قصة قصيرة وممتعة مكتوبة خصيصًا للأطفال تتحدث
عن الصحابي الربيع بن زياد، أحد أبطال الإسلام. تعرف على قصته وأفعاله النبيلة من
خلال هذه القصة الملهمة.
قصة قصيرة مكتوبة للأطفال عن الصحابي الربيع بن زياد.
يحكى في تاريخنا الإسلامي
العريق أن الصحابي الربيع بن زياد توغل بجيشه
المنتصر في أرض سجستان فطفقت تتساقط الحصون تحت أقدام خيله كما تتساقط أوراق الشجر
تحت عصف رياح الخريف، وهب أهل المدن والقرى يستقبلونه مستأمنين خاضعين قبل أن يشهر في
وجوههم السيف، حتى بلغ مدينة زرنج عاصمة سجستان، فاذا بالعدو قد
أعد لحربه العدة وكتب للقائه الكتائب واستقدم لمواجهته النجدات وعقد العزم على أن
يذوده عن المدينة الكبيرة وأن يوقف زحفه على سجستان مهما كان الثمن غاليا، ثم
دارت بين الربيع وأعدائه رحى حرب طحون لم يضن عليها أي من الفريقين بما تطلبته من
الضحايا
فلما بدرت أول بادرة من بوادر النصر للمسلمين
رأى مرزبان القوم المدعو برويز أن يسعى لمصالحة الربيع وهو ماتزال فيه بقية من قوة
لعله يحظى لنفسه ولقومه بشروط أفضل، فبعث الى الربيع بن زياد رسولا من عنده
يسأله أن يضرب له موعدا للقائه، ليفاوضه على الصلح فأجابه إلى طلبه.
أمر الربيع رجاله أن يعدوا المكان لاستقبال
برويز، وطلب منهم أن يكدسوا حول المجلس أكواما من جثث قتلى الفرس، وأن
يطرحوا على جانبي الطريق الذي سيمر به برويز جثثا أخرى منثورة في غير نظام، وكان
الربيع طويل القامة، عظيم الهامة، شديد السمرة ضخم الجثة يبعث الروع في نفس من
يراه، فلما دخل عليه برويز ارتعدت فرائصه جزعا منه وانخلع فؤاده هلعا من
منظر القتلى، فلم يجرؤ على الدنو منه وخاف فلم يتقدم لمصافحته، وكلمه
بلسان متلجلج ملتاث وصالحه على أن يقدم له ألف وصيف وعلى رأس كل وصيف جام من الذهب، فقبل
الربيع وصالح برويز على ذلك وفي اليوم التالي دخل المسلمون المدينة فاتحين في موكب
من الوصفاء بين تهليل المسلمين وتكبيرهم فكان يوما مشهودا من أيام الله.
المصدر: الكامل في
التاريخ