القنطرة، فرمق العلجوم داخل بيت الأفعى،
وسرعان ما فطن لأسباب الخلاف، ثم عاد إلى الملك ليطلعه على الأمر،
فقال له الإمبراطور: إن العلجوم هو المخطئ لا ريب، عد إلى
هناك وأخرجه من المنزل، ثم اقتله وأعد للأفعى بيتها، طلب القاضي من بضعة رجال
تنفيذ أمر الملك، فقضي الأمر واستعادت الأفعى منزلها.
وبعد انقضاء أيام قليلة على ذلك، وفيما كان الملك مستلقيا
ذات مرة في سريره، دخلت عليه الأفعى وتسللت إلى سريره، هب الخدم ليقتلوها أو يلقوا
بها خارجة، لكن الملك نهاهم عن ذلك وطمأنهم قائلا:
لن تقوم بأذيتي، لأنني كنت منصفا بحقها.
إداك، اندست الأفعى ببطء في السرير، ثم وضعت حجرة كريمة
كانت تحمله في فمها على عيني الإمبراطور، وما كاد الحجر الكريم يلامس جفني الملك
حتى استعاد هذا الأخير بصره، ولكن قبل أن يتمكن من فتح فمه ليقول شيئا لها، كانت
الأفعى قد غادرت الغرفة ولم ير أحد أثرا لها منذ ذلك الحين.
إقرأ أيضا :