استمتع بقراءة قصة قصيرة تربوية رائعة تحكي عن
النية الصادقة وتعلم الأطفال قيمة الصدق والإخلاص. اكتشف القصة وشاركها مع أطفالك
اليوم.
قصة قصيرة عن النية الصادقة
يُحكى أنَّ
شاباً بدوياً كانت توصيه امه دائماً ألا يصاحب أبو نيتين.
فقال: كيف
أعرف أن له نيتين يا أمي؟
قالت: هو
سيخبرك بأن له نيتين من تلقاء نفسه وبلسانه،
ماتت أمه فحزن
كثيراً وبقي في البيت وحيداً، وبعدها فكر
بأن يبيع البيت ويرحل عن الديرة، فاشترى بعيرا وسلاحاً وأخذ باقي المال
وسافر، وفي الطريق لقي رجل مصاب مكسور الساق يكاد يموت من العطش فنزل من البعير وسقاه الماء وفك عمامته وربط ساق الرجل وحمله على البعير
وسار، وفي اثناء الطريق أخذا يتبادلان أطراف الحديث.
فسأله الشاب:
ما أصابك وكيف أتيت إلى هنا؟
فقال: كنا في
غزوة وانهزمنا، وأصبت في ساقي وهرب عني أصدقائي.
فأخذ الرجل المكسور
يسأل الشاب عن حاله فأخبره وقال
أمي: كانت توصيني دائماً ان لا أصاحب أبو نيتين.
فقال الرجل:
أنا لي نيتين
فضحك الشاب
وسارا معاً ووصلوا إلى
بئر فقال المكسور
دعني انزل وأجلب الماء.
فقال الشاب:
لا أنت مريض أنا سأنزل.
فربط الحبل في
عنق البعير ونزل البئر
فملأ القربة ونزل في الثانية
لسقي البعير فلما وصل ركوة
البئر (الركوة صخرة بأسفل البئر بجانب الماء) قطع الحبل أبو نيتين ورماه على الرجل.
فقال الرجل:
يا فلان الحبل.
فقال: أنا أخبرتك
من البداية أن لي نيتين.
فقال: البعير
والسلاح والمال لك لكن اخرجني من
البئر.
قال: لتقتلني؟
قال: لك الله
وأمانه ما أقتلك.
قال: لا، ومشى ابو نيتين وبقي الرجل بالبئر وهو يتفكر في مقولة أمه أن لا يعاشر أبو
نيتين ،فلما حل
الظلام وانتصف الليل فإذا بطيور تحط على طرف
البئر، فأخذت تتحدث
مع بعضها فإذا هذين الغرابين
من الجن.
فقال الاول:
فلان هل تعرف بنت الشيخ فلان
قال: نعم
قال: تذكر تلك
البنت الجميلة التي تقدم
لخطبتها الآلاف من الرجال ورفضتهم.
قال: نعم
اذكرها
قال: عملت لها
سحر عظيم، فأصبحت كالمجنونة تقطع ثيابها
وتصيح ولم يتقدم
لخطبتها احد، وفك هذا السحر
جداً بسيط.
قال: كيف؟
قال: يقرأون الفاتحة
سبع مرات في ماء ويسقونها البنت فتشفى بإذن الله.
قال الغراب
الثاني: أنت لم تصنع شيء يا صديقي، هل تذكر مدينة
الشيخ حارب المشهورة بالخضرة والمزارع
والماء؟
قال: نعم
قال: صنعت لها
سحر عظيم فجففت ماء الآبار
وهي الآن خاوية على عروشها لا يسكنها أحد.
قال: كيف؟
قال: سددت
الماء بمجمع العيون في البئر الذي يقع تحت الجبل وهو مجمع العيون فأصبح جافا من
عملي
وفك السحر
جداً بسيط.
فقال: كيف؟
قال: يقرأون
خواتيم سورة البقرة والمعوذات في ماء ويصبون على منبع الماء فينفك السحر ويعود
يتدفق الماء.
كل هذا يحدث والرجل
في أسفل البئر يسمع كلام الجن وهي اشارة على
أن الجن لا يرون بالظلام ولا يعلمون الغيب.
