أصدقائي الصغار نقدم لكم قصص دينية من القرآن الكريم، لتستمتعوا بها على موقعكم المفضل ،الآن تجدون أجمل القصص الإسلامية للأطفال معبرة وجميلة جداً قبل النوم ، لعشاق قراءة القصص والحكايات والروايات القصيرة، يمكنكم الآن قراءة مجموعة من القصص الممتعة المختارة لكم.
من خلال موقعنا تجدون أجمل قصص الأطفال الصغار والكبار،قصص تعليمية للأطفال وقصص واقعية، قصص مضحكة، وقصص دينية، وقصص الأنبياء، وقصص الصحابة، نقدمها لكم بشكل يومي متجدد عبر قسم : قصص إسلامية ، ونتمنى أن تنال إعجابكم ، قصة اليوم هي عن أهل الكهف.
قصة قصيرة عن أهل الكهف للأطفال، من قصص القرآن الكريم.
الخوف يحكم المدينة ، وكأن الناس يغمسون خبزهم في الجبن ويأكون ، اما الهمس الذي يدور بين جدران البيوت ، فكان يتردد مرتعش الشفين ثم يذوب في أصداء الصمت ، ألا تعرفون كم صلب الملك حتى الآن ، ألا تعرفون كم قتل ؟
لقد أقسم أمام تمثال كبير الآلهة أن يقتل كل من يدخل الدين الجديد ، الدين الذي يؤمن بإله واحد ويؤمن ببعث الموتى وقيامهم للحساب ، كانت الأحاديث تدور همسا في المدينة ، وكان النظام الحاكم يؤن بالأوثان والأصنام والآلهة المتعددة ، وأعتبر الملك دخول الناس في دين التوحيد خيانة تمثل خطرا على أمن المملكة ، ومن ثم فقد أصدر أوارمره لعيونه وأتباعة أن يقبضوا على كل من يشكون في انتمائه للدين الجديد .
وهكذا بدأت المطاردة بين المؤمنين والكافرين ، كان عدد المؤمنين قليل جدا وعدد الكافرين أغلبية ، ووقف الملك أمام تمثال كبير الأصنام وأشار إلى رجلين معلقين وقال :
هذا جزاء من يخرج على عبادة الهتنا ، القتل أصدر أوامره إلى أتباعة أن يتعقبوا المؤمنين ، فلن يستريح الملك حتى يراهم جميعا ، وقد وصلوا غلى جدران قصره ، تسربت أخبار مطاردة المؤمنين إلى المدينة وعرف الناس جميعا حجم الأخطار التي تهدد المؤمنين ، ووصل الخبر إلى المؤمنين فاجتمعوا في بيت احدهم ، واغلقوا الباب جيدا وأضاءوا شعة لتبديد الظلام ودار بينهم حوار هامس ، قال احدهم ، ماذا نفعل ؟
قال الثاني ، يجب أن نتحرك بسرعة إن الدائرة ضيق حولنا ، وليس أمامنا إلا أر من اثنين ، إما أن نهرب بديننا ، أو نستسلم لعذاب الملك ومحاولات اعادتنا في ملته .
انغمس المؤمنون في حوار سريع ، كانت فكرة بقائهم في المدينة وتعريض دينهم للخطر تبدوا فكرة مستحيلة ، ومن ثم استقر عزمهم على تحذير بقية المؤمنين والخروج جميعا من المدينة ، الى الجبال القريبة .
قال أحدهم وكان راعيا ، أعرف كهوفا في الجبل لا يستطيع جنود الملك أن يعثروا عليها ولو أفنةا عمرهم في البحث ، استقر رأي المؤمنين النهائي على الخروج ، كان إيمانهم بالله وحرصهم على عقيدة التوحيد أغلى من بقائهم في بيوتهم وأهم من ظروف الحياة الطبيعية المعتادة .
