قصة قصيرة عن الحذر والذكاء للأطفال الصغار قبل النوم،
قصة البلبل الذكي، قصص الحيوانات يقدمها لكم موقع ركني : ركن المعرفة، كما تجدون
أيضا مجموعة من القصص المختارة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة البلبل الذكي
انتهى فصل الشتاء ورحل، وأخذ معه الرياح والأمطار والرعد،
وجاء فصل الربيع بوجهه الضاحك، فضحكت الدنيا لإطلالته، الأشجار تفتحت براعمها
زهوراً جميلة، والمروج لبست ثوبا أخضر رائع الجمال ، والفراشات حركها عبق الزهور،
فراحت تنتقل بينها بالآلاف ، أما الطيور فراحت تحوم مغردة أجمل الألحان ، بينما
كانت الخراف تصيح حول أمهاتها في المراعي، أما الأطفال فكانوا يلعبون في الساحات
فرحين مسرورين .
خرج بلبل صغير وجميل من عشه، وقف على غصن شجرة قريبة، نفض
جناحيه كمن يطرد عنهما البرد، ووقف يتدفأ بأشعة الشمس الذهبية ويمتع ناظريه بجمال
الربيع حوله في كل مكان، فرح البليل الصغير بالربيع والزهور والأطفال، فانطلق يغني
لهم أجمل الألحان، سمع فأر صغير غناءه، فخرج من جحره ليسمع المزيد، ولكن قطاً
خبيثاً كان يترصده ، فانقض عليه ليأكله، وبسرعة عجيبة عاد الفأر لجحره، وأنقذ نفسه
بأعجوبة .
تحسر القط لفشله فراح يدور حول الجحر، ولما سمع غناء
البلبل، ورآه على غصن الشجرة سار إليه، وهو يفكر بحيلة لاقتناصه وأكله، خاطب القط
البليل وقال : لمن تغني أيها البلبل الجميل هذه الألحان العذبة؟
رد البلبل : ألا ترى هذا الجمال حولك أيها القط ؟ إنني
أغني له، للربيع والأطفال والزهور.
قال القط : الحق معك أيها البلبل الجميل، فكم هو جميل لعب
الأطفال، هيا تعال لتلعب معهم.
في هذه اللحظة مد الفأر رأسه من جحره وصاح : لا تأمنه أيها
البلبل، إنه سيأكلك لو نزلت.
قال الفأر هذا ثم غاب في الجحر خوفاً من القط .
صدق البلبل كلام الفأر، فليس من الحكمة أن تلعب العصافير
مع القطط ، لذا قال البلبل : لا أيها القط ، أنا لن ألعب معك .
قال القط بلهجة متملقة : هل صدقت الفأر يا عزيزي البلبل،
إنه يكذب، فأنا أحبك فلا تخف، هيا تعال ولك مني الأمان.
رد البلبل : كيف أصدق قولك أيها القط ، وأنت تسرق الخبز
من الأطفال الذين يلعبون معك، لقد رأيتك مرات كثيرة تفعل ذلك، غضب القط وصاح: سأريك أيها البلبل العنيد، ثم تسلق الشجرة يريد
الوصول إليه.
فكر البلبل وصمم بسرعة : لن أهرب ، ولن أترك شجرتي
الجميلة لأعدائي، سأقاوم وسنري من سينتصر ولما اقترب القط من البلبل وقفز إليه،
طار البلبل إلى غصن آخر، ولما قفز إليه مرة ثانية طار إلى غصن أخر: وهكذا كلما كان
القط ينقض عليه، كان البلبل يطير إلى غصن آخر، ولكن كان في كل مرة يطير إلى غصن
أصغر وأرفع وأعلى، وفي المرة الأخيرة ، حط البلبل على غصن صغير رفيع، فلما انقض
القط عليه ، طار البلبل ووقع القط على مكانه، ولأن الغصن كان صغيرا ورفيعاً ،
انكسر تحت ثقل القط وسقط من هناك على الأرض وصاح باكياً : لقد انكسرت رجلي، ضحك البلبل
فوق الشجرة وقال : هذا جزاء المعتدي، ثم راح يغني من جديد للأطفال و الربيع
والزهور.
إقرأ أيضا