طلع الصباح
فطارت الطيور فمرت قافلة بالبئر فنزلوا الدلو
بالبئر فأخذ الرجل الدلو فقطعه قالو ربما
جيلان البئر قطعت الحبل
فنزلو الدلو
الثاني فقطعه والثالث فقطعه، قال كبير القافلة: والله إن البئر فيها بلاء،
من ينزل فتشجع أشجعهم
قال: أنا أنزل
فلما وصل ركوة
البئر فإذا الرجل، فقال: بسم
الله انت جن أم انس
فقال: يا أخي أنا
من الانس وقصتي كذا وكذا
فقال: لماذا
قطعت الدلو؟
قال: لو تعلقت
بالدلو ورأيتموني لخفتم وتركتم
الحبل فسقطت فمت. فخرج الرجل
وقال لهم قصته.
قالوا: إلى
أين انت ذاهب؟ قال: إلى مدينة الشيخ حارب مدينة البنت المسحورة
فقالوا: نحن
في طريقنا إليها، فلما وصلوا
كان من يستقبل الضيوف هو شيخ
القبيلة فلما جلسوا
عنده وأكرمهم سمع الرجل
صياح بالبيت.
قال: يا شيخ
ما الامر؟
قال: هذه ابنتي
مريضه أصابها بلاء من أربع سنوات ولم أجد حكيما
ولا طبيبا الا واتيته بها ولكن دون فائدة.
قال: ما الذي
تعطيني إن جعلت بنتك تتشافي؟
قال : لك ما
تريد.
فقال: تزوجني
بنتك وتعطيني مال
فقال: ابشر
لكن هل تقدر؟
قال: هاتوا لي
ماء، وكانت البنت
تصرخ وتمزق ثيابها فقرأ به ورش
عليها واسقاها ففاقت واخذت
تتستر ودخلت عند
النساء فشفيت.
فقال أبوها: أطلب
فقال: مال
وتزوجني اياها
فقال: ولك مني
بيت بجواري ايضاً
قال: لا اريد طريق المدينة التي جف ماؤها
قال الشيخ حارب:
ماذا تريد من بلد ميت ليس فيه ماء؟
قال: لي حاجه
هناك المهم تجهز
واخذ زوجته معه ورحل فلما وصل
المدينة فإذا ليس فيها
إلا ثلاثة بيوت والبقية هجروها ويأتون بالماء
من مسافات بعيدة فذهب إلى بيت شيخ
المدينة وقال: ماذا
اصاب هذه الديرة؟
قال: كانت هذه
الديرة غنية بالماء والخيرات ومن أربع سنين
أصابها قحط وجفت مياه
الابار وهي كما ترى
فقال: ما لي إذا
أرجعت ماء الابار؟
فقال: لك ما
تريد لكن هل تقدر؟
فقال: اريد
مزرعة ومال وبيت.
فقال: لك ذلك
فقال: أين
البئر الرئيسة مجمع العيون؟
فقال: هنا
قال: هاتوا لي
ماء فقرأ به وصبه على منبع الماء فانفجر الماء
كالنافورة وعاد الخير واخذ مزرعته وعاش مكرم معزز عند الشيخ واهل
المدينة.
وفي يوم من الأيام جاء الرجل ضيف فإذا هذا أبو نيتين فعرفه الرجل.
وقال: فلان هل
تذكرني؟
فقال ابو نيتين:
لا
قال: انا ابو
نية الذي تركته في البئر
قال: كيف
اصبحت كما ارى؟
قال القصة كذا
وكذا فخرج ابو
نيتين
فقال الرجل:
إلى اين؟ قال: إلى البئر
قال: يا رجل
أنتظر وفي الصباح رباح
قال: والله ما
ابيت الا فالبئر الليلة
فذهب ابو
نيتين فلما وصل ركوة
البئر وجاء اخر
الليل فإذا
بالغرابين يحطان على
البئر لأنهم يجتمعون
عند هذه البئر كل نهاية عام هجري فأخذوا
يتحدثون
قال الاول: فلان هل تدري ماذا حل ببنت الشيخ حارب؟
قال: ماذا؟
قال: انفك
السحر عنها
قال الاخر: وانا ايضاً المدينة التي كنت أحبس الماء عنها رجع الماء لها وانفك السحر
قال: والله يا
فلان بظني عندما
كنا نتحدث في تلك السنة ان شخصا ما كان في البئر
قال: ما رأيك
ان ندفن هذه البئر المشؤمة؟
ففوراً دفنوا
البئر فوق رأس أبو نيتين وهكذا كانت نهاية
أبو نيتين
وعلى نياتكم
ترزقون.