استمتع بقراءة قصص قصيرة ومشوقة تحكي عن
الأخلاق الحميدة، الخير، والصدقة خصيصًا للأطفال الصغار، تعرف على قيم ومبادئ أساسية
من خلال تلك القصص الشيقة التي تعلم الصغار القيم الحميدة بشكل ممتع.
قصص قصيرة عن الأخلاق الحميدة، الخير والصدقة للأطفال الصغار قبل النوم.
قصة بائع الفواكه:
في يوم من الأيام دخل رجل إلى محل ليشتري شيئا
وقال للبقال، كم سعر الموز؟
فقال البقال: دينار ونصف والتفاح دينار، وفي
هذه اللحظة دخلت سيدة إلى المحل يعرفها البقال تسكن في نفس الحي فقالت: أريد كيلو
موز بكم؟
قال البقال 60 قرشا والتفاح 50 قرشا.
فقالت السيدة: الحمد لله.
نظر الرجل إلى البائع واحمرت عيناه غضبا وأراد
أن يصيح في وجهه، ولكن البائع غمزه ففهم الرجل أن في الأمر سر ما.
أعطى البقال طلبات السيدة وذهبت وهي فرحه
وتقول: سوف يأكل عيالي، وسمعوها كيف تحمد الله وتشكره،
قال: البقال للرجل الموجود، والله أنا لم أغشك
ولكن هذه السيدة أم لأربعة أيتام وترفض أي مساعدة من أحد وكلما أردت أن أساعدها لا
تقبل وفكرت كثيرا كيف أساعدها ولم أجد إلا هذه الطريقة لمساعدتها وهي خفض الأسعار
لها وأريد أن أحسسها أنها غير محتاجة لأحد، وأنا أريد أن أعمل خيرا، وأحب هذه
التجارة مع الله وأحب أن أجبر خاطرها، ويقول صاحب البقالة للرجل هذه المرأة تأتي
كل أسبوع مرة، والله في اليوم الذي تشتري مني هذه السيدة أربح أضعافا وأرزق من حيث
لا أدري لأني جبرت خاطرها وساعدتها، يقول الرجل دمعت عيناي وقبلت رأس البقال على
موقفه هذا .
حين تجبر خاطراً وتزيل هماً وتسعد نفساً سيأتي
اليوم الذي يرد لك جميلك أضعافاً مضاعفة، إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها
إلا من جربها، ولا تنسى أن الله بعون العبد ما دام العبد بعون اخيه.
قصة الأصدقاء الأربعة:
يحكى عن شاب اسمه مروان أنه كان له أب كريم،
يعطف عليه ويرعاه ولما مات، أصبح مروان يعاني من اليتم والفقر والحرمان، ولكنه
أبدا لم ييأس، بل قرر أن يعمل ليكسب قوت يومه، وفي يوم من الأيام كان يمشي في طريقه
فأبصر حمارا نحيلا، قال له مروان: ما بك أيها الحمار الحزين؟
فأجابه الحمار: لقد أصبحت مسنا، لا أقدر على
العمل، وصاحبي لا يقدم لي ما يكفيني من الطعام لأنني لا أقوم بعمل كافي كما كنت
أفعل في السابق.
أشفق عليه مروان، وقال له: هلم بنا إلى الغابة،
لعلنا نجد هنالك حشيشا أخضر، تتغذى به، وانطلقا معا إلى الغابة، وبينما كان مروان
يحث الحمار على السير، سمع صوت نباح ضعيف، فالتفت فوجد كلبا يلهث قرب شجرة يابسة فسأله
مروان: ما بك ايها الكلب؟
أجابه الكلب: لقد منعني صاحبي من الطعام، لأنني
غدوت عجوزا، لا اقوى على حراسة البيت والغنم كما كنت أفعل في السابق.
فقال مروان: لا تحزن أيها الكلب العزيز، تعال
معنا، لعلني أجد لك شيئا تأكله تابع الجميع طريقهم نحو الغابة.
وبينما هم في الطريق، سمع مروان مواء قط، فسأله
عن حاله، فأجابه القط: كنت أعيش في منزل أصيد الفئران وأقتل الحشرات، فطردني
أصحابي، لما كبرت وصرت عجوزا، ولم أعد قادرا على صيد الفئران والحشرات.
لما وصل الجميع إلى الغابة ناموا متعبين إلا أن
الكلب استيقظ على صوت ينبعث من الغابة، فقفز إلى رفاقه يوقظهم، وذهبوا إلى مصدر
الصوت، فوجدوا جماعة من الأشرار اقتحموا منزلا على أطراف الغابة يسكنه رجل عجوز،
ووقف الأشرار يقتسمون أكواما من الذهب، فأخذ الحمار ينهق، والكلب ينبح، والقط يموء،
ومروان يصيح، فما كان من الأشرار إلا أن تركوا الذهب وهربوا خائفين، وهكذا دخل
الجميع المنزل وأعادوا للعجوز ثروته، ففرح بهم وشكرهم، ووهب القصر وأكوام الذهب
للأصدقاء الاربعة، فعاشوا جميعا برفقة العجوز في هناء مسرورين.