قصص قصيرة مكتوبة للأطفال عن الصحابة رضي الله عنهم.
قصة فداء سيدنا علي بن أبي طالب لرسول الله:
علي بن أبي طالب ابن عم النبي صل الله عليه
سلم، وأول من آمن به من الصبيان وكان أيضا زوج ابنة النبي صل الله عليه وسلم حيث
تزوج من فاطمة الزهراء أصغر بنات النبي صل الله عليه وسلم وهو من العشرة المبشرين
في الجنة، وكان علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وتولى الخلافة بعد استشهاد
عثمان بن عفان رضى الله عنه.
كان علي بن أبي طلب يكنى بأبو الحسن نسبة لأكبر
أولاده الحسن، وكان النبي صل الله عليه وسلم قد كناه بأبي تراب، وعلي بن أبي طالب أصغر
أبناء أبي طالب عم النبي صل الله عليه سلم وزوجته فاطمة بنت أسد، فقد ولد علي بن
أبي طالب عام 599 م، وبعد ولادته أخذه النبي صل الله عليه وسلم ليخفف عن عمه لأنه
كان لديه الكثير من الأولاد، فتربي علي تحت كنف النبي الكريم وشهد الكثير من أحداث
حياة النبي صل الله عليه وسلم.
ولما أسلم رغم حداثة سنه شارك في الدعوة بأن
كان يقف بالقرب من الكعبة، وكلما أحس أن هناك من يريد الدخول للإسلام دله على دار
الأرقم التي مكث فيها النبي صل الله عليه وسلم، فكان يدعو للإسلام والمسلمين.
وفي يوما ما اجتمع كفار قريش في دار الندوة لكي
يجدوا حلا ينهون به قوة الإسلام الذي انتشر بقوة وسرعة، فقرر الكفار فعل واحد من
ثلاث قرارات أولها قتل النبي صل الله عليه وسلم، وثاني قرار أن يحبسوا النبي في
سجن بعيد عن جميع الناس، ثالث قرار أن يقوموا بنفي النبي صل الله عليه وسلم خارج
الحجاز كلها.
وبعد نقاش طويل اتفق الجميع على قتل النبي محمد
صل الله عليه وسلم فاختاروا من كل قبيلة رجلا يشارك في القتل، لكي يضيع دم النبي
صل الله عليه وسلم بين جميع القبائل فلا يحارب بنو هاشم أيا من القبائل ويرضخوا
ويرضوا بتقبل الدية التي قرر كفار قريش أن يدفعوها دون تردد أو تأخير.
ولما اجتمع أربعون رجلا من جميع القبائل حاصروا
بيت النبي صل الله عليه وسلم في المساء وتسلقوا الجدران وانتظروا الوقت المناسب
للانقضاض على رسول لله، فنزل جبريل عليه السلام يحذر النبي ويبلغه بأمر الله
بالهجرة للمدينة، فأمر النبي صل الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بالمبيت في فراشه
لكي يسلم الناس الأمانات الخاصة بقوم قريش، فوافق علي دون تردد بأن ينجز مهمة تسليم
الأمانات لأصحابها ولم يخف أبدا من مصير مجهول فكان بهذا أول فدائي عرفته الأمة
الإسلامية.
ولما طلع الفجر خرج النبي صل الله عليه السلام
من أمام أعين المشركين الذين أعماهم الله عن رؤيته صل الله عليه وسلم، وبعد أن رحل
النبي وصاحبه أبو بكر اقتحم الكفار بيت النبي صل الله عليه وسلم وأسرعوا لفراشه
ولما كشفوا البردة الخضراء وجدوا علي بن أبي طالب الذي سألهم ماذا هنالك؟ أتريدون
شيء ما ؟، فسألوه عن النبي صل الله عليه وسلم، فقال علي بن أبي طالب ساخرا منهم هل
كنتم تريدون مني أن أراقبه؟
فرحل الكفار وهم مصدومون من الموقف كله وكانوا
يتعجبون أين ذهب محمد؟
قصة سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه:
بلال بن رباح أول مؤذن رفع الآذان لما أمره
الرسول صل الله عليه وسلم أن يؤذن في المسجد الذي بني في المدينة المنورة، وأستمر
يؤذن قرابة العشر سنوات.
وبعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم ذهب بلال بن
رباح لأبو بكر الصديق وقال له يا خليفة رسول الله لقد سمعت النبي صل الله عليه
وسلم يقول يوما :(أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله)، فقال أبوبكر: نعم رسول
الله صل الله عليه وسلم قال هذا، ماذا تريد يا بلال؟
قال بلال: أريد أن أجاهد في سبيل الله حتى
أموت، قال أبو بكر من الذي سيؤذن لنا إذا؟، قال بلال وهو يبكي لن أوذن لأحد بعد
نبي الله صل الله عليه وسلم، قال أبو بكر أذن لنا يا بلال، قال بلال لقد أعتقتني
يوما لما كنت عبدك فأطلب منك أن تعتقني اليوم لله، فقال أبو بكر كما تشاء يا بلال.
