قصص القرآن الكريم، قصة أصحاب الفيل ممتعة للأطفال الصغار
وللكبار يقدمها لكم موقع ركني ركن المعرفة، كما يقدم لكم الموقع المزيد من القصص الاسلامية الرائعة تجدونها في قسم قصص إسلامية.
قصة أصحاب الفيل:
كان العرب في اليمن يقومون بالحج إلى بيت الله الحرام
الذي بناهُ سيدنا إبراهيم وإسماعيل، وكانت اليمن في فترة من الفترات تقع تحت حُكم
النجاشي ملك الحبشة، وعين النجاشي شخص نصراني يُسمى أبرهة واليا على اليمن.
وفي يوم من الأيام قام أبرهة بالشروع في بناء كنيسة ضخمة
حتى تمَ بنائها على أكمل وجهِ، وذلك لأنهُ يُريد أن يجعل تلك الكنيسة مكان يقصدهُ
العرب للحج بدل من بيت الله الحرام، وذلك إرضاءً منهُ للملك النجاشي، حيثُ كتب
أبرهة لهُ أيها الملك العظيم قد قُمت ببناء كنيسة ضخمة لكَ، سوف اجعل حُجاج العرب
جميعًا يذهبون إليها.
وأرسل أبرهة للعرب رسول يأمرهم بالحج إلى تلك الكنيسة
الجديدة، وكان رد فعل العرب على أبرهة وأعمالهُ قويا للغاية، فقد رفضوا تمامًا
تغيير وجهة الحج الخاص بهم، وأخذتهم العزة والكرامة، فهم من نسل إبراهيم وإسماعيل
بُناة الكعبة، كيف يتركونها ويتجهون إلى تلك الكنيسة التي بناها شخص نصراني فقام
بعض الأشخاص من العرب بالذهاب للكنيسة وأحدث تحقيرًا لها، كما قام بنو كنانة وهم
مجموعة من العرب، بقتل رسول أبرهة.
غضب أبرهة أشّد الغضب من رد فعل العرب، وعزم أن يهدم لهم
الكعبة، وقام بتجهيز الجيش لذلك، وجاء في مُقدمة الجيش فيل ضخم جدًا ومشهور عندهم،
وكانوا يُسمونهُ محمود، ولما عرفوا العرب ما يُجهز له أبرهة، عزموا على قتالهُ
والدفاع عن الكعبة، وبالفعل كان أول شخص يخرج للقاء أبرهة من كبار أشراف اليمن
يُسمى ذو نفر، فقام ذلك الشخص بدعوة قومه لقتال أبرهة، واستجابوا لهُ جميعًا
وخرجوا معهُ، وللآسف عند الالتحام مع جيش أبرهة انهزم ذو نفر وجيشهُ، ووقع أسير في
يد جيش أبرهة.
وواصل العرب مقاومتهم لأبرهة، حيثُ خرج شخص أخر منهم
يُسمى نفيل بن حبيب الخثعمي وقام بمحاربة أبرهة، ولكن هُزم هو الأخر، وتم القبض
عليه كأسير، ثم استخدمه أبرهة كدليل لجيشهُ، وواصل الجيش السير حتى وصل إلى
الطائف، وفي ذلك الوقت خرج رجال من ثقيف وتحدثوا إلى أبرهة، فاخبروه أن الكعبة تقع
في مكة، وذلك خوفًا منهُ أن يقوم بهدم بيت اللات الموجود بالطائف، ولم يكتفوا أهل
الطائف بذلك بل قاموا بإرسال رجل منهم مع جيش أبرهة ليكون دليل لهم حتى الكعبة،
ولكن قد تُوفى ذلك الرجل في الطريق.
وظل أبرهة سائر بالجيش حتى وصل إلى منطقة يُطلق عليها
المغمس، وهى تقع بين كل من مكة والطائف، ثم قام أبرهة بإرسال مجموعة من أفراد
الجيش يجمعون لهُ أموال قريش وسائر القبائل التي تقع حولها، وهذا ما فعلهُ الجنود،
حيثُ ظلوا يجمعوا كل ما يجدونه في الطريق، وكان من بين ذلك مائتي بعير تخص عبد
المطلب بن هاشم سيد مكة حينها، وعزمت قبائل العرب على قتال أبرهة، ولكنهم تراجعوا
عن ذلك بعد ما وصل لهم من أخبار عن حجم جيش أبرهة وقوته، فعلموا أنهم لا يستطيعون
مواجهتهُ.
