قصص رائعة وجميلة تجدونها يوميا على موقع ركني : ركنالمعرفة، قصص وحكايات للأطفال الصغار، قصة اليوم هي قصة مسلية جدا بعنوان الصداقة،
تجدون أيضا قصص تروية للأطفال، قصص مضحكة، قصص الحيوانات.
قصة عن الصداقة، قصص وحكايات مسلية.
كان ياما كان، كان يعيش في إحدى غابات إفريقيا أسد قوي،
مع زوجته وأولاده الأشبال، والأسد ملك الغابة، إذا شعر بالجوع خافتة جميع
الحيوانات، وابتعدت عن طريقه، إلاّ أن اللبوة تقوم في أكثر الأحيان بمهمّة الصيد،
وتنتظر الأسد ليتناول نصيبه من القرية أولا، ثم تقوم وأشبالها بتناول ما فضل عنه، يمشي
الأسد في الغابة شامخ الرأس، مغتر بقوته، زائراً بأعلى صوته، متحديا الجميع، وكأنه
يقول: أنا سيد الغابة، من هو أقوى مني؟ الويل لمن يتحداني، أنا بانتظاره لكي أصرعه
بضربة واحدة.
خرج الأسد ذات يوم يتجول في أرجاء الغابة، فصادف قطا بريا
يطارد فأرا صغيرا، وفجأة وقع الفأر المسكين بين أقدام الأسد، وبدون قصد داس الأسد
على ذنب الفأر، فذعر وتسارعت دقات قلبه ظنا منه أن القط استطاع أن يمسك به، وصرخ
من الألم.
سمع الاسد الصرخة،
فجمد في مكانه، دون أن يرفع قدمه عن ذنب الفار، أما القط البريّ فتوقف يراقب
المشهد، ينقل نظره بين الأسد والفأر، ورفع
الفأر رأسه فشاهد الأسد، فاطمأن قلبه، لأنّ الأسد لا يفترس الفئران، ثم صرخ الفأر
بكل قوته:
يا ملك الغابة، أيها الاسد العظيم، التفت الأسد يمينا
وشمالا، ثم إلى الوراء، فلم يجد أحد.
أدرك الفأر أنّ الأسد يفتش عنه، وشرع يضرب يد الأسد بكل قوته
يريد أن يبعدها عن ذنبه.
انتبه الأسد
وحدّق بالفأر ثم ضحك ساخراً:
ما الذي تفعله أيها الفأر؟ وكيف تجرؤ أن تدنو مني؟
قال الفأر: لم أفعل شيئا يا سيدي، لكنّ يدك هي التي تضغط
على ذنبي بقوة ، ضحك الأسد ثانية، ورفع يده عاليا، فتحرّر ذنب الفأر، ثم طلب من
الفأر أن ينصرف سريعا لئلا تسحقه أقدام الحيوانات الكبيرة دون قصد، إلا أنّ الفأر
تسمّر في مكانه دون حراك، دهش الأسد وتساءل عن سبب رفض الفأر الصغير طاعة أوامره.
أجاب الفأر وهو يلتفت يميناً وشمالاً:
يا سيدي الأسد، أنظر إلى ذلك القط البري الذي كان يطاردني
من الصباح ويريد افتراسي،
التفت الأسد غاضباً، وأشار إلى القط البري إشارة سريعة
بيده، فحضر القط وأقسم له أنه سيترك الفار وشأنه، ثم انصرف الهر مسرعاً.
قام الفأر ليشكر الأسد قائلا: أشكرك أيها الأسد العظيم،
لقد أنقذت حياتي، أعاهدك على رد الجميل، وسوف أكون لك صديقا مخلصا.
ضحك الأسد طويلا ثم قال للفأر : ماذا؟ فار صغير يخيفه قط
بري، يريد أن يصادق أسداً مثلي، ويرد له المعروف!
قال الفار: لا
تسخر من قوتي ومقدرتي یا ملك الغابة، انتظر وسوف ترا، استدار الأسد، وتابع سيره في
الغابة، أما الفأر فوقف يتأمل الأسد وغروره، حتى غاب عن ناظريه.
وفي يوم من الأيام، دوى في الغابة زئير الأسد وزمجرته،
فردّدت الغابة صداه، فهرعت حيوانات الغابة نحو مصدر الصوت، لتجد الأسد معلقة على
غصن أحد الأشجار، مسجونا في قفص من حبال متينة، يتأرجح في الهواء.
حاولت جميع الحيوانات الكبيرة تحرير ملكها من تلك الشبكة،
فلم تنجح محاولاتها، فسمع الفأر زئير الأسد، ثم أسرع إلى مصدر الصّوت يجري متنقلاً
بين أقدام الحيوانات الضخمة دون خوف، وعلم بفشلها في تحرير ملك الغابة من الأسر،
الذي استسلم للأمر الواقع ولم تبدر منه أية حركة، قطع الفأر السكون الحزين وصرخ
بأعلى صوته:
سأنقدك يا صديقي الأسد، التفت الجميع إلى الفأر متعجبين
من جرأته.
فصاح الفار: نعم، سأنقذ ملك الغابة، لا تسخروا من ضعفي
وصغر حجمي أمهلوني بضع دقائق وسوف ترون قوّتي.
انطلق الفأر وتسلق الشجرة بسرعة، وبدأ يقطع بأسنانه
الحادة حبال الشّبكة حبلاً حبلا، حتى استطاع تقطيع الحبال وتحرير الأسد بسهولة من
الشبكة، فصرخت الحيوانات محتفلة بنجاة ملكها من الاسر،
قال الأسد: شكرا لك يا صديقي لقد وفيت بوعدك فأنقذت حياتي
لن أستهين بعد اليوم بكائن أصغر مني، أجاب الفأر: أنت يا ملك الغابة سبق وأنقذت
حياتي.
قال الأسد: حقاً، نحن في هذه الحياة بحاجة كبيرة لبعضنا
البعض، حتى نعيش بأمان وسعادة.
إقرأ أيضا :