قصص قصيرة عن الذكاء مشوقة للأطفال الصغار قيل النوم.
قصة الكلب الذكي:
يحكى أنه ذات يوم ضاع كلب في الغابة وكان
خائفاً جداً من أن يراه أسد قادم نحوه، فكر الكلب في نفسه قم قال: لقد انتهى أمري
اليوم، لن يتركني الأسد حياً.
ثم رأى بعض العظام مُلقاة حوله، أخذ الكلب عظمة
وجلس معطياً ظهره للأسد وتظاهر بأنه مستمتع بلعق العظمة وبدأ بالصراخ، ثم بدأ
يتجشأ بصوت عالٍ، قائلاً يا للروعة، عظام الأسد لذيذة حقاً، إذا حصلت على المزيد
منها فسيتحول يومي إلى حفل.
خاف الأسد وقال لنفسه: هذا الكلب يصطاد الأسود،
على أن أنقذ حياتي وأهرب، ثم ركض الأسد بعيداً عن الكلب وبسرعة.
وكان هناك على إحدى الأشجار قرد يتفرج على تلك
اللعبة بأكملها، فكر القرد قائلاً: هذه فرصة جيدة لأعيد للأسد ثقته بإخباره بكل
هذه الكذبة، حيث حاول القرد أن يجعل من الأسد صديقاً له وبالتالي لن يضطر إلى
القلق والخوف منه بعد ذلك.
ركض القرد باتجاه الأسد ليفشي له الأمر، أما
الكلب فقد شاهده يركض خلف الأسد فأدرك أنه سيخبر الأسد، وبأن مكروهاً سيقع له إن
لم يتصرف، أخبر القرد الأسد بكل شيء حيث شرح له كيف قام الكلب بخدعه، زأر الأسد
بصوت عال وقال للقرد أن يمتطي ظهره وتوجه إلى الكلب مسرعاً، ولكن الكلب كان ذكياً
جداً فقد جلس مرة أخرى معطياً ظهره للأسد وبدأ يتكلم بصوت عالٍ: استغرق هذا القرد
وقتاً طويلاً، لقد مضت ساعة كاملة وهو عاجز عن الإيقاع بأسد آخر.
وعندما سمع الأسد الكلام قام برمي القرد من فوق
ظهره وقام بافتراسه عقاباً له على الخيانة.
قصة المحتال والحمار:
اشترى المحتال حمـــارا وملأ دبره نقودا من
الذهب رغماً عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق فنهق الحمار فتساقطت
النقود من دبره، فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمــار كلما نهق تتساقط
النقود من دبره، وبدون تفكيرا بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار فاشتراه كبير
التجار بمبلغ كبير، لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية.
انطلق مع أهل المدينة فوراً إلى بيت المحتال
وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته أنه غير موجود لكنها سترســـل الكلب ليحضره
فــــــورا، فعلاً أطلقت الكلب الذى كان محبوسا فهـــرب لا يلوى على شيء لكن زوجها
عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذى هرب، فتعجب الناس من فعل هذا
الكلب، وطبعاً نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب واشتراه أحدهم بمبلغ كبير
ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره، بعد ذلك أطلقت الزوجة الكلب لكنهم
لم يروه بعد ذلك.
عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مره أخرى
فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا البيت عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته فجلسوا
ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته وقــــال لها لمـــاذا لم تقومي
بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم؟
فقالت الزوجة إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت.
تظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه
سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان
هناك بالونا مليئاً بالصبغة الحمراء فتظاهرت الزوجة بالموت، وصار الرجال يلومونه
على هذا التهور فقال لهم لا تقلقوا فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة
مرة أخرى وفورا أخرج مزماراً من جيبه وبدأ يعزف.
فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا
وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين فنسى الرجال لماذا جاءوا وصاروا يفاوضونه
على المزمار حتى اشتروه منه بمبلغ كبير جداً،
عاد الذى فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها
ساعات فلم تصحو وفى الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف أن يقول لهم أنه قتل
زوجته فادعى أن المزمار يعمل وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته فاستعاره التجار منه
وقتل كل منهم زوجته، وبعد أن طفح الكيل مع التجار ذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في
كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر وساروا به حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا وصار
المحتال يصرخ من داخل الكيس، فجاءه راعى غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء
نيام فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه
ولا يريد بنت الرجل الثري وكالعادة طبعاً أقنع صاحبنا الراعي بأن يحل مكانه في
الكيس طمعا بالزواج من ابنة كبير التجار، فدخل مكانه بينما أخذ المحتال أغنامه
وعاد للمدينة ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين
منه.