بعد ذلك قام أبرهة بإرسال رسول إلى عبد المطلب، يقول لهُ
بها إنه جاء فقط لهدم الكعبة وليس من أجل القتال، فإذا لم يتعرض لهُ أهل مكة سوف
يقوم بهدمها ويذهب دون حاجة إلى سفك الدماء، فرد عبد المطلب على هذهِ الرسالة
بأنهم لن يدخلوا في حرب مع أبرهة وأنهم ليس لهم طاقة لذلك، وأن الكعبة بيت الله
وبيت خليل الله إبراهيم عليه السلام، لذلك فإن الله سوف يقوم بحمايتها.
ثم بعد ذلك ذهب عبد المطلب مع الرسول إلى مكان أبرهة، وجلس
كل من أبرهة وعبد المطلب، ثم تحدث ولكن بواسطة شخص يُترجم الكلام، وكان الحديث كما
يلي:
قال أبرهة: ماذا جاء بكَ إلى هُنا؟
رد عبد المطلب: أُريد أن ترد إلى مائتي بعير قد أخذها
جنودك مني.
قال أبرهة: أنتَ أتيت لتُحدثني عن البعير، ولا تتحدث عن
الكعبة التي جئت لكي أهدمها، وهو دينك ودين ﺁﺑﺎﺋﻚ وأجدادك؟
رد عبد المطلب: أنا أسأل عن البعير لأني ربها، أم البيت
فلهُ ربهُ وهو رب العالمين وسوف يقوم بحمايتهُ. قال أبرهة: ما كان ليمتنع مني، أي
أن لا يستطيع ربكَ أن يمنعني.
رد عبد المطلب: أنتَ وذاك، وبعد ذلك قام أبرهة برد البعير
إلى عبد المطلب، الذي أخذها وعاد إلى قومه وأخبرهم بكل الحديث الذي دار بينهُ وبين
أبرهة.
وبعد ذلك طلب عبد المطلب من أهل مكة أن يخرجوا منها،
ويذهبون إلى الجبال المحيطة حتى يتقوا شر أبرهة وجيشه، وبعد ذلك توجه عبد المطلب
وبعض الرجال من قريش إلى الكعبة، ووقفوا عند بابها وظلوا يدعون الله عزوجل أن يقوم
بحمياتها وينصرهم على طغيان أبرهة، وبعدها انطلق هو الآخر إلى الجبل مثل باقي
القوم.
وبعد ذلك قام أبرهة بتوجيه الأمر للجيش والفيل أن يقوموا
بالدخول إلى مكة، ولكن الفيل بركَ في مكانه ولم يتحرك، فقاموا بضربهِ بكل شدة
وعنف، ولكنهُ لم يتحرك من مكانه، فقاموا بتغيير وجهته لليمن فقام ومشى معهم بكل سرعة،
ثُم وجهوه إلى الشام فتحرك، وهكذا الأمر ناحية الشرق، بينما عادوا يوجهوه مرة أخرى
ناحية مكة فبرك في مكانه.
وفي تلك اللحظة جاء انتقام الله عزوجل من أبرهة وجيشه،
حيثُ أرسل عليهم أفواج من الطيور مُحمله بالحجارة، فالطائر الواحد منهم يحمل ثلاثة
أحجار، واحد في منقاره، والاثنين الباقيين في رجليهِ، وهذه الأحجار كانت صغيرة
الحجم للغاية، ولكنها مثل السهم القاتل، لا تسقط على أحد من جيش أبرهة إلإ
وأهلكتهُ وأصبح جسمهُ يتقطع إلى اجزاء صغيرة، هاج جيش أبرهة من هول ما حدث لهُ،
وبدأ يهرول ويجري هُنا وهُناك، وكان معهم نفيل بن حبيب الذي كان يرشدهم في الطريق
عندما كانوا قادمون، فبدأوا يبحثون عنهُ حتى يدلهم على طريق اليمن، ولكنهُ رفض
وكانت عينهِ تلمع من شدة الفرح، وقلبهُ يكاد أن ينشق من السعادة عندما رأى انتقام
الله من هؤلاء الكفار، وقال حينها أين
المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب.
وسقط حجر على أبرهة فأصابهُ في جسدهِ إصابة شديدة جدًا،
فأخذهُ الجنود وخرجوا بهِ متجهين إلي اليمن، وفي الطريق كان جسدهُ يتساقط قطعًا
صغيرة واحدة تلو الأخرى، وهكذا الأمر حتى وصلوا إلى صنعاء والتي تُوفى بها أبرهة،
ويقول البعض أن صدر أبرهة قد انشق عن قلبه.
وعاد أهل مكة من الجبال فرحين، يهللون ويكبرون لنصر الله
عزوجل وحماية بيت الله الحرام، مسرورين من ذلك الانتقام من أبرهة وجيشهُ.
إقرأ أيضا :