ووقف كلب الراعي جوار الباب ، وقد أرهف أذنيه لأي صوت غريب ثم وقف الكلب فجأة ونبح يحذرهم من جنود قادمين ، قال احدهم ، ان الكلب يحذرنا من شيء ، ماذا نفعل الآن وكيف نتصرف ، قال صاحب البيت ، ان لهذا البيت بابا سريا يقود إلى الجبال ، قال الراعي ، لنسرع الآن إن الكلب يحس بالذئب ، حين يظهر عند الأفق ولا ريب أن لنباحة الآن معنى لنخرج على الفور .
وسار المؤمنون طويلا في الخلاء حتى وصلوا الى الجبال ، وبدأ الراعي يتقدمهم في طريق مهجور لا يعرفه احد سواه ، اخيرا وصلوا الى كهف في الجبل ، اقاموا الصلاة حين وصلوا الى الكهف ودعوا الله قائلين :
” ربنا اتنا من لدنك رحمة وهييء لنا من امرنا رشدا ”
وهكذا اسلموا امرهم لله واختار كل واحد منهم ركنا في الكهف ، وتزايد احساسهم بالتعب ، وكان سيرهم الطويل قد ارهقهم فهاجمهم نعاس ثقيل ، ولم تمض لحظات حتى كانوا جميعا قد استغرقوا في النوم داخل الكهف ، وقف الكلب على باب الكهف يقوم بمهمة الحراسة ، ثم بسط ذراعية عند فتحة الكهف واستسلم للنعاس هو الاخر واشتد الظلام ومر الوقت .
نشر الله بارك وتعالى من رحمتة على الكهف ، وقعت للفتية المؤمنين ثلاث معجزات وهم راقدون في فجوة منه ، المعجزة الاولى ان الله ضرب على آذانهم فما عادوا يسمعون صوتا ولا حسا ، وهكذا حيل بينهم وبين الصوت .
وفي غياب الصةت والضوء استمر نومهم سنوات ، كانت المعجزة الثالثة التي وقعت لهم انهم المعجزة ظلوا نائمين سنوات وراء سنوات ، حتى مر القرن الاول ، والثاني والثالث ، ثم انقضت تسع سنوات بعد القرون الثلاثة .
وخلال هذا النوم المعجزة كانوا يتقلبون في نومهم ، وخلال هذا كله طالت لحاهم واظافرهم حتى بدا منظرهم مخيفا ، ” لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرار ولمئت منهم رعبا ”
بعد مرور 309 سنوات ، شاء الله تعالى ان يقوظهم فقاموا ، استيقظ اصحاب الكهف من نومهم يحسون بالجوع الذي يحسه المرء عادة بعد نوم طويل ، لم يعرفوا كم مكثوا نائمين ، دار الجوار بينهم ، سأل أحدهم ، كم لبثنا ؟
قال الراعي ، لبثنا يوما أو بعض يوم ، دار الحوار بينهم عن المدة التي قضوها نائمين ، وحل أحدهم القضية بقوله ، ربكم أعلم بما لبثتم أحس المؤمنون بالجوع ، اتفق رأيهم على أن يبعثوا الراعي بنقودهم إلى المدينة لشراء طعام لهم ، وأوصوه أن يكون حذرا حتى لا يفتضح أمرهم .
وخرج الراعي ووقف في الضوء ، أمام باب الكهف ، ضيق من حدقتي عينية أمام الشمس وصلى صلاة قصيرة قبل أن يبدأ طريقه هابطا نحو المدينة.
كانت لحيته قد طالت ولم يكن قد لاحظ ذلك من فرط انشغاله بدواعي الخوف ، من اكتشاف امره ، سار الراعى وكلبه يتقدمه حتى وصل الى السوق في المدينة ، لم يجد السوق في مكانه وعثر على السوق في مكان أخر ، لاحظ الراعي ايضا أن المدينة قد تغيرت كثيرا، ان قصورا كان يعرفها قد صارت خراب ، وخرائب وكان يرعى فيها اغنامه قد صارت قصورا ، ادهشة ذلك كثيرا كيف تتغير المدينة من يوم وليلة ، اخرج الراعي نقوده في السوق ودفعها ثمنا للطعام له وللفتية .