عندما عادوا إلى المدينة وجدوا المحتال أمامهم
ومعه 300 رأس من الغنم فسألوه فأخبرهم بأنهم لما ألقوه بالبحر خرجت حوريه وتلقته
وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطئ وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطئ
لأنقذته أختها الأكثر ثراء، والتى كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهى
تفعل ذلك مع الجميع، كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى
البحر وألقوا بأنفسهم في البحر وأصبحت المدينة بأكملها ملكاً للمحتال.
قصة مشوقة من نوادر جحا:
كان لجحا جار شديد البخل، كلما رأى جحا راح
يحثه وينصحه بعدم الانفاق على بيته، حتى يصبح مثله لديه مال كثير، فقال له جحا
يوما مستنكرا: أتريد أن أكون مثلك أستعير متطلباتي من الجيران، وأمنع عن نفسي
الطعام والملبس، لكي أكون مثلك، صاحب مال؟
قال البخيل: وماذا في ذلك، أنا عندي مال وأنت
ليس عندك مثل ما عندي.
قال جحا: وما قيمة المال وهو لا يفيد صاحبه،
قال البخيل: يكفي أن ترى بريقه.
وفي يوم جاء البخيل إلى جحا، وطلب منه أن يعيره
حماره، فأعطاه له، فلما قضى البخيل حاجته عاد بالحمار، وطلب من جحا أن يدفع له
دينارا.
فقال جحا: ولم أدفع لك دينارا، وقد أعرتك حماري؟
قال البخيل: لقد جاع حمارك في الطريق، فاشتريت
له برسيما،
قال جحا في غضب: ألا تخجل يا رجل؟ إنك تستعير
حماري دائما، ولا أطلب منك أجرا على ذلك، فخذ ها هو الدينار ولا تطلب حماري ثانيا،
أخذ البخيل الدينار في سعادة، وعاد الى بيته
بينما راح جحا يفكر في حيلة يحتال بها على البخيل، لتكون درسا له، وفي اليوم
التالي ذهب جحا، واشترى لنفسه عمامة جديدة، ثم ذهب الى مطعم البلدة، ودفع له مقدما
حساب طعام شخصين، ثم ذهب جحا الى بائع الحمير، ودفع له مقدما ثمن حمار، على أن
يأخذه فيما بعد، ثم ذهب الى بائع الفاكهة، ودفع له ثمنا مقدما لبعض الفاكهة.
ثم ذهب جحا الى بائع الطيور، ودفع له ثمنا
مقدما لبعض الطيور، ثم ذهب إلى بائع الملابس، ودفع له أيضا على أن يحضر فيما بعد،
ويأخذ طلبه، ثم ذهب الى صديق له، وأعطاه عشرين دينارا، وطلب منه أن يعيدها إليه
حين يطلبها، وفي اليوم التالي، وبينما جحا عائد الى بيته رآه البخيل، فقال البخيل:
يا جحا، انتظر، ما أجمل هذه العمامة الجديدة كم ثمنها؟
قال جحا في سرور: إنها عمامة الخير، عمامة
الثراء، ولا تقدر بثمن يا جاري العزيز،
قال البخيل: ما هذا الذي أسمعه يا جحا؟ ماذا
تقصد بذلك؟
قال جحا: هيا معي، لترى بنفسك، ثم ذهب به جحا إلى
المطعم، وقال له: والأن سأدعوك لوجبة شهية على حساب العمامة.
فلما أكل وضع جحا يده على عمامته، فقال له صاحب
المطعم: الحساب خالص يا جحا، فتعجب البخيل، ثم ذهب به جحا الى بائع الحمير، وأخذ
حمارا، ثم وضع يده على عمامته، فقال البائع: الحساب خالص يا حجا، وهكذا ذهب به جحا
إلى بائع الفاكهة، فقال له البائع: الحساب خالص يا جحا، ثم ذهب به جحا إلى بائع
الملابس، وأخذ عمامة البخيل، فقال البائع: الحساب خالص يا جحا، فقال البخيل في
دهشة: بكم تبيع عمامتك يا جحا؟ إنها ثروة كبرى، فقال جحا: أبيعها مقابل منزلك،
فقال البخيل في سرور: لا مانع عندي فبها أشتري عدة منازل، وهكذا تخلص جحا من جاره
البخيل.
قصص قصيرة مكتوبة قبل النوم للأطفال الصغار،
قصة مشوقة من نوادر جحا، قصة المحتال والحمار، قصة الكلب الذكي، تجدونها عبر أقسامموقع ركني