فسافر سيدنا بلال للشام وجاهد هناك، ومرت
السنوات ورأى سيدنا بلال في المنام رسول الله صل الله عليه وسلم يقول له لماذا هذا
الجفاء يا بلال، ألن تزورنا، فسافر بلال على الفور للمدينة المنورة، فزار قبر رسول
الله صل الله عليه وسلم وهو يبكي، فرآه الحسن والحسين فأسرع يقبلهما ويحتضنهما.
فقال الحسن والحسين اشتقنا سماع صوتك في
الآذان، فأذن بلال وبمجرد أن قال الله أكبر ارتجت أرجاء المدينة المنورة وكانت
الرجة تزيد كلما أكمل الآذان، فخرج الناس من البيوت يبكون.
ولما زار عمر بن الخطاب الشام طلب أهل الشام من
عمر أن يؤذن بلال لهم صلاة من الصلوات، فلبى عمر بن الخطاب طلبهم وأذن بلال فبكى
الناس هو يؤذن.
ويوم موت بلال قال لزوجته لا تبكي اليوم القى
الحبيب محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
قصص عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه:
عمر بن الخطاب رجل عظيم وخليفة عادل ورجل تقي
خاف الله وأحبه، وكان دائما يدعو الله تعالى أن يكتب له الشهادة ويكون من الشهداء
والأبرار والصالحين، فقد كان دائما يقول اللهم أسألك استشهادا في سبيلك وموتا في
بلد نبيك محمد صل الله عليه وسلم.
وقد كان لعمر بن الخطاب مكانة كبيرة عند
المسلمين ويوم إسلامه فرح المسلمون كثيرا، فقد كان قوم قريش يخافون منه جدا ولما
من الله عليه بالإسلام تمكن المسلمون من الذهاب للكعبة في امن وأمان. وعرف عن عمر بن الخطاب التقوى والحزم والقوة والصلابة، ولما تولى
أبوبكر الصديق خلافة المسلمين عينه كقاضي يقضي بين الناس بالعدل والإحسان، فقد
اشتهر بالعدل والحق.
ولما مات أبوبكر الصديق تولى عمر بن الخطاب خلافة المسلمين من
بعد أبوبكر الصديق، وكان يخاف الله في المسلمين وكان يخرج كل ليلة لتفقد أحوال
المسلمين.
ويوم موت عمر بن الخطاب خرج عمر بن الخطب
كعادته لأداء الصلاة في مسجد النبي صل الله عليه وسلم الموجود بالمدينة المنورة،
فهو كان يؤم المسلمين في صلاة الفجر، وكان هذا اليوم في أواخر شهر ذي الحجة. وفي بداية الركعة الأولى دخل أبو لؤلؤة المجوسي والناس منشغلين وخاشعين
في الصلاة وطعن عمر بن الخطاب بخنجر مسموم بنصلين وكرر الطعن عدة مرات متتالية. وحاول الهرب وقام بطعن كل من اعترض طريقه من المسلمين، فطعن ثلاثة عشر
رجلا مات منهم في الحال سبعة من المسلمين، ولما حاصره المسلمين في المسجد طعن أبو
لؤلؤة نفسه فمات.
ولقد تماسك عمر بن الخطاب وهو في النزع الأخير
من أجل أن يختار المسلمين من يخلفه في أمر المسلمين، وأوصى أن يختار المسلمين
خليفة من بين ستة رجال هم عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله،
الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
مات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من حادث طعنه
ودفن في شهر محرم، وانتهى بهذا حكم خلافته الذي استمر عشر سنوات وستة أشهر وأربعة
أيام.
والجدير بالذكر أن المدينة المنورة خالية تماما
من أي المجوس، فالمدينة المنورة يسكنها فقط المسلمين، وأبو لؤلؤة المجوسي رجل من
فارس اسمه الحقيقي فيروز النهاوندي وسمي بأبو لؤلؤة نسبة لأبنته التي قيل إن عبيد
الله بن عمر بن الخطاب قتلها.
وقد أسر وأبو لؤلؤة المجوسي يوم حرب المسلمين
للروم، فقد كان أسيرا أيضا عند الروم، وأصبح مولى عند المغيرة بن شعبة، وعمل في
الصناعات الحرفية، وأبقاه المغيرة بن شعبة عنده بعد أذن له عمر بن الخطاب.
وأخذ المغيرة من أبو لؤلؤة المجوسي مائة درهم
مقابل بقائه في المدينة المنورة، وظن أبو لؤلؤة المجوسي أن عمر بن الخطاب من أمر
المغيرة بذلك.
ومر به عمر بن الخطاب يوما فقال أبو لؤلؤة المجوسي لعمر بن
الخطاب أنه سيصنع له رحى، وظن الناس أنه فعلا سيصنع واحدة لعمر بن الخطاب. ومرت عدة أيام وطعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب بالخنجر المسموم
فعرف الناس قصده بعبارة صنع الرحى التي قالها لعمر بن الخطاب.