لم يكد البائع يتأمل النقود حتى قال هذة نقود اثرية ، هذة عمله مضى عليها اكثر من ثلاثة قرون احس الراعي بالدهشة الكبيرة ، وتحلق الناس من حوله وراحوا يتأملون لحيته التي تصل لقدمية واظافره الطويلة ، كما راحوا يتأملون كلبه الذي طال شعره هو الآخر ، وأدرك الراعي أن أمره قد اكتشف وفكر أن يستدير ويسرع بالهروب لكن السوق كله يسجنه وسط اظار مركزة تمتلىء بالدهشة ، واقبل جند الملك على الضجيج ، قاد الجند الراعي الى الملك سأله الملك ، من اين احضرت هذة النقود ايها الراعي لطيب ؟
قال الراعي ، هذة نقودنا يا سيدي لقد خرجنا بالامس واختبأنا في الكهف فرارا بديننا ، سأل الملك أيها الراعي المؤمن لماذا تفرون بدينكم ونحن جميعا نعبد الها واحد ، ونحن له مسلمون ، قال الراعي لم يكن هذا هو الوضع امس ، سأل الملك ، يا الهي أتكونون انتم اشراف هذه الأمة الذين فروا بدينهم من الطاغية ن اكثر من ثلاثة قرون ، هذه معجزة ، أين أنتم أيها المباركون الأولياء ، أين أنتم أيها المؤمنون ؟
قال الراعي ، نحن في كهف غائر في الجبال القريبة ، قال الملك ، أذهب معك بنفسي ، اطمأن الراعي إلى أن النظام القاسي الذي خرجوا فرارا منه قد سقط وجاء بدلا منه نظام مؤمن ، تقدم الراعي ، والملك ووزراءه حتى وصل الى الكهف ، وهنا خرج الفية المؤمنون وانحنى أمامهم الملك ووزراؤه ، وكانوا ينحنون خشوعا أمام المعجزة الخارقة التي وقعت لهم في الكهف في البداية لم يدرك أصحاب الكهف ما وقع لهم ، تساءل أحدهم من يكون هؤلاء ؟
قال الراعي ، هؤلاء هم الملك الجديد للمملكة ووزراؤه ، سأل أحدهم ، لماذا يركعون لنا قال الراعي انهم يقولون اننا مباركون لاننا فررنا بديننا منذ اكثر من ثلاثمائة سنه ، سأل أحدهم لعلهم لا يسخرون منا ، قال الملك ، نحن لا نسخر منكم أيها الباركون لقد لكم ايه من ايات الله ، ووقعت لهذا البلد اية من أيات الله .
سأل أهل الكهف ، حدثنا عما وقع لنا ، لقد دخلنا هذا الكهف بالأمس ونمنا فيه مرهقين من الرحلة ، كيف تقول إننا فيه مرهقين من الرحلة ، كيف تقول إننا نمنا أكثر من ثلاثمائه سنة ، قال الملك لقد نمتم ثلاثة مائه سنة وتسع سنوات وهذة هي الأية الي وقعت لكم ، اما الاية التي وقعت لهذا البلد الذي فررتم منه فغنني امثلها لكم ، لقد تغير النظام الوثني الذي كان يحكم ، وجاء بدلا منه نظام مؤمن ، نحن الان نعبد الله تعالى لا الأوثان ، وما فررتم منه قديما لم يعد قائما الآن .
ومع الوقت ادرك اصحاب الكهف ما وقع لهم ، كان ما وقع لهم كرامة لهم ومعجزة لقومهم وعجيبة من عجائب القدرة الخالقة العظمة ، ادركوا أن وعد الله حق وادركوا أن أعداء الله تعالى قد ذهبوا بلا أثر ، وادركوا أن الله يبعث النيام والموتى بمجرد الأمر ، ادركوا أن الله حماهم حين حموا عقيدتهم وانه سبحانه دافع عنهم حين دافعوا عن التوحيد ، وادركوا ايضا انه لم يعد لهم مكان في التاريخ لقد ذهب اهلهم واقاربهم وزمنهم ، وصاروا من جيل لم يعد يربطه بالحياة شيء وتمنوا العودة الى الله ورحمهم الله فماتوا ، وقال اهل المدينة ” لنتخذن عليهم مسجدا “